الغش ضعف لك وللناس، ومثله الطمع والبغض والكذب والنميمة ، وعلى عكسها الصدق والعفة والقناعة والأمانة والصفح ، فهذه كلها قوة وخير لك ولإخوانك من الناس ....إنك لن تصدق مع نفسك حتى تحب الكون محبتك لنفسك، وعندئد تعرف أن المحبة وحدها هي القوة التي لها الحق والحق الذي له القوة .
بين الحق والقوة.
مساهمتك تلك ذكرتني بمقولة قرأتها سابقا "ليس من أغراك بالعسل حبيبا بل من نصحك بالصدق عزيزاً" نعم فالصدق قوة وصدي يكفي أن صاحبة يكون مرتاح الضمير سليم السريرة مهما طال الزمن ومهما قصر، دعني اتسائل في هذا السياق هل يكون الصدق في كل المواطن؟
، دعني اتسائل في هذا السياق هل يكون الصدق في كل المواطن؟
أعظم درجات الصدق هو صدق أفعالك، وسلامة نيتك، وعدم ابداءك لشئ في العلن غير ما هو في باطنك وصدرك، ولكن الصدق لا يكون في كل المواطن ، خاصة الصدق في القول، فهناك أوقات يستحب الكذب فيها، كالصلح بين المتخاصمين، وأحياناً يكون الكلام الصادق عيباً كبيراً مثل النميمة وذكر الناس بالسوء، أو إفشاء السر.
لعلك تعلم يقينا أنه ماخاب شخص قد اختار الصدق أسلوب عيش ومنهجا في الحياة يعي به حقيقة وجوده ويحقق به وعيه المسؤول من منطلق ذات بوصفها قيمة ، لكنك تجد أن الأغلبية ممن نتقاسم معهم نسقية الحياة باختلاف شعبها و مداركها ، اختاروا عن سبق إصرار قوة الأحقاد والتباغض وغيرها وبالتالي فهي مسألة اختيار منهج وضمير حي ، فيما يتعلق بسؤالك ، فلطالما أنت صادقا فاعلم أنك ستدان أحيانا عليه لكن ستنتهي في آخر مشوارك إلى ملامسة السلام الذي يغيب عن البعض بصرف النظر عن مواقف الناس وأفكارهم.
بالرغم من أن مكارم الاخلاق من صدق وأمانة وعدل كلها تدل على القوة في ظاهرها، ولكنها أحياناً هي دليلٌ على الضعف، وهذا لأن الناس يحبون الظهور بمظهر المثالية، ليس حباً بالمثالية ولكن خوفاً من الظهور بعكس ذلك فتتحول الأنظار إليهم بسوء، فنجد نفس الشخص الذي يمارس مكارم الأخلاق عياناً بياناً، نجده إذا تأكد أنه في مأمن من أنظار الناس يفعل عكس ذلك.
إن القوة ليست في الفعل نفسه، ولكنها في السبب الذي نفعل به الفعل.
فالأخلاق ضعف حبن نفعلها من أجل الناس وليس لأجل الفضيلة.
جميل ما تفضلت بذكره ، لكنني أخالفك الموقف أخي الفاضل فليس كل من يمارس ما أسميته فعل مكارم الأخلاق يفعل عكسها عندما يكون في مأمن عن أنظار الناس ، يكفي أن تكون شعلة الضمير متقدة والوازع حي في خلد كل روح في السر والعلن والقول والفعل والليل والنهار ....هناك من يرى عكس المعاني من المعاني في حد ذاتها وهذا في حد ذاته دليل قصور في الفهم لا دليل على الضعف ... تحياتي أيها الفاضل.
فعلاً لا شئ أفضل من الصفات الحميدة من الصدق والعفة والأمانة والصفح وعندما يتقلد الإنسان عباءة تلك الصفات تجده صافى النفس قرير العين بأفعاله , لكن ماذا إن وضعتنا الظروف ومجتماعتنا تحت ضغوط تجعلنا نحيد عن تلك الصفات الحميدة .
حيث أذكر أناساً كنت أعرفهم بالفعل بالصفات الحميدة وتحت ضغوط الحياة تحولوا إلى شخصيات مختلفة تماماً فهل الحياة تستيطع بالفعل تغيير ما نقش فينا من هذه الصفات الجميلة .
وكيف نستطيع مواجهة هذا التيار الجارف الذى يكاد يجرفنا جميعاً ويغير صفاتنا الجميلة إلى الأقبح .
هذه الصفات ترتقي بمنزلة الانسان ولكن تطبيقها بصورة تامه شبه مستحيل ومن يدعي ذلك فهو يكذب فكلنا نرتكب الاخطاء وكلنا نكره الحق اذا تعارض مع مصالحنا . وانك لن تصدق مع نفسك بالتظاهر بما ليس فيك ! اما المحبة فتظهر في الافعال لا الاقوال . وانك تحب كل من يحيط بك في العمل او تتعامل معة لمن المراتب العالية التي لايصل اليها اي احد .
أعظم ما يقدمه الشخص لنفسه هو ان يكون صادق مع نفسه ومتقبل لها بكل ما في داخل، عندما يصدق مع نفسه سوف يستمر في العمل على تحسينها وتغيرها للأحسن من ثم سوف يتقبل غيره ويكون صادق معهم. نعم هذه هي القوة، الجميع يقدر على الكذب فهو سهل لكن ليس الجميع قادر على الصدق ومواجهة نفسه والآخرين بالصدق.
الكذب والغش والنميمة تجعل الشخص مزيف ويعيش حياة مزيفة يمثل فيها فقط.
التعليقات