مقالة قصيرة عن احتقار الذات ومقارنة النفس بالآخرين

برأيكم كيف يمكن استحضار الثقة؟ وكيف يمكن تقدير الذات وحل هذه الآفة?

أظن أن السبب الحقيقي وراء فقدان الشخص ثقته بنفسه لا ينحصر في مقارنة نفسه بالآخرين، والحق يقال أننا جميعًا نقوم بذلك الفعل دون وعي وبدرجات متفاوتة. أهم ما في الأمر هو ألا نقع في فخ الشعور بالذنب أو التقصير، ومن الممكن أن أقوم بتعديد مجموعة من النقاط التي قد تؤدي إلى فقد الشخص ثقته بنفسه، والتي من ضمنها بالطبع المقارنة المستمرة لحياته بحياة الآخرين، بالإضافة إلى:

• عدم التخطيط لحياة الفرد يعرضه لمقارنة نفسه مع الآخرين، وذلك يحرمه من ثقته بنفسه تدريجيًا.
• انعدام وجود هدف محدد في حياة الإنسان.
• العمل على الوصول إلى أن يكون الشخص نسخة من شخص آخر.
• الاعتماد في سعادة الإنسان على إنسان آخر، دون أن يدرك أن سعادته يجب أن تكون نابعة منه.

برأيكم كيف يمكن استحضار الثقة؟ وكيف يمكن تقدير الذات وحل هذه الآفة

أعتقد أن استحضار الثقة يبدأ بمعرفة الشخص لنفسه والتعرف على جوانبه الإيجابية والقيام بتعزيزها، وجوانبه السلبية ليقوم بتحسينها قدر الإمكان.

كذلك لا حظت أن عدد من الأشخاص حولي والذين يعانون من قلة الثقة، يهملون في منظرهم الخارجي كثيرًا، لذا فإنها خطوة مهمة أن يهتم الساعي للثقة بالنفس بمظهره ويسعى إلى تحسينه.

هذا الشخص لن يصغر من نفسه إن خاض التجربة ونجحت معه، فكلما بعد عن التجارب الجديدة ستجدين تقديره لذاته يقل شيئًل فشيئًا، لذا تجربة الكثير من الأمور وكسر حاجز الخوف من الفشل أمر ضروري برأيي.

برأيكم كيف يمكن استحضار الثقة؟ وكيف يمكن تقدير الذات وحل هذه الآفة

أشرت لموضوع مهم جدا، لكن أريد التنبيه إلى أنّ الشخص ليس الوحيد الذي يضع نفسه في وجه المقارنات، بل على العكس المحيط من حوله من مقربين ومجتمع هو من يجره إليها بمقارنته الدائمة مع غيره من الأشخاص الذين يعرفهم أو حتى يجهلهم وبوضعه أيضا معايير للنجاح وللجمال وللسعادة. مثلا من ناحية الشكل الخارجي هناك معايير صارمة جدا، الأغلب يعتبر الفنانات الشهيرات ومؤثرات انستغرام معيار الجمال الحقيقي، وبناءا عليه يتم نقد أي فتاة.

ولهذا تحديدا أعتقد أن التغيير لا يجب أن يكون من الشخص فقط بل حتى من المجتمع، الشخص يجب عليه أن يكون أكثر إحتراما لذاته وثقة فيما يفعله ووعيا بطبيعة الإختلاف بين البشر، والمجتمع أيضا يجب أن يكون أقل تشددا في أحكامه ومعاييره وتقييماته.

الثقة بالنفس هى نتاج لمجموعة عوامل منها التربية وفهم الذات والقدرة على التمييز بين النقد البناء والهدام.

وفى رأيى فهم الذات يعد أهم تلك العناصر فإن لم يفهم الشخص ذاته فلن يعرف نقاط القوة لديه وهى التى يستمد منها ثقته بنفسه فهو يعلم أنه يملك هذه النقاط والمهارات والقدرات وهذا يمثل كنز مدفون وطاقة تظهر عند الحاجة فى صورة ثقة بالنفس.

العلاج المباشر يكمن في التوقف عن مقارنة النفس بالآخرين، فقط أقارن نفسي بنفسي.

ليس مطلوباً مني أن أكون أفضل من فلان أو فلان، فقط مطلوب مني أن أكون اليوم أفضل من الأمس، وغدا أفضل من اليوم.