معرفة النية و الغرض الحقيقي قبل الإنجاب أمر في غاية الأهمية


التعليقات

هذا الأمر بالطبع مهم، ولكن القلة القليلة من يهمها الأمر، هناك من ينجب من ان تستمر سلالته وفقط، لذلك قبل كل شئ يجب على الأزواج أن يتساءلوا عن سبب رغبتهم في الإنجاب وما الذي يأملون في تحقيقه من خلال الإنجاب. يمكن أن تكون النية والغرض متعلقة بالتوسع في العائلة وتجربة الأبوة والأمومة، أو رغبة في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، أو حتى تحقيق الرغبة في تربية الأجيال القادمة وتأمين المستقبل.

و بالتأكيد، فهم النية والغرض الحقيقي سيمكن الأزواج من اتخاذ قرارات أفضل وأكثر وعيًا فيما يتعلق بالإنجاب، ولكن لنكن صرحين متى يجلس الزوج والزوجة مع بعضهما للحديث عن هذه الأمور والوافع الحقيقة في ظل انشغالهم اما في العمل او عبر سوشيل ميديا وبعد ذلك يلدوا لنا ابناءا لم يتم نشئتهم بشكل جيد، نحن بحاجة لجيل يضيف قيمة للمجتمع وليس عالة عليه.

نعم اختي عفيفة أصبت ، و بما أن المعلومة و التوعية حاضرة نتفاءل خيرا إن شاء الله .

للأسف في أغلب المناطق أو لنقل المجتمعات يتم التعامل مع الإنجاب بأنه الغاية والوسيلة الوحيدة لرضاء المجتمع عنهم وتقبلهم وسطهم كأناسا يستطيعون الحياة مثلهم فالشاب يريد أن يقال له لقد كبرت وأصبحت أبا والفتاة تريد أن تسمع لقد أصبحتي أما، من هذا المنطلق يبحث الكثير عن إشباع تلك الرغبة فقط للتقبل، لذا فالتنويه عن الأهمية والأسباب يجعل المجتمع في حالة أفضل وخاصة لم تم عمل دورات تدريبية مكثفة للقادمين على الزواج لنشر الثقافة لديهم بالاعتناء الكافي والكامل بالأطفال بعيدا عن الأنانية وإرضاء الذات فقط.

الإنجاب بأنه الغاية والوسيلة الوحيدة لرضاء المجتمع عنهم وتقبلهم

بالفعل هذا ماهو واقع في المجتمعات العربية خصوصا، وعندما يحدث عسر في الانجاب يعيش الزوجين في حالة نفسية سيئة تحت ضغوطات العائلة، وكم من عائلة اعرفها قد انفصلت بسبب هذه الصغوطات، مشكلة والله المستعان.

عندما يحدث عسر في الانجاب يعيش الزوجين في حالة نفسية سيئة تحت ضغوطات العائلة، وكم من عائلة اعرفها قد انفصلت بسبب هذه الصغوطات، مشكلة والله المستعان.

أتفهم ذلك يا عفيفة جيداً؛ لانه قد مر علي الكثير من الأزاوج ممن تأخروا في الإنجاب فكان ضغط المجتمع عليهم شديد وكذلك ضغط الأبوان!! هذا غير معقول وكأن الزوجان تزوجا و سينجبان لأجل إرضاء المجتمع. فقبل أن يتزوج أحدنا يساله الناس: ها....ألم يحن الوقت لتكمل نصف دينك؟! وكأن نصف دينه غائب بلا زواج!!! ثم بعد أن يتزوج بشهور يسألونه: ها....ألم يكرمك الله بالأطفال بعدُ؟!! ثم إذا أنجب أول مولود وتأخر في إنجاب الثاني: ألم يحن الوقت لتخاوي هذا الطفل الوحيد؟!!! اسئلة مجتمعية متطفلة للغاية كما ترين! فكيف برأيك متخلص من الضغط الأسري و المجتمعي؟!

إرضاء الله و الحق الشرعي للأطفال هو الأهم ، و ينبغي على كل إنسان عاقل مسلم يحب العدل و الخير لأطفاله أن يتجنب النرجسية و الأنانية ، و من يعرض الأطفال للعذاب و القهر و الأذى بالأقوال و الأفعال ، فإن القانون ضده يحاربه و يقتص منه ، و على فرض أنه نجا بشكل ما ، فإنه سيموت و يرجع إلى الله لكي يعدل في أمره و يصليه العذاب و يعاقبه على خيانة أمانة روح الطفل و حقه الشرعي في الحياة ..

أعتقد أن معظم من يتزوج وينجب لا يفكر ولا يخطر بباله الدوافع الأخلاقية الأولى الطيبة. فأحدنا يتزوج لأنه لابد له أن يتزوج دفعاً للوحدة ولمشاركة الحياة مع شخص يحبه ويقدره. ثم ياتي الإنجاب من بعد ذلك كنتيجة طبيعة للزواج. ومعظم الناس تخاف على نسلها بعد أن تنجب لانها تريد لنفسها أن تعيش في نسلها.فهي تريد لنفسها البقاء في صورة الأولاد و الأحفاد. وهناك من المتززوجين ممن لا ليس لهم حظ من أولاد يبقون على علاقتهم بقية العمر؛ فالأولاد لا تشكل لهم نقص كبير ويكتفون ببعضهم البعض.

المتزوجون من المفترض أن يكتفوا و يشبعوا من الحياة أولا قبل أن ينجبوا أطفالا ، فالطفل يأتي لكي يعيش و ينال و يأخذ و يرث و يعتلي عرش والديه ، و ليس لكي يعطي و يجلب لهم الحياة و المتعة ، هل تلاحظ الفرق أخي ؟

وماذا عمن تزوجوا متأخرين فأسرعوا بالإنجاب في بدء حياتهم الزوجية؟! أعتقد أن من يتزوج لا يعرف طعم الأبوة وغلاوة الاطفال إلا بعد أن ينجب على أرض الواقع. يعني أعرف أناساً يقولون لي: أطفالي أغلى عندي من أبي ومن أمي بل من نفسي....!! أتعجب منهم أنا لأني لم أخض التجربة بعد. فلا أفهم؛ وهناك من الأمهات أسمعهم يقولون: لا تعرف معنى معزة الولد قبل أن تضني....يعني يصبح لك أطفال.....

 ليس لكي يعطي و يجلب لهم الحياة و المتعة ، هل تلاحظ الفرق أخي ؟

هل تستكثر أخي أن ينجب الزوجان الأطفال ليكونوا لهما قرة عين ومتعة وفرحة؟!! أعتقد أنه شعور مشروع أن يناله كل زوجين تزوجاً! فالأطفال أزاهير الحياة ونسمات الربيع و الماء البارد في يوم قائظ شديد الحر. و الأطفال هم من يجعل الأم تتحمل و الأب يحرم نفسه ليوفر لهم؛ فهو يرى نفسه فيهم ويراهم امتدادًا له ويرى فيهم أحلامه وطموحه وغده المشرق.

أعلم أنك تعارض ان يفرض الزوجان على أطفالهم مشاريعهم الفاشلة وطموحاتهم التي لا تتحقق ولكن أليس من المشروع أن يعيش الأب و الأم خيالهم اللذيذ بأم طموحهم سيمتدد في نسلهم؟! أعتقد أنه مشروع. على ألا يعارضان ما يختاره الطفل لنفسه بعد ان يرشد من تخصص أو زوجة أو وسيلة لكسب العيش.

ذلك مشروع أخي ، فالأطفال لذة الحياة و بهجتها ، أنا أدعو للحفاظ عليهم فقط ، ليس فقط الأطفال الذين من دمنا ، و لكن هي دعوة للحفاظ على حقوق جميع الأطفال في العالم اجمع ، لأن جميع الأطفال مهمون و محبوبون و أمرهم يعني الجميع .

المتزوجون من المفترض أن يكتفوا و يشبعوا من الحياة أولا قبل أن ينجبوا أطفالا ، 

المسألة لا تتوقف على اشباع الرغبات والحياة بين الزوجين، هناك من تزوجوا ولم ينجبوا لسنوات ولكن بعد انجابهم لم يتمكنوا من التعامل مع أطفالهم وتربيتهم.

في هذا الوضع السبب يكمن في عدم أهلية الزوجين لتربية و رعاية الأطفال ..

الوعي بهذا الأمر منخفظ في المجتماعات عامة، الأغلب ينجب فقط لأنه تزوج أو أقام علاقة جنسية حتى خارج اطار الزواج، لا يعرف معنى للمسؤولية ولا يمكنها القيام بها، الزواج وانجاب الأطفال هو هو تحقيق رغبات شخصية أنانية وليس إضافة قيمة إلى حياتهم وإلى المجتمع من خلال تربية أطفال وما سيسهمون فيه؟

لهذا من الضروري أن يتم توعية الأزواج المستقبليين بأهمية الإنجاب المسؤول وتحضيرهم للتحديات التي يمكن أن تواجههم في تربية الأطفال. يمكن التعلم عن التربية الصحيحة وتطوير مهارات الوالدين حضور ورشات ودورات ليس في التربية فقط بل كذلك طرق الدخول في علاقة صحية مع الشريك.

هذا الأمر ضروري بلا شك ، فالعلاقات الزوجية المتوترة مضرة للأطفال ..


الأسرة والتربية

مجتمع يناقش قضايا الزواج ، الأسرة ، تربية الأطفال ، الخلافات المنزلية ، التجارب الزوجية ، وكافة الأمور ذات الصلة ..

1.7 ألف متابع