29/5/2023

بينما أنا في طريقي للمنزل بعد يوم تدريب طويل داخل المستشفى ركبت بجواري إمراة وابنتها التي تكاد لا تتجاوز السادسة عشر عام تبدأ المرأة تخبر ابنتها كم هي متألمة وعما قاله لها الدكتور وتبدأ الطفلة بمواساة أمها واخبارها أن كل شيء سيكون بخير .

في الطريق، شاب عمره يقارب الخمسة والعشرين عام وأخيه الذين يكاد لا يتجاوز عمره العشرة سنوات، يتجولون في الشوارع على أنغام أغنية "براد براد بوظة "، يخلع الشاب طقيته ليضعها على رأس أخيه الصغير ويخبره أن حان وقتك لإرتدائها .

وصلتا منزلهما أخيراً تنزل الطفلة قبل الأم تذهب لصاحب الدكان المجاور لمنزلهم وتبدأ بإخباره عن الأوضاع المادية الصعبة وعن حالة أمها الصحية وعن والدها الذي لا يجد عمل وكي تكتمل الحبكة لابد من دمعة صغيرة، ثم تطلب منه أربعة شواكل لتدفعها للسائق .

ما أقسى هذا العالم، قاسي لدرجة أن تضطر طفلة لا يتجاوز عمرها السادسة إلى سرد تلك الإسطوانة لتطلب بعض المال من جارها، أن يكون شاب في مقتبل العمر وتتجول في الشوارع لبيع البوظة بمقابل مادي لا يتجاوز الخمسة شواكل، أن يكون طفل من المفترض أن يحصل على بيت آمن وعائلة صحية وتتضطره الظروف لنزول الشارع لبيع البوظة لأطفال آخرين ..