هل يمكنك التعاطف مع خصم ما لك؟

هذه مساهمة جميلة اسماء، سأضيف أن هناك مثل شعبي يقول "لا محبة إلا بعد بغضاء"، هو غير دقيق - كالعادة - لكن الصداقات التي أتت بعد خصومات ظلت قوية، البصيرة مرتبطة بالضمير، حين أشعر بالشفقة على أحدهم فقد تحرك ضميري، وين أصالح أحد بعد خصومة فهذا يعني أني تخلصت من نوازعي وبغضائي وآثرت عليها المصداقية والخير، وهذا شكل من أشكال البصيرة، لا أحب أن أذكر عن نفسي أني "استنارت بصيرتي" لأني في الحقيقة لا أعلم بعد هل استنارت؟ فأي درجة من درجات الاستنارة؟ وأين موقعي أنا من المستنيرين حقًا؟ هذا سؤال عميق ولن أخطئ وأتسرع في الإجابة عنه.

لدينا طبيعة شريرة خفية، لأول ولهة لو كان عدوك وآذاك، ستفكر بلا شك "لقد أخذ ما يستحق"، أما عن البصيرة المنيرة، فهي حالة نادرة تبالغ في المثالية الخيالية

أهلًا أسماء،

هناك ما أختلف معك فيه، اسمحيلي.

أرى أن الخصومة او لأسمها " التنافسية" هي رابطة أقوى من رابطة الحب اصلا، وقد دل التاريخ الحديث عليها، قد وصلنا لما وصلنا اليه من تطور بسببها اصلا، ما لم نكن لن لنخرج للفضاء بدون الحرب الباردة. لم نكن لنملك هذه الافضلية التاريخية في سرعة النقل وتطور الطيران بدون الحرب العالمية الثانية.

في حالات التنافس اذا وقع الخيار ولا بد منه، فانت تختار من خارجك من تحب، ولكن داخلك انت تتمسك بعلاقات التنافس أكثر، تود بقائها، لانها تمس مناطق تحقيق الذات داخلنا.

ربما هي قصة بسيطة ولكن أول ما خطر في بالي حين قرأت مساهمتك الجيدة أسماء.

في مرحلة من مراحل حياتي كانت هناك مُنافِسة قوية لي لدرجة تولد عدم المحبة بيننا ولا أحب أن أسميها عداوة و حين دار دولاب الحظ و وصلت أنا إلى هدفي وسبقت مُنافِستي قليلاً شعرت بالحزن من أجلها فهي في المراتب العظمى دائماً لذلك بادرت بالتحية و المواساة ولطيب استقبالها استمر حديثنا ، و بكل حب أريد أن أخبرك أنها اليوم إحدى صديقاتي المقربات و دائما ما نردد أنا وهي "ما المحبة إلا بعد عداوة " ونضحك بعدها .

هي طبيعة الإنسان في التعاطف ، فهو أقوى من أي خصومة .

هناك مثل مصري يتفق مع هذا الأمر يقول "حالته تصعب على الكافر" الكافر هنا قد يكون المقصود بها الكافر بالدين فعلاً نظراً للحروب التي خاضها المصريون طوال عصورهم مع الكفار بدينهم سواء كانت الديانة المصرية القديمة أو اليهودية أو المسيحية أو الإسلام، أو ربما تعني الكافر بمعنى من يكفر العشير، أي شخص لا يعترف بالجميل من أحد ولا يشكر أحد، ومع ذلك يرق لحاله، فهل ترين تشابهاً بين المقولة في مساهمتك وهذا المثل؟