ما أود أن نسبر أغواره ونكتشف أسراره في هذه المقالة هو شيء من الأنسان ومن العاطفة خصوصاً يسمى السعادة فما هي هذه السعادة التي تمتاز بأنها لا يوجد لها تفسير جامع مانع يكون كامل الأركان وبهي الأسم وواضح المعنى بلا أي لبس أو غبش أو خطأ ولا يصبح شديد الإلغاز أو سهل الهضم جداً للعقل وبذلك يصبح سر الأنسان ليس له معنى ويحل بأدنى فكرة ولكن لا السعادة أبت إلا أن تنتقب وتصبح ضبابية المعنى مع تأثير حقيقي على البشر، فما هي السعادة لو قلت هذا السؤال لأي شخص لقال أجابته هو للسعادة وكأنه يرسم لوحة فنية فقط هو يفهمها على السبيل الذي هو إرتضاه أن توصم السعادة بذلك ولا يعقل ولا يمكن ان تكون السعادة التي سيذكرها هي مطلب كل أنسان بل سيكون هذا تعريفه هو لها مثالاً على ذلك اذكر أنني عندما كنت طفلاً كانت المثلجات هي السعادة أفلام الكرتون والرسومات واللعب مع أقراني الأطفال لعب كرة القدم في شبابي كانت هي هذه السعادة هل هي سعادة لي الآن مثل ما كانت قبل بالطبع لا الحياة متسارعة بالتغيير على الرغم أنه عندما تذكرته سُعدت قليلاً ولكن هل أن سعدت؟ لذكري ذلك بالطبع لا إلا ما ندر بعيداً عن تكتيكات التسويق والأفكار التي تنص مثلاً أن من سيتخرج سيسعد نعم سيسعد (لحظياً) إلا أنه لن نجد السعادة الدائمة هذه حقيقة دعنا نقولها بصريح العبارة إياك ونسيانها فتزيد خيبات الألم نعم هذا العالم وكأنه به محاربين يتقاتلون من أجلك وهم التعاسة اللحظية والسعادة اللحظية لكنهم لن يفنوا بعضهم البعض نعم تأكد أن هناك سعداء بالحياة هذه لكن لحظياً فقط لا يمكن أن يكون الأنسان سعيداً طوال عمره أو حزيناً طوال مدة بقائه على الأرض ولكنهم أي البشر محكومين جميعهم بهذه المعادلة سيفي التعاسة والسعادة قد يحزنون تارة أخرى والحزينين سيسعدون تارة أخرى هي لحظات لا شيء دائم أعني حرفياً لا شيء ولا أقصد فقط السعادة، فالأنسان الذي يبحث عن السعادة لن يجدها فيما هو يعتقد أنه وجدها بصورة تناسب كل الناس صدقني لم يجدها إلا أنه هناك مثل قوالب جميلة وهي لا تطمع وأقنع بما لديك لا تحسد لأنه مما يخدش السعادة إلا لو كنت تحب التنافس البشري حينها لا تعادي احد وأعرف أن السعادة تكفي الجميع وزيادة وهذا الذي نبحث به وسيبحث الجميع سواء علم أم لم يعلم عن السعادة ولكن هذه العملية قد تكون مكلفة هناك حكمة عن السعادة أنه من يبحث عنها لن يجدها لأنه قد يعزى هذا لذهاب عمره وهو كان الأجدر أن يعيش كل لحظة بلحظتها اللحظة الآنية أنا بنفسي أكتب الان وأشعر بالسعادة لا تنخدع (اللحظية) أنها عملية ليست بالسهلة أبداً أن السعادة لو كانت فتاة لوصل مهرها الى أن يتحول من الذهب الذي هو معدن غالي الثمن الى النجوم والشموس والمجرات هذه ليظهر بحق التنافس البشري في أعنف صوره أن هذه العملية (بحث الأنسان عن السعادة) لن تتوقف أبداً والأجدر أن يُعرف طريقها ولكي تعرف الطريق تحتاج الى أدوات فأبحث عن أدواتك وأنا بدوري سأبحث بل أنني لو لم أبحث لهاجمني شبح الإكتئاب، السعادة هي تلك الهبة وقد حاولت أن أكون على جادة الصواب صدقني يهمني أننا نسعد وهي حق لنا جميعاً خلافاً لكل الكتب والمؤلفات والمقالات والأبحاث التي تحتوي على هذه الكلمة السعادة إلا أن لن تجد ولن تعثر إلا بعض أهم الكلمات (الرضا) و (شعور) و (قناعة) جنباً الى جنب مع مصطلحات علمية مثل الدوبامين وغيرها وأنه لمن الأمر الذي يثير الإعجاب أنه هناك أكثر من هرمون للسعادة بالمناسبة هذا سبب أن هناك طفل ما يقال له أذهب إلى النوم فلا ينام يشاهد برنامج الذي يحبه لأنه يسعده يعطيه شعوراً يحبه لست هذا ما أعنيه هذه سعادة لحظية جميلة أود أن أجد السعادة الدائمة هل هي الحرية بإطلاقها أم هي أن يختفي الألم أم هي حينما تسعد أكثر مما كنت تتخيل أنك ستسعد بهذا الشكل في البداية السعادة ليست شيء يمكن قياسه أو تجربته في مختبر هي ليست شيء ملموس هي شيء معنوي وهناك من ينظر للسعادة على أنها غاية أو هدف وبالطبع هناك من يبالغ أو يقتصر وهناك من يضر نفسه في سبيل السعادة ولو أدى الناس فعلياً ما يسعدهم بنفس وقته وللأبد بلا أي نقص لكانوا في الجنة هذا ليس في أرضنا هذه، وهذه الجنة تعد النعيم المقيم جعلنا الله وإياكم من أهلها هي جزاء ليست الآن فأذا قلنا أنه هناك سعادة تشبه سعادة الجنة فلا يمكن بما نعرفه من الحديث الشريف غمسة بالنار و غمسة بالجنة لو أن أشقى أنسان بالعالم وكانت حياته كئيبة وحزينة لو غُمس بالجنة غمسة فقط! أي أقل من ثانية لقال أبداً لم أشقى ولا يعرف ما هو الشقاء حينئذً فما هي السعادة في تعريف جامع مانع فدعني أذكرك مرة أخرى أنه لمن المستحيل أن يكون شيئاً أو فعلاً أو فكراً خطأ يسعدنا يكون هو طريقنا للسعادة الأبدية عوضاً عن أن تعريف السعادة نفسه يجب أن لا يكون ناقص نعم قد تكون السعادة اللحظية ولذلك ما أذنب المذنب إلا لأن الذنب يسعده وحلو المذاق بنظره لكن الأمر مثل عسل مسموم سيؤثر عليه سلباً على الرغم من وجود عسل غير مسموم ولكنه تسمم وهذا كله لإستخدامه مفهوم السعادة بشكل خطأ ليس هو المسكر ولا الحشيش ولا أي نوع من الأدمان المضر الذي كان في بدايته بحثاً عن السعادة فأضحى رهين سعادته اللحظية التي ستسممه وترديه قتيلاً في نهاية المطاف أو جسداً بلا روح وهذه أبداً ليست هي السعادة هذا شر فعلى الرغم من أن فحوى السعادة متفاوت بين الناس وبين درجاتهم وفكرهم فمثلاً هناك من يرى السعادة مال أو منصب أو زواج أو غيره من سعادة البشر اللحظية وهناك أيضاً من يسعد لأنه أدى أحد من هذا (لا يلقي بال ويفعل ما يحلو له ولو ضره على المدى البعيد-يبحث عن العلم وتقمص العلم وأن بالغ يكتشف نظريات أو يخترع ويبدع-يلعب ويلهي نفسه ويأخذ متع لحظية من سفر وحضر و أكل وشرب ومشاهدة الأفلام-يبتعد عن الناس ليجرب هواية الأذكياء "العزلة" أو يضيق دائرة معارفه-يجرب الهوايات ويتقنها-يتخذ نمط صحي لعقله وبدنه-يجمع الكثير من العلاقات والمعارف ويكون أجتماعي-يتغير للأفضل) نعم هذه سعادة لكنها لحظية أيضاً ماذا أقصد بلحظية يعني أنه لا تدوم فلا وجود للراحة والرفاهية هنا أقصد بالسعادة الدائمة الرفاهية الأبدية حيث لا مكان لشطر ألم أو نقصان أو ضياع للمعنى أو تحول القلوب وكراهيتها او فجأة الأمور أو ضعف أي منغص يخدش رمش من السعادة لا نريده والآن لربما أتضح أن السعادة ليست هنا ويستحيل أن تكون هنا إلا أن أقتنعت بما لديك وشكرت الله وسألت الله الزيادة بالخير فعلى الرغم أن الأنسان له رغبات ولكن له أولويات وهناك ثوابت ومبادىء كثيرة ومتعددة منها أن السعادة ستبقى هي محرك البشر السعادة هي مثل الشمس لنا أن كنا نباتات هي ما تجعلنا ذوي طاقة وجهد وتفكير وأيضاً هي ما تجعلنا نأخذ قسطاً من الراحة، لا راحة هنا لا كمال هنا السعادة لطالما كانت محرك البشر وستبقى تحركهم يبحثون عن السعادة وأنك ستجد في كتب التاريخ وحتى في واقعنا هذا والقادم والمستقبلي من يقول أنه سعيد ولكن في الحقيقة سعادته لحظية وكم شخصاً قالها قبله وهذا بسبب أنهم يخلطون بين شعور الإمتاع والسعادة الدائمة والسعادة اللحظية لا أقصد أنها قصيرة لحظياً قد تكون قصيرة لحظياً ولكن أقصد بالسنوات نعم أو أي مدة بل حتى لو كانت ألف سنة سعادته ستكون لحظية بالسنوات لاتدوم وبحثي هنا عن ديمومة السعادة هل هذا قد نعزوه لأن السعادة بنفسها لا تدوم دعنا نتصور أن هناك دواء لو أعطيته لأشد الناس إكتئاباً وحزناً ومأساة وشربه لصار أسعد أنسان على الإطلاق ثم ماذا؟ سيكون سعيد ولن ينجز شيء لأنه أخذ كل ما يريد من هذه الحياة وهي (السعادة اللحظية) التي سيظن انها (السعادة الدائمة) بالمناسبة هذا أمر خطير أن يكون الأنسان بمثل هذه السعادة لذلك بل أنت أيها الأنسان فيك من السعادة نصيب فمن معاني السعادة الأنس وأنه لا يقدم أحداً على فعل إلا وهو يحب العائد من ورائه ومن الطبيعي أن العائد سيكون فيه من السعادة ونادراً ما يُعدم، هناك من يسعدون بعملهم وهناك بالطرف المقابل لا فيجدونه ثقيل جداً وينوون فقط أن يلتقون بوجبة الغداء الساخنة ليعودوا مرة أخرى اليوم التالي لما يكرهون ويعملون مكرهين وهذا ما لا نريده جميعناً كبشر نود ونرنو ونطلب السعادة لكن لا وجود لها بصورة دائمة وأبدية هنا أي لا تركن لها على أنها يقين لن يزول ولو كنت أسعد الناس أسعدنا الله وإياكم، ومما يجعلني أسعد حقيقة هو أنني أتصور لو دخلنا الجنة بأذن الله وكنا من أهلها بعد أن يرحمنا الله بدخولها ولدخولها فرحمة الله عظيمة، في أنه كيف ستكون الحياة هناك أي جرع من السعادة سنرى أي كمال لا نقص فيه ولا مرية ولا سياسات ولا حروب ولا عنف ولا نعرات قبلية لا قبح ولا تشوه فكري ولا جهل والأهم لا حزن ولا شيء إلا الصدق والكمال والحب والسعادة لا نقائص أبداً العمل الذي يكرهه الموظف عندما ذكرته فوق تخيله هو دخل الجنة كيف سيكون شعوره؟ بل الذي فعلياً أوده هو أنني سأفك اللغز وأعرف معنى السعادة الجامع المانع الذي لا يعتريه أي خطأ.
ما هي السعادة الدائمة؟
لا يوجد سعادة دائمة ولا حزن دائم، مهما مررنا بتجارب جيدة أو سيئة، بمرور الوقت نعود لمشاعرنا الطبيعية، وهذا هو الطبيعي، لذا الكثير من علماء النفس يأكدون أن الجينات لها دور أساسي في تفاوتنا بالشعور بالسعادة، يعني قد نجد منا من يضحك حتى بأصعب اللحظات وهناك من هو مكتئب باستمرار حتى لو الحياة من حوله جيدة، فالجينات لها دور كبير بذلك، بجانب الظروف الاجتماعية والاقتصادية أيضا، كل هذه عوامل إن تحسنت تحسنت الحالة العامة، لذا من المهم أن نعزز شعورنا بالسعادة، ومن أهم الطرق الشعور بالامتنان، هذه نقطة مهمة جدا وتحسن من الحالة المزاجية العامة.
أعتقد أنّ هناك خلط كبير يمارسه الإنسان في هذا الموضوع، نرى الكثير من البشر من يخلطون في المشاعر حقيقةً، نراهم لا يكادوا يقيمون أي تفرقة بين مشاعر الرضا والفرح والسعادة، يعتمدونها على أنّها معنى واحد في الدلالة، شعور واحد، على أن هذه الأمور مختلفة، مسألة الترادف في اللغة تجعلنا أحياناً نضيّع الكثير من المعنى، أنا مثلاً أستطيع أن أجزم بأنّ أسمى مايمكن أن نحققه فعلاً في الدنيا هي مشاعر الرضا، هذا أكثر شيء قد نستطيع تحصيله، أن أرضى بما لديّ كثيره أو قليله، أعمل على التغيير المستمر برضا عن كل شيء، عن كل لحظة، يتخلل هذا الرضا لحظات فرح تحتاج إلى مناسبة أو أشخاص آخرين، أما السعادة فهي لحظات بسيطة في الحياة جداً، تبقى في ذاكرتنا ما حيينا، ولذلك برأيي أنّ الدار الآخرة للإنسان، أي مقامه بعد الموت هي السعادة الحقيقية، حين يصل الإنسان إلى مكان لا يحتاج فيه ولا يفنى!
التعليقات