أيهما أكثر خطورة و أسوأ بين الكسل و الطمع و الكبر؟

أكثرهم خطورة بالنسبة لي أن يكون المرء كسلانًا، معاشرة الكسلان يعني أنني سأثر به، فأنا من الأشخاص التي ترتأي مصاحبة أشخاص تخرجني من وحل الكسل الذي قد يحدث لي في بعض الاحيان، فأنا أحتاج إلى جرعات نشاط لمواصلة تحقيق أهدافي,

الذي يمكنني تحمل معاشرته هو المتكبر، أي نعم سيكون شخص مقيت ومكروه بالنسبة لي ولكن مقارنة بالشخص الكسلان الطماع قد يكون أفضل بالنسبة لي. الفيصل هنا ماريا هو فن التعامل مع المتكبر، إن تكبر عليّ هذا الشخص فأنا التي سأتكبر عليه. التأقلم مع مثل هؤلاء الأشخاص أيضًا يسهل علينا تحمل مصاحبتهم.

وأي هذه الصفات تؤثر أكثر على النجاح العملي والعلمي ؟

لا يمكننا التكهن بخطورة أكثر صفة لكن في مجال العمل والإنتاج الكسل بكل تأكيد، الطماع والمتكبر على العكس الصفتين رغم سوءهما ألا أنهما مكنا أن يؤديا بصاحبهما إلى النجاح الباهر.

أي الثلاثة يمكن أن تتخذه صديقا أو على الأقل تحتمل معاشرته ومصاحبته؟

الطماع والكسول يمكننا معاشرتهما والتعامل معها لكن المتكبر يحدث لي نفور من هذه الشخصية ولا أعلم لماذا؟ الشخص المتكبر لا يمكنني تقبله في حياتي وإن اضطرت إلى ذلك فأتفادى البقاء معه، وجودي في نفس المكان مع شخص متكبر يحدث عندي ضيق في التنفس.

لا أستطيع استعراض أي دلالات على تفوّق أحدهم على الآخرين فيما يخص الخطورة، فأنا أجد أن كل صفة منهم لها خطورتها على الإنسان بشكل عام وعلى وعيه بنفسه، بداية من الكسل الذي لطالما قُتلت أمامه أحلام كان من الممكن لها أن تصبح معجزات واقعية، مرورًا بالطبع الذي يوشك على التسبّب في انقراض الإنسان نتيدة هوسه بالقوة والسلطة والجاه وبحثه اللامنتهي عنهم، وصولًا إلى الكبر، الذي دفع الإنسان إلى منح نفسه أكبر من حجمه، وأنساه حدوده وقدراته ومدى بساطة وجوده في هذا الكون الفسيح. وفي العديد من الأحيان تمتزج هذه العوامل، كل منها بالآخر، مما يذهب بنا إلى جحيم نصنعه لأنفسنا على الأرض.

العجيب ان كل منا يعيش في هذه القوالب وفي غيرها من الشرور ، وقد لا يشمئز من نفسه بل يبرر لها ويرى عنده حق لأنه يحمي نفسه ويريحها بالكسل و بالطمع وبالكبر .

المسألة في رمانة الميزان التي تجعلنا منصفين مع أنفسنا ومع الاخرين وتعطي اشارة الخطر لو بدأنا الاسراف في هذا الطريق او ذاك.

فعلى سبيل المثال، في حين أن الناس يجب أن يفخروا بعملهم وأن يشعروا بالفخر بإنجازاتهم ، فإن الفخر إلى أقصى الحدود يمكن أن يصبح غطرسة و إلى اعتقاد المرء بأنه أفضل من الآخرين. وما هي إلا هنيهة حتى تظهر الغطرسة على صاحبها في اعتزاله من هم دونه وتزلفه لمن يظن انهم يليقون بالظهور معه وفي كل سلوكياتها المشينة حتى يودي بنفسه الى موارد التهلكة.

ونفس الامر مع الجشع والكسل وغيرها من الموبقات ... بداياتها مع النفس مثالية ومنطقية وهي جزء من شخصياتنا ولكن الحدود الفاصلة وكبح الجماح والتوازن ... هذا هو ما يجب ان نتعلمه.

عافا الله من كل شر

صراحةً الثلاثة أسوأ من بعضهم :)

كما توجد آيات مختلفة في القرآن تتحدث عن هذه الصفات الثلاثة.

ولكن أعتقد الكسل أهونهم، فربما يحتاج الشخص الكسول إلى التشجيع فقط. ولكن أرى الكبر والطمع مرض في القلب.

كل واحد منهم أخطر من الأخر وكلهم صفات سيئة بالفعل.

ولكن عند المقارنة بينهما أجد أن الطمع والكبر أحيانًا قد لا يكون تأثيرهما دائمًا سلبيًا في الحياة العملية. فالشخص المتكبر ينفر الناس نعم لكن إن كان مديرًا مثلًا فالبعض يعتقد أنه لا بد أن يكون له مكانة كبيرة تدفعه لهذا التكبر(حتى لو لم توجد) والطمع كذلك قد يجعل الإنسان يحصل على بعض المزايا الإضافية من فرط رغبته وسعيه للحصول على الزيادة دائمًا.

ولكن المشترك بين هاتين الصفتين أنهما وإن أعطياك أشياء جيدة في البداية فهم يقتلانك في النهاية مثل قصة الفلاح والدجاجة التي تعطيه بيضة ذهبية كل يوم فيقوم بقتل الدجاجة ليحصل على الذهب كله فلا يحصل على شيء.

أما الكسل فهو ليس عدوًا مستترًا وتظهر مشاكله واضحة منذ اليوم الأول ولا يأتي منه أي شيء إيجابي.

فهل هو الأخطر إذن لأنه واضح أم الأخران أخطر لأنهما قد يستتران أحيانًا؟ سأترك الإجابة هنا لك.