أنا لست من تمنيت أن كون . أريد أن أصبح حرا طليقا . أريد أن ابتعد عن كل شيء . الهواء . الحياة. الماء . الألم .السعادة .أريد أن أكون أنا والفراغ . أو أنا والعلم فقط . أريد حياة لا نهائية أريد أن احصل على العلم بشكل لا متناهي . أريد أن أسمو على ذاتي . أن ادخل الكهف مع عقلي ونفسي وننشأ كونا من التأمل والعلم والبحث . البحث عن ذاتي . وعن الألم الذي بداخلي من أين أتى وكيف أخفيه.أنا بائس كلما يظهر ضوء في أخر النفق ثم التفت بنظري إليه يرحل كأنه يهزأ بحالي . أنا مريض متوهم . لم ينجز شيء . أراد أن يكتب . لكن الشرارة , الإبداع المتواصل ينطفئ يختفي كلما أحاول أن اكتب قصة طويلة . كلما أحاول أن ابني قلعة كبيرة تختفي أفكاري في تلك اللحظة . لذلك اخدع ذاتي وأكون قلاع صغيرة غير مفيدة . وغير مبهرة . لا تعبر عني بشكل كافي . ومضات سطحية عن شخص مريض يدعي العبقرية .((هل فعلا هو عبقري؟؟ . هو يعتقد ذلك . لكن ما الدليل على ذلك . ما هو الشيء العبقري الذي ابتكره .إذا لم يبتكر شيء فهو مدعي مثل الملايين غيرة)) ( الابتكار . أو الدليل . أو الإثبات رغم إجحافه أحيانا وظلمه إلا انه يقطع الطريق على الكثير من الحمقى والقليل من العباقرة . فالخسارة هنا قليلة . وهذا ما يريده العالم الحالي. تقليل الخسائر . زيادة الأرباح . لا يهم أي شيء أخر )) الحياة أصبحت سخيفة . ((فالعالم أصبح متوحش . يحتاج الكثير من الروبوتات . يحتاج إلى الآلات إنتاج وليس بشر عاديون. مساكين هم الضعاف لا مكان لهم في هذا العالم.مساكين هم المدعين الذين لم يبتكروا أي شيء . إلا الكلام عن عظمتهم)).مسكين يا صديقي .أنت مثرثر مثلهم وضعيف . وغير منتج وبائس وكاتب سخيف متهاوي متناقض . لماذا تظن نفسك انك ستنجو .أنت لا تريد أن تنجو بل تريد أن تثبت ذاتك . أن تنتقم من بعض الناس , وهذا أصعب عليك أيها المسكين ((إن كنت ذكي حقا فاستخدم هذا الذكاء وابتكر شيئا يخلد اسمك .ابتكر شيء عليك اللعنة)) .كفاك غرورا وحب للذات .كفاك لهو ومرحا ..هل تظن أن الناس من حولك أغبياء حمقاء لا يفهمونك ..هل تحتقرهم..هل تريد الانعزال وتكوين مجتمع من المتفاخرين مثلك . هل تحب المشابهين لك .هل أنت أهم شخص في الحياة . أسألك ؟؟ اجب ... سوف أجيبك يا صديقي .أظن أحيانا أني مدعي وأن الناس حولي طبيعيون والعيب فيا والغباء مني بسبب عدم تكيفي معهم . لكن أحيانا أجالس نفسي وأسألها ما هو المعيار الذي يثبت أن أي منا هو المحق ؟؟. أي منا هو الذكي؟؟ . هل السعادة هي المعيار ؟. لا فانا لست سعيد وهم أيضا.هل المال هو السبب؟؟.لا أيضا فكثير منهم مثلي فقراء .((لا أجد أعظم من إلا التفلسف .. وتقليل الأعباء وعدم الجري وراء الملذات مثل الخراف .الرغبة في كسر المعهود من صنم التقاليد .والرغبة على التمرد على كل العادات المقيتة كل ما سبق هو السبب)) .هو ما يجعلني أفضل منهم .. أفضل منهم في كل ما سبق وهم أفضل مني في أشياء .((هم أفضل مني في السخافات المتعلقة بحياتهم المتكررة السخيفة .لذلك احتقرهم فهم لم يخرجوا من الدائرة . لم يخرجوا من الكهف , يكررون نفس الأفعال وينتظرون نتائج مختلف أما إنا فلا . أحاول القيام بأشياء جديدة وانتظار نتائج جديدة.لا أريد أن أصبح مثلهم .كلب يلهث وراء الماء .لا أريد أن أصبح أرنب . حيوان عشب . آكل واشرب وأتكاثر . أريد أن أتعلم سوف اشدد على نفسي سوف احرمها مما تشتهي . لكي أصل لتلك المنزلة منزلة العلماء . نعم فانا مقدر لي أن أكون عالم باحث مثقف مطلع )). لذلك يستمر هذا الجسد الغبي بالعمل رغم هذا الألم . لذلك تحمل هذا العقل العنيد هذا العذاب النفسي.لذلك تحملت هذه الذات تكرار نفس الأفعال بشكل قاتل من الملل . لكي أتعلم واكتشف وابحث واعرف وأتخصص في فرع من فروع العلم , سوف أعيش في الصحاري سوف اهجر كل الناس سوف اضرب نفسي , سوف اقطع يدي , سوف أعذب نفسي عذابا شديدا لكي تكمل رغما عنها .نفسي تعرف انه إن اتجهنا للجهة الأخرى.جهة البشر العاديون . سوف اخسر كثيرا . سوف أتألم كثيرا . سوف ابكي كثيرا.فأنا غريب الأطوار .والحياة العادية بالنسبي لي صعبة ومؤذية .الوقوع في الحب . الزواج.العمل حتى الستين من العمر . الخروج مع الناس . الاختلاط بالناس.الكثير من الأحداث العادية بالنسبة لي قمة في الرعب والملل والألم.نعم كل ما افعله هو هروب من الألم وصعود بالذات .سوف أعاني وسوف أقيم الحدود على ذاتي سوف أتلذذ من صراخ نفسي لكي ارجع إلى طريقي , سوف أصبح مازوخيا إذا لزم الأمر .لأني اعرف هذا الطريق اقدر على تحمله .أما الطريق الأخر سوف يفقدني صوابي , سأصبح مجنونا لو أصبحت شخصا عاديا . سأقتل نفسي في غضون سنة واحدة لو أصبحت مسؤل .أنا أحب الحرية . وأحب أن أعاني في سبيل الحرية. أنا أحب العلم وسأضحي من أجل المزيد من العلم , أنا الدحيح دودة الكتب هذا طريقي الذي ابتعدت عنه ,أنا المنبوذ الوحيد , أنا الوحيد الذي يجيب الإجابة الصحيحة ولا يتلقى عقاب . أنا عشق المعرفة . ونوري العلم . أنا الحاسب الآلي للفلسفة,أنا إنسان يعيش على تناول الفن في الفطور والفلسفة في الغداء والكيمياء في العشاء . أنا من يتناول وجبات خفيفة من الفيزياء . أوقاتي فراغي عبارة عن قرأت كتب علم النفس في الحمام . اللعب والتفكير في عبئ الوجود . مشاهدة مباريات كرة القدم والتفكير في علم الاجتماع . هذا هو أنا . هذه طريقة تميزي عن باقي البشر . إذا سلكت طريق خاطئ مرة أخرى فلن أعود لذاتي أبدا. ذاتي الحقيقة ذات ضعيفة اجتماعيا . ضعيفة في التواصل العاطفي والمحبة . لكن ذات قوية في العلم . ذات باردة المشاعر . ذات روبوت يقرا ويتعلم كل دقيقة . أتمنى أن لا أنسى ذلك . العلم .المعرفة هي الطريق الوحيدة التي اشعر فيها بكوني موجود .اشعر بالتميز عندما اقرأ وأتعلم . اشعر بالسعادة فلماذا أحيد كثيرا عن هذه الطريق .عندما أضيع وقتي في اللهو افقد هويتي الحقيقة وأشعر بالوحدة والحزن والفراغ . وأبدأ في التفكير في المواضيع العادية للناس العاديين . فأصاب بالاكتئاب . فأنا متأخر في هذه المواضيع . وخاسر في كل الجوانب .(( أنا أسوء إنسان عادي . وأفضل إنسان غريب الأطوار)).