ما هي الوحدة بالنسبة لك وما هي تجربتك مع الوحدة؟
ما هي الوحدة بالنسبة لك
على الرغم من الانعكاس السيّء أو السلبي الذي يتحقّق في داخل معظم الناس عند سماع هذه الكلمة، فأنا أرى أن فيها من الجمال ما لا يفوّت على الإطلاق. أنا أحكم على علاقاتي بالآخرين من خلال وحدتي، حيث أرى أن الشخص المريح في التعامل معي هو الشخص الذي يتفهّم حبّي للتمسّك بالوحدة أحيانًا ويقدّر ذلك. فعلى الرغم من أننا دائمًا ما نضعها في السياق السلبي، فأنا أرى أن لها العديد من الجوانب الأخرى المصاحبة لطبيعتها. هذه الجوانب تعتمد على الكثير من العوالم الخفية داخل الوحدة، فالإبداع يأتي في الوحدة، الأفكار الرائعة والبرّاقة كلّها تأتي في الوحدة، التكريس والعمل الجد والتطوير الذاتي يتحقّقون في الوحدة. الكثير من الأشياء تتحقّق في تكريس الوقت لأنفسنا، فنحن بهذه الطريقة لا نعزل أنفسنا عن الآخرين، والوحدة لا تعني دائمًا أنني لا نمتلك أحدًا لصحبتنا، وإنما تعني في الكثير من الأحيان أننا نستحق مصاحبة أنفسنا، ونستحق أن ننفق الوقت الذي نحتاجه لتطوير موقفنا إلى موقف أفضل في العالم.
أتفق معك يا أستاذ علي في النقاط الإيجابية التي ذكرتها لكن يجب أن ننوه أيضا أن كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده وكذلك الوحدة المبالغ فيها التي تعزلنا على الأشخاص وتقضي على حياتنا الاجتماعية ، بكل اختصار الإنسان يحتاج لحظات وحدة في حياته يخاطب فيها نفسه ويراجعها وكذلك يحتاج للحظات تجمعه بالناس فيتشارك معهم الفرحة والحزن ، نحن بالنهاية كائنات اجتماعية
وإنما تعني في الكثير من الأحيان أننا نستحق مصاحبة أنفسنا، ونستحق أن ننفق الوقت الذي نحتاجه لتطوير موقفنا إلى موقف أفضل في العالم.
أتفق معك ، الوحدة هي حاجتنا لاتصال عميق وليس سطحي، وهي حالة نفسية ليس لها علاقة ببقاء الشخص وحيداً، فهناك من يعيش وحده سعيد دون أن يشكو من شيء، وغيره يشعر بحزن و وحدة شديدة رغم وجود الكثير من الناس حوله.
بغض النظر عن أنّ مفهوم الوحدة يُطلق على الأشخاص المنعزلة عن العالم و التي لا تتفاعل مع مجتمعها و محيطها و لا تناقش و شخصيتها نوعاً ما غامضة و مُنفّرة، إلى أنّ الوحدة مفهوم أعمق بكثير و برأيي الشخص الوحيد هو ذو فكر عالٍ و بإمكانه التخطيط لأشياءٍ عميقة جداً، كلّ شخص تمرّ بحياته فترة يحتاج بها ان يجلس وحيداً يُراجع ذاته، يتحدث مع نفسه عن أهدافه مستقبله و الأشياء التي حققها و التي سيعمل عليها. فالوحدة في بعض الأحيان نجاة من ضجيج العالم الذي لا نفع فيه.
مررت بفترة في حياتي شعرت بها لا اريد فيها سوى البقاء في غرفتي خاصةً بعد تعبٍ كبير في عملي حينها قدّمت طلب استقالتي و جلست في البيت، لم اعد احتمل صوت اخوتي و لا صوت من حولي، فأصبحت نوعاً ما انفعالية، لكنّ بعد مرور بعض الوقت و حققت رغبتي بأن اكون وحيدة شعرت أنّ طاقتي تجددت و أنني أريد أن اعمل ايْ شيء و ندمتُ كثيرا على استقالتي، أدركت انني بحاجة الى إجازة مؤقتة من كلّ شيءٍ حولي
التعليقات