الكثير من المشاعر التي قد تخالجنا عن كيف يمكن إيقاف أعمارنا، كيف يمكننا إيقاف القطار ربما على أفضل فترات حياتنا، بعضنا سيختار العشرينات، والبعض سيختار الطفولة، والبعض سيختار الأربعينات، إذن لدى كل منا عمر يستعيد فيه ذكرياته الجيدة ولا نتساوى في هذا! لكن من اللافت للنظر أنه معنى اختيارنا لتوقيتات مختلفة معناه نضجنا بأوقات مختلفة، هذا يعني بالفعل أننا مررنا بأزمات كل منا في طريقه في أعمار مختلفة وبناء عليه أوقات نضجنا مختلفة ...

هذا ينقد الفكرة القائمة التي تخبرنا أن العمر متعلق بالنضج، ويفسر وجود الكثير من الأشخاص الذين يتصفون بالرعونة نسبيًا لو صحت التسمية برغم كبر أعمارهم، ويفسر أيضَا وجود أشخاص أصحاب نبوغ عقلي رغم صغر سنهم، يبدو أن الأزمات هي التي تشكلنا لا المرحلة العمرية!

وعليه ففكرة أن نتوقع الارتياح في عمر معين أو أن نحصل على السعادة أو انتظار أي شيء هي غير منطقية إطلاقًا، يشبه هذا المبدأ الجملة التي خدعنا به كلنا في مصر وربما بعض البلاد العربية، وقد أصبحت كليشيه منتشر جدًا ويقوم على أساسه الكثير من التنمر والسخرية، ألا وهو "اتعب دلوقتي عشان ترتاح بعدين"، أي ابذل جهدك الآن في توقع للراحة فيما بعد لتفاجأ كطالب جامعة أن هذا غير صحيح إطلاقًا، هذا بالمثل مع المراحل العمرية المختلفة لأنك بالأصل لا تعلم ماذا سيواجهك في هذا العمر، ربما أزمات كثيرة، ربما لا شيء إطلاقًا! وربما هذا يوجهنا نحو فكرة أننا علينا أن نركز على اللحظة الحالية، ونتحصل على السعادة الممكنة منها!

هل توافقني الرأي؟