ما القصّة التي تُخبرها لنفسك لتحوّل السلبي إلى ايجابي؟

في الحقيقة كُلنا معرضون لمثل هذه المواقف في كل يوم وليلة، بل في كل ساعة، ونحن على الطرقات ذاهبين وراجعين من وإلى أعمالنا وأشغالنا. أكثر هذه المواقف تحدث معي في المواصلات، ونتيجة لذلك فيمكنني أن أخبرك أن أكثر المواقف التي لم تعد تزعجني هي التأخير أو العطلة بسبب المواصلات.

يبدو الأمر عجيبا، لكنني وبسبب تكرارها وجدت طريقتي للتعامل معها واستعادة نفسي سريعا، ببساطة شديدة أحول الأمر لشيء إيجابي من خلال رسالة بسيطة أوجهها لنفسي أنني لا أعرف ربما التأخير يحمل خيرا.. وابدأ في مخاطبة نفسي بمثل هذه الرسائل، فطالما أديت ما عليّ من المهمة وأنجزت دوري، جهزت في موعدي، وأخذت طريقي كالمعتاد، والتأخير خارج عني ولست مسئولة عنه، فلا أحمل نفسي نتائجا لذلك من ضغط، وتوتر، واستسلام للمشاعر السلبية المصاحبة للموقف، لذلك احرص دائما أن أعمل ما في وسعي تماما احتياطا لمثل هذه المواقف، بحيث إن حدثت لا تؤثر عليّ سلبا بأي شكل.

2- فرصة لتعلّم طباع الناس في الواقع، فما كلّهم يلتزم بموعد، ولا يجب أن ندع هذا يؤثِّر فينا.

جيد جدا إشارتك لمثل هذه النقطة، اعتقد أن أكثر ما يعزز لدينا الشعور بالآخرين وتفهم مواقفهم وعذرهم، هو مرورنا بنفس التجارب أو تعرضنا للمواقف نفسها، ستفهم الموقف حينما تتأخر أنت عن القيام بعمل ما فتجد من يقبلك ويعذرك.. لتعود وتعذر أنت من يتأخر متفهما بذلك أنه حدث وارد، وقد لا ينتج عن إهمال كما ظننت في من تأخر عليك يوما.. فأنت نفسك سبق ووقعت في مثل الشيء.. وهكذا.

أجد أننا كلما تعرضنا لتحديات أكبر، أدركنا أكثر أن المرء قد يخفق مرة، أو يصيب مرة.. وأنه إنسان في النهاية، فنفهم ونعي ونقبل.

أعجبني بشدة تحويلك للموقف ولمشاعرك في الاتجاه الصحيح قبل أن تترك نفسك للتمادي في الغضب أو الانزعاج بلا أي فائدة أو تغيير سيحدث.

أحاول بقدر الإمكان أن أرضي ضميري وأفعل ما أقدر عليه، وتأتي النتائج كما تأتي، فإذا كان عندي موعد مثلًا وجهزت نفسي في الوقت المناسب وحسبت الطريق بطريقة مناسبة ولكن حدث أي شيء في الطريق مثلًا أخرني عن موعدي، فأحاول في تلك المواقف عدم التفكير في الوضع بطريقة سيئة، فقد فعلت كل ما عليّ، لذا لا داعي أن أزعج نفسي بشيء خارج عن إرادتي، ربما يكون هذا التأخير حدث لحكمة معينة، سأفكر في تلك الحالة في أشياء بديلة أفعلها في الطريق تفيدني أفضل من أن أقضي الوقت في الغضب والسلبية.

نفس الطريقة أحاول قدر الإمكان تطبيقها في كل شيء، فأحاول النظر للجزء الإيجابي من كل شيء حتى لا أملأ تفكيري بأفكار سلبية لا توجد أي جدوى منها.

هناك جملة أحبها جدًا من روايتي المفضلة "ساق البامبو" تقول: "كل شيء يحدث بسبب ولسبب"، فكل شيء توجد حكمة منه، وتصرفي بسلبية بالطبع ليس هو الحكمة المرجوة! بل يمكنني تحويل هذا الموقف لصالحي ومحاولة استغلال الظروف لصالحي قدر الإمكان أو على الأقل يمكنني التفكير بإيجابية كما فعلت أنت.

ولذكرك الإلتزام في الموعد، أتذكر في فترة دراستي في إحدى المعاهد لم أتأخر أبداً ولا أحب أن أتأخر وليس من السهل أن أتعامل مع الناس المتأخرة (يمكنك القول أنه لديٌ اهتمام كبير بالوقت).

عادة إذا تأخرت لظروف خارجة عن إرادتي لن أدخل القاعة ولا الدرس (كوني لا أحب عادة التأخر فأطبق هذا على الجميع أيضاً)، حدث وأن تأخرت يومها بسبب حادث سير في الطريق ووصلت متأخرة بـ 4 دقائق لكن الباب مغلقة .. وطول الطريق (من بداية رؤيتي للحادث) وأنا أفكر هل أدخل أم لا؟ كانت نسبة القلق لديّ في أقصى حد لها.

جهزت الاعتذار وفتحت الباب لأدخل.. لم أجد أحد.. سألت الإدارة عن السبب أخبروني أن الدرس ألغي.. يــا لفرحتـي لن أضطر لأن أظهر في موضع المتأخر.. لكن مع مرور الوقت أصبحت آخدها بانفعال أقل.

في المواقف السلبية اخبر نفسي بان هناك من يمر بالاسوء

يعني لو مات شخص عزيز علي اقول هناك من ماتت امه.... و ان خسرت نقودا اقول هناك من عاش فقيرا..0و ان مرضت اقول هناك من لم يرى شمسا و لا تنفس هواءا ....و ان حزنت اقول و قد حزنت امة قبلي فاحزن ثم انهض .....و ان بكيت اقول لم افقد ولدا ....و ان شقيت اقول لست اشقى من والدي الي افنى عمره عملا ....و ان شعرت بالظلم اقول رسول و قد ظلم جهلا .....فمن انا لكي اجادل حقا من انا لاجادل ربا و الحياة لم تقف على شيء ولا على موقف ...

اما عندما اكون سعيدة جدا فامسك نفسي كي لا اقطع وعودا..و احاول ان اتذكر من اعانني على الوصول فضلا ....ثم اتذكر كل معاناتي التي قضيت فيها ليالي و انا احلم ... ثم اشكر الله على فضله و استمتع بلحظة اعلم ان بعدها الما ...ولكن البدون الالم لن نحب الفرحة ابدا

فلو فوجئت بزحام وتأخرتَ عن العمل، ستفكر بسوء هذا الأمر، وتصحبه بمشاعر سلبية، ثم تتصرّف على إثره كأن تلعن وتصرخ، والمغناطيس لا يتوقّف هنا، قد يجذب مشاعر سلبية أخرى لبقية اليوم.

الأمر يختلف على حسب ما هو سبب التأخر، هل استيقظت متأخرا مثلا ولم أعطي للمواصلات وقتا بمواعيدي هنا لابد أن ألوم نفسي بالتأكيد وأعر بالتقصير، لكن إن استيقظت باكرا، وحدث ظرفا ما والمواصلات كانت مزدحمة كثيرا وهذا حدث معي أكثر من مرة أجد أن الله يساعدني كثيرا وكأنه يكافئني على التزامي.

سأروي لك كنت ذاهبة للعمل ولدي بصمة في ميعاد محدد ولو تأخرت دقيقة انتهي الأمر ويحسب غياب، وكانت المواصلات مزدحمة جدا، وبالفعل وصلت بعد ميعاد البصمة، ولكن وجدت البصمة متعطلة بسبب مشكلة ما فيها، وقتها ابتسمت وشعرت أن تعبي لم يذهب سدى، فقد استيقظت مبكرا.>اليوم مثلًا، لم يلتزم أحدهم معنا بموعد، كنّا نريد تغليف غرفة بورق للجدران، فتأخر وماطل، فوبّخه أبي وألغى العقد. وشعرتُ أنّه التصرّف الصحيح. وبدلًا من أن يعود لنا اليوم وغدًا، سننتظر أسبوعًا آخر بسبب هذا الانفعال، لأنّنا نبحث عن واحد جديد.

أرى أن هذا هو التصرف الصحيح، فحتى لو انتظرت أسبوعا إضافيا لتتعامل مع شخص آخر ملتزم ويقدر مواعيده واتفاقاته أفضل بكثير من أن أقبل عدم احترام الاتفاقات وأتجاهله دون سبب أو عذر قوي من الطرف الآخر، فقط لأقضي مصلحتي، فالفكرة هنا ليست فكرة لصق الجدران فقط، ولكن كل خص يتعامل بما يستحق، فليس من العدل أن يتساوى شخص ملتزم مع آخر غير ملتزم.