لماذا نختبئ خلف أسماء مستعارة و نخفي أسمائنا؟


التعليقات

إجابة على سؤالك، أي محاولة لجمع أسباب المشاركة باسم مستعار في سبب واحد أو حتى عشرة أسباب هي محاولة فاشلة. السبب الرئيسي بالنسبة لي هو أنني عندما تتغير شخصيتي في المستقبل لا أحبذ أن يبقى شيء من شخصيتي القديمة عالقاً بي، قد يبدو لك سبب غير معقول.

أقصد أن أسباب المشاركة باسم مستعار تختلف من شخص إلى آخر، كل شخص سيذكر لك إجابة مختلفة، هذه الإجابة المنطقية على سؤالك.

سبب مشاركتي باسم مستعار هو أنني في المستقبل يوجد أفكار وآراء إذا تخليت عنها لا أحبذ أن تبقى متعلقة باسمي وشخصيتي الحقيقية، لو كانت متعلقة باسم مستعار سيكون أفضل، بدا لك هذا السبب غير معقول كما توقعت.

اِبتسمت وأنا أقرأ هذه المساهمة حقاً

لأننا مهما حاولنا أن نُخضع أنفسنا للنتائج الجاهزة تبقى التجربة هي أكبر دليل به نستطيع أن نكشف ذواتنا ونتبنى قناعاتنا وهذا أول شيء لمسته من سردك لتجربتكِ حتى وإن خضعتِ لعادات المجتمع ولأفكاره المُعدة مسبقاً حول الكتابة والكاتبات الفتيات إلا أن ذلك أدخلكِ نطاق التجربة واِستمريت بالمحاولة والإستكشاف إلى أن وصلتِ لتلك القناعة وهي أن تنشري باِسمك وهي الأصح برأيي الشخصي.

لذلك شيء مهم أن نعلم كيف نوجه أساليبنا ومحاولاتنا في النهاية لتوجه واقعي قادر على مواجهة كل الصعوبات التي إعترضتنا في الماضي.

لذا وبعد كل هذا الجهد أود أيضاً أن أقول إسمُكِ أهلاً بيان خضرة وإن كان في نيتك نشرُ كتاب في المستقبل فأتمنى أن يكون ضمن رؤية كاملة كتلك التي وصلتي إليها في مساهمتكِ وأن نتعرف على كاتبة مؤثرة قادرة على لفت النظر لأمور شتى والإضافة للأدب بشكلٍ عام.

أمّا عن النقطة الأخير وهي المستخدمين مجهولي الهوية فهذا بالطبع يختلف عمّا سردتِ أنتِ من تجربة، هذا جزء من كل، فـ إخفاء الشخصية كاملاً هو ما تحدثتي عنه في تجربتك (وهو الكل)، بينما اِستخدام خاصية المجهول أحياناً (هي الجزء) لا يعني عدم وجود شخص حقيقي، بل هناك شخص حقيقي لكنه قرر إخفاء اِسمه لسبب ما قد يكون تجنباً لحدة النقاش حتى لا يعود الرأي عليه بشكلٍ شخصي ويوصمه الأخرون لأننا كما تعلمين دائماً جاهزون لهذه الأحكام، وهذا ليس خوفاً وإنما تأطيراً لإمتداد الإستقصاد والإختلاف فيما بعد، وهذا لا يمنع بدوره أن الشخص يستخدم اِسمه الحقيقي كثيراً في المشاركة والنقاش في أمور أخرى.

لماذا نختبئ خلف أسماء مستعارة ونخفي أسماءنا؟

منذ أن بدأت الكتابة وأنا أكتب باسم مستعار وألقاب مختلفة (دمشقية، غامضة...)، لم أكن أستطيع أن أكتب أو أترك اسمي في نهاية أي نص أو شعر أو تدوينة أكتبها، لربما لم أكن أمتلك الجرأة الكاملة (بل هذه هي الحقيقة)، كنت أخاف كثيرًا من آراء الناس فيها، وخاصة في مجتمعنا المتحفظ الذي لا يسمح للفتاة أن تكتب أو تنشر اسمها الصريح، لا أعلم ما السبب؛ ولكنها العادات والتقاليد، وما زلت أذكر ردة فعل أمي بعد أول شعر لي -توقفتْ عن التحدث معي لفترة-، كانت ردة فعلها قاسية حقًا.

ولكن هذا لم يمنعني من الكتابة، بل استمررت بالنشر بأسماء مستعارة خشية أن يُكشف أمري، وكنت أكتب على الأوراق وأخفيها وعندما أعجز عن إخفائها كنت أتلفها؛ حتى لا يقرأها أحد رغم أني تمنيت أن يقف أهلي بقربي؛ ولكن الآن لا يهم إن كان هناك أحد يدعمني أو لا؛ فالكتابة أصبحت بالنسبة لي إدمانًا حقيقيًّا والناس لا تهم أبدًا، وبعد أن استمررت بالنشر بألقاب ورموز، قررت أن أكتب باسمي "بيان"؛ ولكن بتقمصٍ شخصية شاب، في بلادنا الشبان أيضًا يُسموَّن بهذا الاسم، ويقال أيضًا أنه اسم ذكوريٌّ أكثر من كونه أنثويًّا، المهم أنني نشرت وتقبست شخصية بيان الشاب، كانت تجربة جميلة وخطرة جدًا، فقد كانت تُطرح عليَّ أسئلةً غريبة عجيبة. وبعد مدة؛ قررت أن أنشر باسمي الصريح، ليس لأجل الشهرة أو ما شابه؛ بل لأنني مللت الخداع، فقد كنت أخدع نفسي أيضًا، فأنا كان لدي حساب لبيان الشاب ورقم خاص وبريد له؛ ولكن بيان غير موجود؛ لذلك أخذت قراري وبدأت أنشر باسمي بيان خضرة "الفتاة"، ومن دون أي تردد غيرت كل شيء، ورحت أنشر دون أي خوف؛ فعاجلًا أم آجلًا سيكون لي كتابًا خاصًّا وسيكون باسمي.

لاحظت هنا في حسوب وجود كثير من المستخدمين مجهولي الهوية، لربما كان تدخلٌ بخصوصياتهم؛ ولكن لماذا، ما سبب إخفائكم أسماءكم الحقيقة؟

فعاجلًا أم آجلًا سيكون لي كتابًا خاصًّا وسيكون باسمي.

كتابٌ خاصٌ, لو ذكَرَت الكتاب قبل جملتها هذه لصح ذلك, مثل: سيكون (الكتابُ) لي كتابًا خاصًا. "لي" هي خبرُ كان.

بعض الأدلة:

  • "قَدْ كَانَ لَ‍‍كُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ". الآية 13 من س آل عمران.

  • "الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَ‍‍كُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِ‍‍لْكَافِرِينَ نَصِيبٌ". الآية 141 من س النساء.

  • "وَكَانَ لَ‍‍هُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ...". الآية 34 من س الكهف.

لربما كان تدخلٌ

تدخلًا

بارك الله فيك، هكذا تكون الانتقادات. شكرا لك على تصحيحي.

أخي عبد العلي، هل لديك خبرة في علم النحو والصرف؟ إذا كنت كذلك، فكيف أستطيع التواصل معك؟

على الرغم أنه التدقيق اللغوي الذي فعلته بالنص، ليس له علاقة بالنقاش المطروح، لكن أعجبني حقًا.

هناك مرحلة معينة يكون لدى الشخص تخوف من نظرة المجتمع له بعد عرض رأي أو فكرة، وخاصة كتابة الشعر المختص بوصف حالات معينة كالحب وغيرها، أو القصص الروائية الرومانسية وما إلى ذلك خاصة لو كان الكاتب فتاة.

ودعم العائلة أحد الأسباب التي تجعلك تواجه هذه التخوفات دون تردد أو تخفي.

مع النضج الفكري التدريجي، سيصل أي شخص يخشى من المواجهة لما وصلتي إليه بيان.

لكن كيف هان عليك تعبك ومجهودك ونشرت كتاب باسم مستعار، لا أستطيع أن أفعل هذا أبدا؟!

أما عن أسباب التخفي في حسوب، بالتأكيد من لديه نفس قلقك حول رأي المجتمع وهناك من لا يريد الدخول بنقاش أو أن يتعرض لهجوم لمجرد أنه يعرض فكرة أو رأي مخالف للقاعدة وهنا قد يتعرض للجلد دون رحمة وبالطبع التسليب دون نقاش.

وهناك من يحب ارتداء قبعة المجهول دائما ودوما فما يشغل تفكيره عرض رأي دون التطرق للشخص نفسه.

كُنت في السابق هكذا ، حيث أضع إسم مستعار بدلًا من إسمي الحقيقي في وسائل التواصل الإجتماعي ، ربما كنت خائفة من نظرة من حولي ، أنهيت الجامعة وكان إسمي مستعار .

لكن بعد تخرجي ، كنت قد حصلت على عمل وكنا يجب أن نتواصل مع المسؤول عنا عبر الفيس بوك ، فهنا كيف أتواصل معه وإسمي مزيف وليس إسمي الحقيقي ، فهنا قررت ألا أكتب أي إسم مزيف على وسائل التواصل الإجتماعي ،سواء كان فيس بوك أو لينكد إن ، فقد كانت نقطة التحول في حياتي ، بدأت لا أخاف من أن يُكشف أمري .

قد لاحظت هنا في حسوب وجود الكثير من المستخدمين مجهولين الهوية لربما كان تدخل بخصوصياتهم و لكن لماذا ما سبب انكم تخفون أسمائك الحقيقة؟

هنا الأمر مختلف عزيزتي ، سأعلق هنا بمجهول لأسباب مختلفة تمامًا عن نظرة المجتمع ، قد أريد أن أتجنب حدة النقاش مع من يخالفني الرأي ولا أحد يُخطيء في حق شخصي

ذكرتني هذه المساهمة بنفسي يا بيان، لم الجأ يومًا للاختباء جسيدًا خلف أحد ولا شخصيًا، لكن عقلي الواعي كان يمارس ذلك الاختبار بإخفاء نفسه عن الناس وكنت انجرف مع الأشخاص الذين اجلس معهم مهما كانت توجهاتهم، إلى أن اكتشفت أنني اهرب من نفسي ولا اقوم بإظهار أفكاري الحقيقة أمام الناس، إلى أن تعلمت تقبل نفسي وتقبل حياتي وتقبل أفكاري وعرضها بالطريقة الصحيحة


أفكار

مجتمع لتبادل الأفكار والإلهام في مختلف المجالات. ناقش وشارك أفكار جديدة، حلول مبتكرة، والتفكير خارج الصندوق. شارك بمقترحاتك وأسئلتك، وتواصل مع مفكرين آخرين.

85.7 ألف متابع