الأصدقاء من الصعب أن نفرق بينهم مهما اختلفت حكمتنا في العلاقات، الإ لو كانت لدينا علامات نبصر بها الفوارق بين صديق حقيقي يريدنا بحق، وبين آخر معنا لأننا خياره الوحيد.
وأكثر وقت يكون به الصديق مؤثر هو وقت الطفولة، ووقت تكشر الحياة عن أنيابها بعد سن العشرين.
فكيف نشرح لطفل بالسابعة وشاب بالعشرين الفارق بين صديق حقيقي وآخر عابر سيرحل ؟
اظن أن الفارق الرئيسي بين الحالتين هو أن الطفل يجب أن بتم تعليمه كيف يختار أصدقاؤه من الأساس، وهذا يكون من خلال بعض الأشياء البسيطة كالأخلاق والتربية وما شابه، وأن الصديق الأناني الذي لا يهتم لأمرك غالبا سيرحل أما من يهتم بشانك فقد يبقى معك لفترة طويلة، وهذا لأن الطفل في تلك المرحلة يكون في بداية حياته وما زال يبدا في تكوين صداقاته، لكن في العشرين، يكون الشخص لديه أصدقاء كثر بشكل أو بآخر سواء من محل الدراسة أو محل العمل أو أيا كان، وبالتالي فهو يحتاج إلى وسيلة لتصفية أصدقاؤه بحيث يقرب ويحافظ على الرفاق الحقيقيين ويبعد من سيرحلون قليلا
بصراحة أرى رأيك بعيد نوعاً ما عن الواقع، هناك عوامل شتى في الطفولة برأيي أهم من مصطلح الأدب والخلق كالتفكير والعادات والرغبات والتشابه والفهم وأن يكون حقا هنا لأجلي لا لأجل أنني خياره الوحيد فأسرف عليه في الحب بينما هو يعلم أنها مسألة وقت ويغادر.
حتى في العشرين أنا لا أمتلك اصدقاء وأعرف الكثيرين كذلك، أشعر أنني غريب ولا أجد من يشبهني أو أراه صديقي بحق وكأنني منبوذ تماماً، ظللت أحاول كثيراً ولكن ربما رحلوا لخطأ الاختيار أو لخلل بي، لا أريد أن استسلم لفردية الرحلة فالجميع حولي أغلبهم يمتلك اصدقاء
بالنسبة للطفل، فهو يختار أصدقاءه تلقائيًا بناءً على طبيعة بيته وتربيته. فإن نشأ على النظافة والترتيب، سيتجنب الفوضويين لاإراديا، وإن تربى على الكلام الطيب، سينفر من غيره.(هذا يحصل غالبا في البداية، لكن إن استمر اختلاطه بمن يخالفه دون رقابة أسرية، سيتأثر بهم حتمًا ويأخذ من تربية الشارع).
في الوضع الطبيعي، ينجذب الطفل لمن يشبهه في العادات والاهتمامات، وأحيانًا لمن يدهشه بشيء جديد يعجبه! لذا، دورنا في اختياراته يقتصر على تربية سليمة قائمة على الحب لا الإجبار، ليتقرب تلقائيا ممن يمتلكها، وتوعيته بمفهوم الصداقة الحقيقية لمساعدته على التمييز بين الصادق والمستغل، والأهم تغذيته بالقصص والحكايات خاصة الإسلامية، لأنها تزرع فيه ما لا يغرسه الشرح النظري. وسيبقى جزء ما لا نتحكم فيه وعلينا تقبل ذلك.
أما الشاب العشريني، ففي الغالب يفرّق بين الصديق الحقيقي من الراحل، لكن رغباته واهتماماته أحيانا قد تتقاطع مع الراحل، فيتمسك به، أو ربما يظل معه تجنبا للوحدة ولأنه الخيار الوحيد بالنسبه له أيضا.
أنا أيضًا في بداية العشرينات وأحتاج النصيحة أكثر من غيري اههه، لكن إن كنت سأقول شيئًا لقريني العشريني:
الصديق الحقيقي هو من يخجل أن يأخذ منك أقل مما يعطيك، ومن إذا أخطأت.. أعطاك كفًا، لكنه لا يسمح لأحدٍ غيره بأن يفعل.
بصراحة لا تعجبني الطريقة التي اختار بها أغلبنا اصدقائه في الطفولة، أنت مثلاً ذكرت ان من تربى على النظام لن يختار شخص فوضوي، لكن ألا يمكن أن يكون الصديق الفوضوي وفي أكثر وداعم للنجاح ملتزم مثلاً عبقري مثلاً صادق في علاقته ؟ أشعر أن الطريقة الشائعة بها خلل تام.
تعريفك للعملية بخصوص الصديق العشريني جيد لكن هذا لا يضمن وجوده من عدمه، هناك من يعطي كما يأخذ ويصحح اخطائي وفجأة لا أجده معي
التعليقات