ما يعجبني في هذه المنصة هو كرم أعضائها في تقديم ما يمكن تقديمه من معلومات وخبرات واقتراحات، إن اجتماعنا هنا فيه بركة كبيرة، مع تزايد المواضيع والأسئلة المطروحة تجد أعضاء لا يملون من الاجابة على نفس الأسئلة وفي كل مرة يقومون باضافة شيء من خبرتهم، إن العيش على اسلوب كتم المعلومة هو اسلوب مقرف لأبعد الحدود ، تخيل شخصين كل واحد لديه معلومة، يصبح لدينا معلومتين، لكن إذا تبادلا تلك المعلومة، يصبح لدينا أربعة معلومات وإذا جرى تراكب بين المعلومتين ربما يخرج الاثنين باستنتاجين مختلفين هذا لا يعني اختلافا سلبيا بل أصبح لدينا ستة معلومات وعند تبادلها يحدث ما حدث سابقا وهكذا.
اترك أثرا حسنا
فعلا من خلال تجربتي هنا منذ سنوات ولقد استفدت كثيرا بالنقاش تعلمت أشياء لم أكن اعلم عنها شيء، ومجالات لم أكن اعلم سوى قشور أصبحت مركز اهتمامي، بخلاف أصبحت أكثر علما بأساليب النقاش وطرقه.
نقطة كتم المعلومة هذه قد تكون نزعة بشرية ناتجة عن التعب في تحصيل المعلومة؛ ولذلك وجب علينا تزكية أنفسنا ومجاهدتها بنشر العلم وتمريره وهذا أصلًا يسهم في تثبيت المعلومات في ذهن من ينشرها ويعلمها للناس، وقد كانت هذه وسيلة غالب العلماء في تحصيل العلم؛ يؤلفون الكتب يشرحون فيها ما تعلموه.
ولكن على التوازي من ذلك، هل يستحق الجميع أن تُقدم لهم المعلومة جاهزة؟
ردا على سؤالك فأقول نعم من حق الجميع أن يٌقدم لهم المعلومات، لأنه لا ضرر يقع عل من يقٌدم المعلومة لشخص أو مليون شخص بل على العكس ربما تساهم هذه المعلومة في مساعدة العديد، فكما نقول كل شيء زائل إلا الخير والعلم خير فهو باقِ حتى بعد فناء صاحبه، ومن يبخل بمعلومة فهو بخيل على نفسه حتى قبل الأخرين، كما أن المعلومة والمعرفة تجد صاحبها سواء قائلها أو الباحث عنها.
ليس هذا ما أردت السؤال عنه، سأوضح:
أنا قررت العمل في مجال التصميم، ومباشرة اتجهت بسؤال لزميل من المستقلين ممن يحترفون التصميم، أريد منه إخباري بكل شيء، أهم الأدوات، مميزات وعيوب كل أداة، معلومات دقيقة جمعها هو مسيرة سنوات من البحث وربما الدورات المدفوعة، هل يكون هذا من حقي؟
مع العلم، أنني أتعمد شرح كل ما أعرفه إذا وُجه إليّ سؤال مهما بلغت دقته، رغم أني عندما بدأت في مجال العمل الحر كان الغالب الأعم يبخل عليّ حتى بذكر المصادر التي يمكن الاستعانة بها!
لست مجبرا علي تقديم معلومة لمن لا يريدها او يربد بها فسادا، المهم أن تكون نينك صادقة، عند كتابة كتاب سبقرأ كتابك القراء ويستفيد بمحتواه من يهتم.
عجبني النقاش في هذا الموضوع، فنشر المعلومات قد تكون سبب في فتح أبواب رزق للكثير، فأنا أقترح عمل اجتماع للفريلانسر من وقت لآخر، لمناقشة التطورات الحديثة والتساؤلات في خفايا المهنة.
يمكنك ذلك من خلال مجتمع العمل الحر، فنحن نناقش فيه كل ما هو جديد وأي تغيرات تحدث على المجال، حتى المشكلات التي تواجههنا بالتعامل مع أصحاب المشاريع، لا أتوقع أن هناك مجتمع عربي يناقش ما ناقشناه هنا بالعمل الحر منذ سنوات، حتى أحيانا أجرب البحث عن موضوع حيث لا أتذكر أني قرأته هنا، أجد تم نقاشه بعدة مساهمات.
"علمٌ يُنتَفَع به"...
لك أن تتخيل أن تلك المعلومة التي تبقيها حبيسة عقلك لو أخرجتها وشاركتها شخصاً لا يعرفها، فاستفاد منها وأفاد بها غيره، ثم أفاد غيره، ثم غيره، وهكذا... فلك أن تتخيل أن هذه المعلومة البسيطة قد تخلد ذكراك، ولن تخلدها إلا بما يتصل أجره إليك، وهي نفسها التي تكون سبباً في ألا يذكرك الناس إلا بخير.
إنها مجرد معلومة بسيطة وحسب لم تفعل شيئاً سوى أن شاركتها.
ثم لك أن تتخيل أنك عندما تشارك المعلومة التي لديك قد يكون ذلك سبباً في معرفتك أنها معلومة خاطئة، وبذلك تصحح خطئاً عندك.
فليست فقط مضاركة المعلومات والخبرات لتفيد بها غيرك، وإنما لتستفيد أنت أيضاً.
من جانبي الشخصي لم يمر علي سوى ثمانية أيام، ولكنني حصلت قدراً كبيراً من المعلومات التي تُشَارَك هنا، ودونت جزءًا كبيراً من الفوائد في دفتر خاص لها.
فضكراً لكل من ساهم ولو بمعلومة بسيطة جداً، ولكنها كان لها أثر عظيم.
جميل أنك أشرت إلى ضرورة مشاركة المعلومة من الأخرين، وترك الاثر، وكما نعرف جميعا فالحياة البشرية عامة معتمدة على هذا بالخصوص، لان الانسان يعتمد على ما تركه الأولون من معلومات وما وصلوا إليه من أفكار ونظريات ويكمل الانسان الحديث المشوار من حيث إنتهى السابقون، لذلك فهذا نهج تطوري في الطبيعة الانسانية، لذلك أستغرب الوازع الذي يجعل الانسان يحتفظ بالمعلومة لنفسه ولا يشاركها مع الأخرين لتعم الفائدة؟
التعليقات