عند الحديث عن التفكير المنطقي، أتسائل هل يمكن للتفكير المنطقي أن يكون فعال دون التخلي عن الأحكام المسبقة، أم أن هذه الأحكام قد تكون، في بعض الأحيان، أداة لتوجيه أفكارنا؟ على سبيل المثال، قد تساعدنا الأحكام المسبقة المبنية على التجارب السابقة في تجنب الأخطاء، إذ تمنحنا قاعدة من المعارف التراكمية. فهل يمكننا استخدام هذه الأحكام كمرجع مساعد دون أن نقع في فخ الانحياز، أم أن التفكير المنطقي السليم يتطلب التحرر التام منها؟
يتطلب التفكير المنطقي التخلي عن الأحكام المسبقة، أم أن هذه الأحكام قد تكون أداة لتوجيه التفكير؟
التفكير المنطقي لا يتنافى مع الخبرات السابقة، ولكن هو يشترط تعامل معين معها، فمثلا لو أنا بصدد اتخاذ قرار في موضوع معين وكان لي تجربة مشابهة له بالماضي، من المفترض عند التفكير ألا يكون قراري مبني فقط على هذه الخبرة والموقف، وإلا سأنحاز بتفكيري وفقا لهذه التجربة السابقة، إن كانت سيئة فسيكون قراري الرفض أو جيدة سأقبل، بل المفترض أن أحلل الموقف الحالي بكل المعلومات التي تخصه وبناء عليها أصل لاستنتجات معينة ومن ثم تقييمها والاستعانة بالخبرة السابقة كإطار أولي فقط قد يوجهنا بطريقة ما للبحث عن معلومات أكثر أو إجراء تقييم بطريقة معينة، خاصة أن هناك ما يسمى بالحدس والذي يتكون نتيجة الخبرات المتراكمة وبالتالي الخلاصة تكون ألا نعتمد على خبراتنا وأحكامنا فقط بل نقيم ونفكر في الموضوع بشكل تفصيلي تحليلي في ضوء الخبرة التي لدينا
هناك فارق بين التفكير المنطقي والتفكير الموضوعي وأنت هنا خلطت بينهم،
والتفكير المنطقي أن أقول مثلاً كل الأطباء يلبسون بالطو أبيض ومحمد طبيب إذن محمد يلبس بالطو أبيض، هنا نحن استخدمنا مشتق من التفكير المنطقي وهو الاستنباط، والذي به نستدل على المفقود من الموجود، وعند تطبيق هذا النمط بالواقع سنكون بحاجة لاستخدام المدرك لاستنتاج الغير مدرك.
أما التفكير الموضوعي فهو الذي به نتعرى من الأحكام والتحيزات ونحكم بطريقة التفنيد للوقوف على حقيقة موضوعية غير متحيزة أو مرتبطة بقرار أو معرفة سابقة.
التفكير المنطقي يعتمد على المعلومات وليس فقط الأحكام المسبقة، ووفقا لدراسة المعلومات المتاحة يتم اتخاذ القرار بطريقة الاستدلال، بما إن إذن، كذلك التفكير الموضوعي قائم على المعلومات ولكن ليس بنمط سير معين فقط أن ننظر للمعلومات ككل دون تحيز لمعلومة عن اخرى، الخلاصة ان أي عملية تفكير وارد فيها التحيز
أنا درست المنطق وما هو مذكور هنا هو التفكير الموضوعي، أما التفكير المنطقي فهو يعتمد على الأحكام المسبقة والأفكار المتوفرة والمدركات الحسية الخاصة بما نفكر به، لأن المنطق قائم على التفنيد والتحقق وهنا لابد من توفر ما نفده ونحكم عليه فكيف نفعل لو تخلينا!
التفكير المنطقي يعتمد على المعلومات وليس فقط الأحكام المسبقة، ووفقا لدراسة المعلومات المتاحة يتم اتخاذ القرار بطريقة الاستدلال، بما إن إذن، كذلك التفكير الموضوعي قائم على المعلومات ولكن ليس بنمط سير معين فقط أن ننظر للمعلومات ككل دون تحيز لمعلومة عن اخرى، الخلاصة ان أي عملية تفكير وارد فيها التحيز
لكن هل من الممكن أصلا أن نتخلى عن أحكامنا المسبقة عن شيء ما كليا؟
أنا شخصيا لا أظن أن هذا الممكن، فالوصل لهذا المستوى من الحياد هو أمر غير ممكن. فالانحياز إلى أحد الجوانب في أي نزاع أو فكرة هو طبيعة بشرية لا أعتقد أنه يمكننا التخلي عنها، بالإضافة إلى أنني لا أرى أنها تعيق التفكير المنطقي بأي شكل. فأحكامنا تشكل خبراتنا وتجاربنا وكيفية تعاطينا مع الأمور. وبالتالي فهي الدافع الأكبر لكيفية تفكيرنا
في رأيي.. التفكير المنطقي تفكير موضوع يكون خالي من التحيزات لا أنا مع ولا أنا ضد.. والذي يجعلني أكون مع أو ضد هو الحقائق والأدلة.. يعني التفكير المنطقي لكي يتحرر من الأحكام المسبقة وفخاخ التحيزات لابد أن ينبى على الموضوعية والأدلة العلمية المجربة
الاحكام المسبقة عادة توقعنا في الانحياز بالفعل ونحن لا نستطيع ان نسيطر على احكامنا الخاصة بالاشخاص خاصة الانطباعات الاولى رغن انها بعض الاحيان تكون غير حقيقية ويا ليتنا نقدر على على التحرر من العاطفة والانحيازات لبعض الناس
لكن أحكامنا المسبقة هي خبرات دفعنا فيها الكثير ألم، خسارة، تعب، فكيف نستسلم لكونها ستخسرنا بدلا من الاستفادة منها وتحويلها لخبرة نستفيد منها؟
التعليقات