في رأيي الشخصي أن الغيرة لا تكون دائمًا صفة غير محمودة، ففي بعض الأحيان قد تكون غيرتنا مستحقة أو محفزة، ولكن لا استطيع أن أحدد بدقة متى تكون بالفعل مباحة ومتى تكون مرض يأكل صاحبه؟
متى تكون الغيرة مباحة ومتى تكون مرض؟
هناك فاصل غير واضح بين كونها طبيعية أو مرضية، عن نفسي لا أستطيع تحديده إلا بمثال.
فمثلاً لو خطيبتي صافحت رجل غريب فانفعلت أنا فهذا حقي ويجب أن تقدر غيرتي، أما لو كان أخيها أو من أقاربها الذين لا يحلون لها فلو انفعلت هنا فهذه غيرة مرضية.
وبنفس المثل السابق الانفعال في الحالة الأولى لو تجاوز الحديث وبدأ يخرج في صيغة هجومية فهو أيضاً مرض لأن رد الفعل لا يتناسب مع الفعل.
ولكن البعض ينظرون أن الغيرة لا حدود لها وتعبر عن شدة الحب وأن التراخي بها يعكس ضعف التعلق.
فانفعلت.
هنا أعتقد أنني سأفرق بين الاثنين على أساس درجة رد الفعل الناتج عنها إذا كان مبالغ فيه أم لا، فمثلا أنت ذكرت انك ستنفعل في حالة المثال الذي أشرت إليه، ولكن من الضروري ألا تكون درجة الانفعال مبالغ فيه، فإذا وصلت حد المبالغة هنا تكون غيرة مرضية وإذا كانت في حدود المعقول تكون مباحة وطبيعية، وأعتقد هذا رأي @Mohamed_i_4 الذي أشار إليه أيضا، ولدي فضول لأسألك يا محمد على ذكر المثال الذي أشرت إليه في تعليقك واختيارك الانفعال كرد فعل، كيف سيكون انفعالك أو كيف ستعبر عنه؟
مشاعر الغيرة بشكل عام أراها طبيعية ولا توجد أي مشكلة فيها، ونشعر بها عندما نحب شخص ما ونرغب في أن يكون قريباً منا دائماً، على سبيل المثال قد نشعر بالغيرة إذا وجدنا من نحبه يتحدث مع شخص آخر، ولكن في حالة شعورنا بالحزن والانزعاج لدرجة تجعلنا نؤذي غيرنا ونفسد علاقات الشخص الذي نحبه مع الآخرين فهنا تكون الغيرة مرضية ومشكلة كبيرة.
إذا بالنسبة لك فالغيرة مسموحة طالما أنها في نطاق معقول مين حيث درجتها فإذا بالغنا فيها وأثرت على نفسيتنا تكون غيرة من النوع المريض؟
ولكن يا بسمة ألا أليس درجة الشعور تحدد على أساس قوة الموقف، فمثلا في حالة المثال الذي أشرت إليه إذا كان الطرف الآخر يبالغ في تصرفاته مع شخص آخر بشكل كبير وبدون مبرر أليس من الطبيعي أن تزداد درجة الغيرة ويتبعها تأنيب الطرف الآخر وأخذ موقف منه خصوصا أن البعض في طبيعته يكون حساس قليلا بشكل عام في كل جوانب حياته.
أنا أعتقد أن الغيرة هي أحد اهم عناصر نجاح العلاقة طالما هي لا تصل إلى حد الشك المفرط. فالغيرة تحافظ على أهم شيء في العلاقة وهو الحصرية أو الexclusivity. وهو أن يكون الطرفين مكتفيين ببعضهما البعض فقط ولا مكان لشخص آخر بينهما، وهو أمر إذا لم يوجد في العلاقة لا يمكن أن تستمر من وجهة نظري
وهو أن يكون الطرفين مكتفيين ببعضهما البعض فقط ولا مكان لشخص آخر بينهما، وهو أمر إذا لم يوجد في العلاقة لا يمكن أن تستمر من وجهة نظري.
هذه الفقرة مفتوحة قليلا بمعنى ماذا يعني وجود شخص آخر بينهما وأن العلاقة حصرية؟ الطبيعي أن لكل علاقة في حياتنا قواعد وأسس مختلفة عن غيرها، إذا خصينا بالذكر العلاقة بين الأحباء فطبيعي أن علاقتهم سيميزها أشياء لا يمكن أن تكون مع غيرهم، ولكن هذا لا يعني أن يكتفوا ببعض دونا عن الآخرين، فأنا أجد مثلا من يخبر حبيبته أن تقطع علاقتها بأصدقائها أو تقلل من الوقت الذي تقضيه معهم لأنه يغير عليها! هنا الغيرة غير منطقية لأنه يوضع نفسه في مقارنة مع أشخاص ليسوا في نفس المستوى ولا في نفس النوع من العلاقة.
الغيره شعور إنساني مثل أي شعور أخر، قد يكون محمود وقد يكون مذموم، وذلك حسب الموقف والظرف.
تكون مباحة عندما تكون داخل إطار منضبط لاينتج عنه أذى للنفس وللأخرين، وتكون مذمومه عندما تتحول للأذى وهنا تصبح مرضا.
إذا هل من وجهة نظرك أن تصنيفها يعتمد على اقترانها بفعل مؤذي أم لا، فطالما أنها لا تتعدى حدود الشعور ولا ينتج عنها فعل مؤذي تكون مباحة والعكس صحيح؟
ولكن ألا ترى أن حتى بعض المواقف قد يكون مجرد الشعور بها وحتى إن لم ينتج عنها رد فعلي لحظي قد يكون خاطئ؟ فمثلا هناك أمهات تغار من بناتها وهذا على عكس الطبيعة التي تجعل الأم تريد الأفضل دائما لأولادها فلا تفكر حتى في وضع نفسها في مقارنة مع أولادها حتى تغار منهم ولكن هذا يحدث، فما تفسيرك للأمر؟
بالضبط هذا ما قصدته .
أرى أن الغيرة شعور طبيعي طالما ظل في منطقته الآمنه، لا بأس إذا غارت الأم من إبنتها فالشعور في حد ذاته لن يؤذي احد ولكن المهم أن نسيطر عليه حتى لا يخرج عن السيطرة.
لا بأس إذا غارت الأم من إبنتها فالشعور في حد ذاته لن يؤذي احد.
ولكن ما قصدته في هذه الحالة أو هذا المثال خصيصا أن غيرة الأم هنا غير طبيعية وغير مبررة، فحتى وإن لم ينتج عنها فعل مؤذي ألا تعتبر الغيرة هنا مرضية لأنها عكس الطبيعة والفطرة؟
كيف أستاذ محمد؟ الغيرة شعور طبيعي عندما يكون لها سبب ومبرر قوي، فما الأسباب التي تجدها منطقية ومبررة لكي تغير أم من ابنتها؟
أعتقد إني قلت شعور طبيعي ولم أقل منطقي أو مبرر، الشهوة شعور طبيعي ولكنها غير مبررة ولا منطقية، ليس كل ما يشعر به الانسان بشكل طبيعي يكون مبرر،
الأم قد تغير من ابنتها عندما يذهب شبابها وجمالها
أو من انصراف اهتمام الزوج عنها ليذهب للإبنة.
هذا لا تشعر به كل ام ولكن بعض الأمهات
هو ليس منطقيا او مبررا ولكن المشاعر عموما لا تبرر ولا تخضع للمنطق في وجهة نظري، المشاعر هي ما يشعر به الانسان، ايا كان هذه المشاعر.
التعليقات