هل قابلت أحد هؤلاء المحمومين بايديولوجيا معينة تلبستهم تماماً حتى صارت تفسير كل شيء؟

قد تتعدد رؤانا في الحياة أو الجوانب التي تهمنا، الجانب العلمي- المال والاقتصاد - النفس وصحته - القبيلة والوطن - الثورة - الحرية - الجندرية - العرق .. لايهم، ولكن حين يحل التلبس الايديولوجي يجعلهم جميعاً واحداً في اختزالهم لتعقيد الحياة وتنوعها في فكر واحد، فكل شيء يصبح يجب ان يحتكم للعلم او المنطق مثلا، وكل شيء يصبح يصب في امر ديني ، او كل المواقف تصبح قابلة لاستخراج مكسب مادي منها، او كل شيء مؤامرة أو أن كل حركة تصدر من الرجل تجاه الانثى مصدرها ذكورية متعفنة، او كل تنظيم ومراعاة لمصالح الناس يقمع الحريات، او بتكوين ستكون هي الحرية لكل البشر واقرب شيء للجنة على الارض .. او بشكل تافه جداً قد يصبح الاعتقاد بان هناك جنسين من البشر فقط عبارة خطيرة تستحق المقاومة والنضال كونها تهدد الجندرات المختلفة.

المشكلة أنها لاتبدو هراءً بشكل كامل، فمن السهل أن يؤصّل أحدهم لفكرة ما باستخدام الايديولوجيا بشكل قد يجعلها تبدو منطقية، ولكنها لاتنطلي إلا على المحمومين مثلهم والذين سيقبلون التفسيرات الاحادية بمنتهى الانحياز التأكيدي.