الكثير منا يتعرض للخذلان من اقرب الاشخاص سواء العائلة او الشريك او الصديق ... فهل حقاً يستحقون ان نسامحهم على ايذائهم لنا وتركنا عند الحاجة لهم !
هل الاشخاص الذين قاموا بأيذائنا يستحقون ان نُسامحهم ام لا ؟!
أعتقد أنه يجب علينا أن نكون مسامحين و متسامحين حتى في أصعب الظروف. لكن لنتفق أولا على مفهوم "الخذلان"، أي اننا كنا ننتظر شيئا من شخص ما و صدر عنه ما لم نتوقع. لننظر في الاسباب أولا، ربما يكون الشخص الاخر قام بذلك الفعل بدون علمه بالنتائج أو الانعكاسات؟. أو ربما لم يكن بمقدوره عمل ما كنا نرجو لسبب أو لآخر؟. المهم أن نلتمس الاعذار قدر الاستطاعة. فبهذه الاخلاق العالية نسمو و يسمو من حولنا.
يبقى هذا رأيي الشخصي.
ولم لا يا ألاء، ولكن بشروط.
أولها من وجهة نظري ان يعرفوا انهم اخطأوا بحقنا ويطلبون منا المسامحة ، أما ان نتطوع بالمسامحة التي لم يطلبها احد، فهذا في رأي خذلان لأنفسنا وضعف حتى في اعلان الغضب والرفض للأذى الذي يقع علينا.
فإذا تحقق الشرط الاول ، وهو ان يشعر من اخطأ بحقي انه ارتكب أمر شنيع وانه لا يستطيع النوم إلا إذا سامحته. هنا نأتي للشرط الثاني وهو ان يكون عندي استعداد للمسامحة.
فالتسامح يرتبط بطريقة ما بالقول إنه لا بأس ، وأننا نقبل الفعل الشرير.
ولكن الامر بهذا الشكل ليس مسامحة. ولكن المسامحة تعني أن نملأ أنفسنا بالحب وأن يشع هذا الحب إلى الخارج وبالتالي نرفض التمسك بالسم أو الكراهية التي أحدثتها السلوكيات التي تسببت في الجروح.
عندما نتعرض للأذى الشديد أو الخيانة من قبل صديق أو أحد أفراد أسرتنا أو حتى أحد معارفنا ، فقد يكون من الصعب للغاية التخلي عن الأمر ومسامحتهم. تبدو بعض الأعمال تقريبًا لا تُغتفر ، لكنها في الحقيقة ليست كثيرة.
إيماني هو أن الأشخاص الذين يؤذوننا يكونون في أغلب الأحيان يعانون من الكثير من الألم ، وهم يتخذون قراراتهم بناءً على جراحهم.
والمسامحة من أقوى الأشياء التي يمكننا القيام بها وحبها ، وهي تجلب لنا في النهاية راحة البال والطاقة الايجابية التي نستحقها في حياتنا.
التعليقات