تعلمنا هجرة النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته من مكه إلى المدينة المنوره :

١-ان العادات والتقاليد الموروثه لاتمت بأي حبل صلة لكل من يريد أن يسير على أمر الله تعالى وهديه،، وانها لاتصلح ان تكون منهجا متبعا بما فيها من ألوان الجاهلية والتقليد الأعمى الذي لايأتي بأي فلاح ولا بأي خير ، وان من أراد فلاح الدنيا والاخره لايلزمه ان ياخذ بالعادات والتقاليد الموروثه . 

٢-مهما بلغ الإنسان من استهجان الناس ومكائدهم فليس هناك أفضل من الالتزام بمنهج الله تعالى وشريعته التي تكفيه كل كيد وكل شر ، فقد أراد الشيطان الملعون واتباعه في دار الندوة ان يقتل النبي صلى الله عليه وسلم وان يجمع له من كل قبيلة فارسا من أجل قتله ، ولكن الله ابي الا وان يتم نوره ولو كره الكافرون وان تتحقق هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعه صاحبه ابو بكر رضي الله عنه ويغشي الله تعالى ابصار الكفار عنهما بحثو التراب ،، ويستكينا بغار ثور من تعب المسير والسفر، ويخاف ابو بكر رضي الله عنه من أن يقتلا فيقول له صلى الله عليه وسلم ((لاتحزن ان الله معنا)) . 

٣-ان دعوة النبي صلى الله عليه وسلم جائت دعوة عالميه لجميع أجناس الأرض لاتعرف اي شيئا من الشعارات العنصريه الفارغه من قبلية ووطنية وقوميه فقد اخي بين المهاجرين والانصار والف بين قلوب الاوس والخزرج ،، وقد حارب النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قريشا الذين عاش وتربى بينهم في غزوة بدر وهزمهم شر هزيمة رغم قلة عدد المسلمين وعتادهم أمام قريش التي كانت تفوقهم عددا وعتادا .

٤- ان هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الي المدينة واستقوائه بالانصار الذين بياعوه في بيعة العقبة الثانيه لم تكن فرارا من مأزق صعب كما يتخيلها بعض الناس،، وإنما هي منهج عملي شرعه الله تعالى لكل من أراد أن يبني مجتمعا قويا عزيزا بالاسلام يحتكم الي شرع الرحمن وحده لاشريك له .

٥- يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم في سيرته هو واصحابه رضوان الله تعالى عنهم ان كل من أراد أن يصيب من فلاح الدنيا والآخرة ويصل الي أعالي المجد لابد وان يصبر ويتحمل في سبيل ذلك كل ما يلقاه من أذى وابتلاء واستهجان من الغير لأن عاقبة ذلك كله ان يحط الله عنه من خطاياه ويرفعه الله الي الدرجات العلي ، وان الوصول إلى معالي الأمور لايكون بالطرق السهلة المعبده فلابد من تكبد المشاق والمصاعب .