إذا كنت تفهم معنى "الحدس" فهلا حاولت شرحه لي كطفل بالسابعة وكشاب جامعي!
كيف كنت لتوصل لي الصورة؟
يا عزيزي، هل سبق وشعرت فجأةً أنك لا تثق بشخصٍ ما دون سبب؟ أو أنك تحب طبقًا جديدًا قبل أن تتذوقه؟ هذا اسمه حدس ......
مثل مستشعر صغير في قلبك يهمس لك هذا صواب أو هذا خطأ دون أن تفكر. كأنك بطريق صغير يعرف طريق العشِّ فور خروجه من البيضة..
تخيل لو رأيت كلبًا يبدو لطيفًا، لكن شعرت بالخوف فجأة... هذا حدسك يحذرك...
الحدس ليس سحرًا، بل نظام معالجة سريع بناه التطور في دماغك عبر ملايين السنين. إنه خوارزمية بيولوجية تنتج أحكامًا فورية بناءً على أنماط متراكمة (تجارب شخصية/جينية). أيضا هو أسرع من العقل الواعي كفرق بين كاميرا فورية (الحدس) و فوتوشوب (العقل الذي يعدل لاحقًا)...
بضرب لك مثل بسيط .. عندما تقرأ بحثًا علميًا وتشعر فورًا أنه مشبوه، ثم تكتشف لاحقًا تزوير البيانات، كان حدسك قد التقط تناقضاتٍ لم تُدركها واعيًا بعد.
إذا كنت سأشرحها لطفل في السابعة فسأقول:
الحدس هو شعورك بشيء قبل أن يحدث ولا يكون هناك في العادة علامات تدل عليه، مثلًا أتتذكر تلك المرة التي كنا نمشي فيها ورأيت كلبًا فشعرت بالخوف منه وابتعدت ثم بعدها بثوان قليلة جرى وراء الرجل خلفنا؟ ثم عندما كنا مرة أخرى بالحديقة ورأينا كلبًا فقلت أنه لطيف وذهبت لتربت عليه دون خوف؟.
أتدري ما سبب الفرق في تصرفك بين الكلب الأول والثاني؟ ذلك هو إحساسك الداخلي منه أو ما نُسميه بالحدس.
أما إذا كنت سأشرحها لشاب جامعي فسأقول:
الحدس هو الشعور الذي يعتمل بداخلك دون دليل مادي واضح قبل وقوع شيئًا جيدًا أو سيئًا، قد تشعر بذلك مثلًا عندما تعبر بمكان فتشعر بضيق في صدرك ثم يتبين لك بعدها أن ذلك المكان كان مسرح جريمة، أو أن تدخل محاضرة وداخلك شعور قوي أنه سيكون هناك اليوم امتحان مفاجيء ويحدث ذلك فعلًا، ذلك هو الحدس.
وربما قد لا نجد تفسيرًا واضحًا لأسبابه، لكنه قد يكون من أسباب استمرار الجنس البشري للآن، تخيل الإنسان البدائي وحدسه يخبره أن يهرب من هذا الحيوان أو ذلك المكان فينجو!
التعليقات