قبل أيام قرأت كتاب "أترك أثر قبل الرحيل" للمؤلف محمد صالح المنجد، وبعد الغوص في تفاصيله وجدت أنه أثار لَديَّ عدة تساؤلات من بينها: ماهو الأثر الذي تتركه للآخرين بعد مفارقة الحياة؟
بداية عندما فكرت فيه، كانت معظم أجوبتي تتجه للجوانب الدينية أكثر وطبعا كانت مقنعة جدا بالنسبة لي، لكن ما أود مناقشته هنا مغاير قليلا فأنا لا أتحدث عن أثره بالنسبة لك بعد الموت بل أثره بالنسبة للآخرين، أي كيف سيتذكرك الآخرين؟
عندما نفقد أي شخص عزيز سنشعر بالحزن والأسى على فراقه، وهي تجربة قاسية ومريرة تختلف عن باقي تجارب الحياة. والحقيقة ان تلك الأحاسيس هي مشاعر طارئة لم يكن المكلوم يخطط لها أو يتوقعها.
الأمر أشبه بالخواء أو بالخدر نتيجة لوقع الصدمة المفاجيء ويرافق ذلك عجز حقيقي في التعبير عما يجيش في الصدر.
وحسب الدراسات وجدت أن الفترة الزمنية التي قد يستغرقها الشعور بالأسى تختلف من شخص لآخر، وعلى العموم فإن هذه المشاعر يمكن أن تستمر من عام إلى عامين. وخلال تلك الفترة قد تجد الأمور تستمر على خير ما يرام لمدة ومن ثم ومن دون أي سابق إنذار يمكن أن تجتاحك عاصفة من الحزن ومعه أثر آخر تركه فيك ذاك الميت، وقد يكون ذلك الأثر معنوي بالدرجة الأولى "علمك علم، أفادك بنصيحة، ساعدك، أو حتى أنقد حياتك ...".
لهذا سؤالي هنا "ولا أقصد به الجانب الديني" هل تعتقد أنه عليك أن تترك أثر جيد في الآخرين؟ إذا كان جوابك نعم كيف ستفعل ذلك؟ وماهو هذا الأثر؟
وإذا أردنا إضافة سؤال آخر... هل تتذكر أي شخص توفي وترك أثر؟ إذا كنت كذلك ماهو هذا الأثر؟
التعليقات