لندن أصلًا مدينة فقيرة!

هل هي خطيئة السكان أم إهمال الحكومات؟..

أعتقد أنها مسؤولية مشتركة .. فالحكومات يجب عليها القيام بدورها في رفع القمامة من الشوارع والحفاظ على نظافتها، بسن تشريعات تعاقب من يخالف قواعد النظافة العامة مثلا.. والسكان يقع عليهم إحترام هذه التشريعات والإلتزام بها، إلى أن تصبح عادة وسلوكا لديهم، لا يحتاج لإملاءه من قبل الحكومة.

بريطانيا العظمى هي منطقة جغرافية ذات مساحة واسعة و تضم أقاليم عدة كلها تتبع للحكم الملكي البريطاني ، و بالتالي سيكون من الصعب أن تولي مدينة صغيرة Jaywick اهتماماً يضاهي اهتمامك بمدينة كلندن ، واجهة البلاد و واحدة من أهم مدن العالم ، بالتأكيد سيتركز الإهتمام عليها من قبل الحكومة البريطانية ، و طبعاً هي على خطأ فيجب تحقيق المساواة بين مختلف المدن في الدولة الواحدة ، و أن لا يتم الاهتمام بمدينة على حساب أخرى ، حتى لا تغضب الحكومة فيما بعد حينما يقرر سكان تلك المدينة المهجورة الإستقلال عن الدولة .

هل هي خطيئة السكان أم إهمال الحكومات؟ 

بالطبع هو إهمال الحكومات في المقام الأول ، لأنه يجب أن يكون هناك نظام موحد لجمع النفايات و التخلص منها في عموم الدولة ، و عندما يتم تطبيق هذا النظام في منطقة و يتم اغفال منطقة أخرى ، فهنا الخلل آتٍ من الحكومة ، و إلا لماذا ستتراكم القمامة في الشوارع إن كان هناك حاويات يتم افراغها من قبل شاحنات النفايات التابعة للبلدية ؟

الأمر لا يتعلق بحبنا لإلقاء اللوم على الغير ، و لكن الحكومة وجدت لتقديم الخدمات للشعب و تأمين حياة معيشية كريمة للفرد .

المشكلة أن ما يعد قليل الموارد في الدول الخارجية في أوروبا مثلًا، ليس بالقدر نفسه في دولنا العربية، حيث أن المجتمعات المشابهة لهذا المجتمع، من حيث الاقتصاد والسياسة.. إلخ، تمتلك حدًّا أدنى لجودة المعيشة لا نمتلكه هنا في دولنا ومجتمعاتنا نتيجة الأزمة التي نعانيها. وعليه، فأنا أرى أن المشكلة الرئيسية تتمثّل في سوء توزيع الموارد، الذي لا أومن بأنه واجب ومفروض على رؤوس الأموال، وإنما أجده واجب التغطية من حيث الضرائب والتمويلات الحكومية للوصول بجودة المعيشة إلى حد أدنى لا يقل أي فرد عنه.

ارى ان التخطيط الحضري والمعماري المستمر للبلاد يمكن ان يتلافى خراب مدن وتطور أخرى. فأنا أرى ان اهمال مدن او حتى قرى او مناطق سوف تتحول الى بؤر من النفور والتدهور القيمي والاخلاقي.

لذلك يمكن ان يتم تطوير هذه المدن ودعم سكانها وادخال التقنيات الحديثة فيها وعدم تركها للخراب والجريمة التي تتصدر الى المدن الراقية الأخرى.

بالنسبة لي، فإن الخطأ يكمن في سلوكيات الأفراد، ثم يتعدى إلى مشكلات في الأنظمة ليصبح الإتزان غاىبا.

فنجد مثلا مدن تتم العناية بها ماديا وقانونيا بينما أماكن أخرى يتم إهمالها...

بريطانيا اليوم هي نتيجة تعاون ورص جهود الشعب والحكومة معا، ورغبة صادقة في التطور والتغيير، لكن واقعنا نحن أننا حين تصدق المؤسسات يكذب الشعب والعكس وهكذا دواليك، ولأضرب لك مثالا من بلادنا بسيطا، قبل سنتين حين بدأ الحراك الشعبي في الحزائر، بنى الشعب آمالا على غدٍ واعد حافل، وأصبح يصلح هنا وهناك وشباب متحمّس في صورة تجعلك تشفقين على هذا الشباب الطموح الذي لم يجد حتى أين يسكب طموحه، وأصبحوا آملين في تغيير جادّ، لكن بعض القوانين تلوي ذراع الشعب وتكسر طموحه، ويعود لنفس موضعه.

لذلك كما نقول بالعامية عندنا " يدٌ واحدة لا تصفّق"

معلومة مثيرة للاهتمام!

فدائما في مخيلتي لندن مدينة الرفاهية والاحلام ولكن الخطأ هنا برأيي خطأ مشترك بين الحكومة والناس فالحكومة يجب عليها فرض القوانين الصارمة على الناس حتى في الاحياء الفقيرة لعدم تفشي القمامة وعدم اتاحة المجال للناس للتخلص من نفاياتهم في اماكن غير مخصصة لان موقع المدينة يمكن ان يتم استغلاله للسياحة .