"لقد كان يمشي في الشوارع بلا هدف محدد، وكأنه يحمل في داخله جبلًا من الحيرة والتوتر. كانت عيناه تتجول بلا هدوء، تسحبه في اتجاهات متعددة، كأنه يبحث عن إجابات لأسئلة لم يستطع حتى تصوّرها. كانت خطواته ثقيلة، كأنه يحمل وزرًا ثقيلًا على كتفيه، يسحبه إلى الأسفل. كل جزء من جسده يشعر بالتعب والإرهاق، ولكنه يستمر في التقدم، كأنه مدفوع بقوة لا يمكن إيقافها.

كلما اقترب من الأماكن المكتظة بالناس، زادت حدة اضطرابه وشعوره بالغربة. كان يشعر بأن كل الأعين تترقبه، تحدق في داخله، وتكشف سرّه المظلم. كلما ازدادت الضوضاء والصخب، ازدادت الأصوات في رأسه، تتراقص في ذهنه بلا هدوء. كان يتساءل إن كانت هذه الأصوات حقيقية أم أنها مجرد توهمات مستنزفة.

لكنه لم يستسلم للشك والرهبة. كان يعلم أن هناك قرارًا مصيريًا ينتظره، قرارًا يجب أن يتخذه بنفسه. وعلى الرغم من تشوش الأفكار وتراكم الشكوك، كان يدرك أنه لا بد له من مواجهة تلك الجحيم الداخلية وإيجاد السبيل للخلاص."