بالرغم من خروجي يومياً الى عملي بشكلٍ إيجابيّ إلا أنّ الإشارات الضوئية توقني , لكن ليس وقفةً قانونية إجباريّة إنما وقفة فكريّة تجعلني أراقب أطفال الإشارات , هناك من يبيع مناديلاً و يسمع بعض الإهانات و هناك من يرفع (شوالات) قد تبدو أطول منه و بالطبع ضعف حجمه

و سؤالاً واحداً صداه يتردد في رأسي لماذا ؟

ما الدافع و ما السبب ؟ ربما لو توفرت لهم معيشةً أفضل لكانوا هؤلاء أقراناً لأطفالي و أطفالك في المدرسة .

تعمقت اكثر في هذا الموضوع و وجدت له عدة أسباب أبرزها

غياب الرقابة القانونية أو يمكننا القول تساهل العقوبات بهذا الشأن

الحاجة للمال (و هو ما يجعلني أتطرق لسؤالٍ آخر أين المسؤول عن هؤلاء الأطفال ولماذا لا يوفر لهم معيشة تمنعهم من العمل بهذا الشكل )

و بهذين السبيين نصل لنقطة الإستغلال فالتاجر او البائع او (صاحب المصلحة) يرمي فتات الأجر للطفل العامل و بذلك تكون أطراف المعادلة رابحة

صاحب العمل استبدل عامل بأجر مضاعف بطفل تسكته الفتات , و طفل بحاجة لتلك الفتات و ربما يراها أجرةً لا بأس بها خصوصاً إذا كانت تلك الفتات ستنقذه من عقاب مسائي بإنتظاره اذا لم يحضر المبلغ المطلوب

خلاصةً , و ما جعلني للأسف أقف وقفة حداد على الطفولة

لإحصائية نشرت في الأردن تتنبأ بارتفاع اعداد عمالة الأطفال نتيجة فايروس كورونا و تأثر الدخل الشهري للأسرة نتيجة فقدان بعض الأهالي وظائفهم

و وقفة حداد أخرى لطفل عامل كان ضحية إغتصاب مما جعلني حقاً أتساءل هل الجرائم كلها تدور في حلقة واحدة

الإهمال , الحاجة , الإستغلال ؟

شخصياً أنا لا امانع عمل الأطفال في حال كان هناك توازن بين حياتهم كاطفال و بين توفير قوت يومهم (في حال لم يكن هناك أي خيار آخر مطلقاً سوى العمل)

ولكن نحن نقف دائماً امام الإستغلال الحاصل لتلك الحاجة .

يتبع هذا المقال قصة قصيرة بعنوان (كاسبر هو ابي) قريباً إن شاءلله