نتعلم في صغرنا أنه من الخطأ الاغترار بالنفس، على الإنسان أن يكون متواضعًا وألا يظهر نفسه أو يتفاخر بها أمام الآخرين، حتى إذا كبرنا لم ندرى كيف نقيم أنفسنا ولا ندري ما هي مميزاتنا، لأننا وظنًا أننا نقوم بالتواضع نجد أنفسنا قد استغرقنا في مرحلة النكران، ننكر أن لنا مميزات ميزنا الله بها، مرة تلو الأخرى نجد أنفسنا حتى لا نحسن استقبال الإطراء وننكره حتى إذا أتانا من غريب، ونستهين بكل ميزة نجدها في شخصيتنا.
فتجد داخل نفسك جلادًا يجلدك إذا ما نظرت لنفسك بعين الإعجاب حتى لو كان موضع حقيقي يستحق الفخر وليس مزيفًا، وبالطبع جلادك لن يتوقف عندك وحدك، بل سيجلد كل من تراه يقدر نفسه وربما تتهمه في دواخل نفسك بالغرور والتفاخر! ذلك لأنك بالأصل ربما لم تمتلك الجرأة يومًا لتقول أنا جيد في كذا، لدي كذا وكذا!
في النهاية تقع نفسك بين مقصلتين كلتاهما أشد جرحًا من الأخرى، التقليل من النفس والتواضع، دون أن تدري فرقًا جوهريًا بينهما!
التعليقات