"بإمكانك أن تشعر بصقيع موسكو،وتشم رائحة زهور أمستردام،وروائح التوابل الهندية في بومباي،وتتجاذب أطراف الحديث مع حكيم صيني عاش في القرن الثاني قبل الميلاد! بإمكانك أن تفعل هذه الأشياء وأكثر،عبر شيئ واحد:
القراءة
الذي لا يقرأ...لا يرى الحياة بشكل جيد"
إن أبرز ما أحبّه في القراءة هو أنها تحرّرني. ولا أعني هنا أنها تحرّرني من الواقع، وإنما تحرّرني من الخيال المحدود إلى الخيال الأكثر اتساعًا، إلا الاندماج بأعداد لا تنتهي من العقول والتجارب والحيوات الأفكار. أمّا فيما يخص نظرة الهرب من الواقع من خلال القراءة، فأنا لا أتوافق معها على الإطلاق. لأنني دائمًا أرى أن الواقع غزيرٌ بما يكفي، ممّا يحمّسني للقراءة كي أرى الواقع بالصورة الأكثر اختلافًا، لا كي أهرب منه.
نعم هي حياة مضافة إلى حياة القاريء..
أنا أعتقد أنّ القراءة ليست رفاهيةً أو أمرًا اختياريًا، بل إنها ضرورة وضرورة مُلحة؛ فإلى جانب هذا، توجد فائدة خفية تتشكل بطريقة تدريجيةو لا نشعر بها أثناء تحققها في شخصيتنا..
قرأت في مكانٍ ما:
"يقول د.سلمان العودة في إحدى مقالاته:
قلت مرة لشيخي: قرأت الكتاب ولم يعلق شيء منه بذاكرتي؟ مدّ لي تمرة وقال: امضغها.
ثم سألني: هل كبرت الآن؟
قلت: لا
قال: ولكن هذه التمرة تقسمت في جسدك فصارت لحمًا وعظمًا وعصبًا وجلدًا وشعرًا وظفرًا وخلايا!"
أدركت أن كتابًا أقرؤه يتقسم، فيعزز لغتي، ويزيد معرفتي، ويهذب أخلاقي، ويُرَقِّي أسلوبي في الكتابة والحديث ولو لم أشعر."
مسكين حقًا من لا يقرأ!
التعليقات