مع التقدم في العمر يتغير لدينا العديد من المفاهيم في الحياة عن جدوى الدراسة والعمل والعلاقات أيضا، ولكن هل يمكن أن يتغير مفهوم العائلة بالنسبة لنا أيضا؟ ففي الماضي ربما بسبب انغلاق المجتمعات على نفسها كنا نقول دائما أن العائلة هي رقم واحد في حياتك ولكن الأن يرى البعض أن العائلة هي ليست الأهم بل الأهم أن تبحث عن نفسك وتحقق ذاتك. فما وجهة نظرك في هذا الأمر؟
أيمكن أن يتغير مفهوم العائلة بالنسبة لنا مع التقدم في العمر؟
لنكن واقعيين، العائلة ليست دائمًا الملاذ المثالي كما كنا نظن. بالطبع، يُقال دائمًا إن العائلة هي الدعم الأساسي، ولكن مع تقدم الزمن وتطور المجتمعات، من المنطقي أن نعيد تقييم هذا المفهوم، تكون العائلة في بعض الأحيان قيدًا يحد من تحقيق الذات. نحن نعيش في عصر يركز بشكل كبير على الاستقلالية وتحديد الهوية الشخصية، مما يعني أن قيمتنا لم تعد تُقاس بعدد الأشخاص من حولنا، بل بمدى تحقيقنا لأحلامنا وأهدافنا.
البحث عن الذات والسعي لتحقيق الطموحات الشخصية أصبح أكثر إلحاحًا من الالتزام بالعائلة في كل صغيرة وكبيرة. إذا كانت العائلة تدعمنا في مسارنا، فهذا رائع. ولكن لو كانت توقعاتها أو قيمها تُعيق تقدمنا، ربما نحتاج إلى الخروج من "قالب" العائلة التقليدي لنكتشف ذاتنا ونصل إلى الإمكانيات التي نستحقها.
أظن أن السياق هنا يتحدث عن الإهتمام بالعائلة والتزاور والتوادد والتردد عليهم والإهتمام بهم وأن يكون لنا زيارات دورية وصلة رحم دورى، لكن لن يقدم لك أحداً شيئاً لم تقدمه أو لم تسعى أنت لتقدمه لنفسك هذا معروف، هل ترى أن تحقيق الذات والتركيز على الإنشغال بالذات والأسرة أكبر أهم من الإهتمام بالعائلة، بناءاً على هذا التوضيح وأظن أن الكاتب يقص مافهمته أيضاًن هل الأنكفاء على الذات والأسرة أهم من الإهتمام بالعائلة والعزوة والإهتمام بالعائلة؟!
ألا ترى أن هذا مثل أن تقسم سرب من الطيور المتجانسة إلى أسراب صغيرة وكما تعلم كلما زاد حجم السرب كلما كان مجهود الطائر الواحد للحركة بين السرب أقل وأسهل فيتم تقسيمهم لأسراب صغيرة يصبح الحركة ثقيلة وأصعب ويمكن للنسور أو الصقور التفرد بأياً منهم؟!
كنت جزءًا من مجموعة كبيرة من الطلاب، وكنا جميعًا نتشارك نفس الأهداف والطموحات. لكن مع مرور الوقت، شعرت أن الانغماس في هذه المجموعة الكبيرة قد جعلني أقل قدرة على التعبير عن نفسي وتحقيق أهدافي الشخصية.
قررت أن أنضم إلى مجموعة صغيرة من زملائي الذين كانوا يشاركونني نفس الاهتمامات. هذه الخطوة سمحت لي بأن أستفيد من الدعم المباشر والمشورة من أصدقائي، وفتحت لي أبوابًا جديدة من الفرص للتطوير الشخصي. في تلك المجموعة، كان بإمكاني التحدث عن أفكاري ومشاريعي بحرية، مما ساعدني على تعزيز ثقتي بنفسي وتحديد مساري بشكل أفضل.
أدركت حينها أن الانفصال عن المجموعة الكبيرة والانضمام إلى مجموعة صغيرة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي، حيث يتيح للأفراد الفرصة لاستكشاف إمكانياتهم بطريقة أعمق وأكثر تخصيصًا. لذا، يمكن أن يكون تقسيم الأسراب إلى مجموعات صغيرة خطوة فعالة لتعزيز الإبداع والنمو الشخصي.
لنكن واقعيين، العائلة ليست دائمًا الملاذ المثالي كما كنا نظن
بوجهة نظرك إذا ما هي الأسباب التي أدت إلى تغيير هذا المفهوم عن العائلة؟
تغيير مفهوم العائلة يعود لعدة عوامل مجتمعية وثقافية. أولاً، التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا كبيرًا في ربط الأفراد بعالم أوسع من ذي قبل. أصبح الناس قادرين على التواصل مع مختلف الثقافات والأفكار، مما أتاح لهم فرصة لتطوير هوياتهم بشكل مستقل عن العائلة.
ثانيًا، التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، مثل زيادة فرص التعليم والعمل خارج الأطر التقليدية، أدت إلى تعزيز قيم الاستقلالية. كثير من الشباب يفضلون بناء مسيرتهم المهنية أو السفر لتحقيق أحلامهم بدلاً من الالتزام التام بالعائلة.
أخيرًا، التغيرات في القيم الثقافية، حيث أصبحت الفردية تحتل مكانة أكبر في المجتمعات المعاصرة. الاستقلالية الشخصية، والقدرة على تحديد المصير، أصبحا من القيم الأساسية التي تؤثر على كيفية رؤية الأفراد لدور العائلة في حياتهم. هذا التحول في التفكير يعكس ببساطة استجابة طبيعية لبيئة متغيرة.
من وجهة نظرى هناك عاملان الأول هو التطور التكنولوجى والسوشيال ميديا لها أثر كبير فى التفكك الأسرى وتفكك العائلات وتقليل أهميتها لأننا ببساطه يمكننا التعليق على بوست لصديق ويكأننى إطمئننت عليه برده على وهذا شئ فظيع صراحة، والشئ الأخر هوا إهتمام الإعلام بالنجاحات والناجحين وأنه يجب أن نكون جميعاً ناجحين ورواد أعمال وا وا وا، مثال:
حينما يريد شخص ما أن يتزوج، هل يبحث عن أسرة وحيدة لايعرف عن أهلهم أو عائلتهم شئ لاخال ولاعم لها؟! أم يبحث عن النسب ومن لهم نسب جيدو ونسب كبير طبيعي أن يبحث ويختار الزوجة التى لديها نسب كبير لنقل أن هذه الزوجة طلبت طلب أو خدمة أو مشورة من أبناء أعمامها وخالاتها وخالها ال 9 أشخاص مثلاً فهى إذا لديها 9 أو أكثر يمكنهم تقديم المساعدة ألا تمتلك هذه الزوجة قوة ناعمة كبيرة، العائلة قوة أليس كذلك؟!
طفل صغير حينما نشأ وجد له 3 أعمام وخالان وثلاث خالات وجميعهم لهم ود وقرابة وتزاور حقيقي كل اسبوع او كل شهر، هل هذا الطفل مهاراته ومعارفه ومعلوماته وتعامله مع الناس الأصدقاء فى المدرسة هل ستكون كطفل ليس له إلا أبيه وأمه المنشغل كلاً منهم بتحقيق ذاته؟!
من وجهة نظرى هناك عاملان الأول هو التطور التكنولوجى والسوشيال ميديا لها أثر كبير فى التفكك الأسرى وتفكك العائلات وتقليل أهميتها
أطلعت على بعض الأراء عن هذا الموضوع وكانت تجمع على أن هذه الأشياء التي تؤدي إلى التفكك الأسري ومفهوم العائلة التقليدي ومدى ارتباطنا بها هو سبب رئيسي لإنهيار المجتمع ولكن لن نرى هذه النتيجة النهائية إلا بعد سنوات، والسؤال كيف نحافظ على مفهوم العائلة ومدى الارتباط بين أفرادها؟
التفكك الأسرى والعائلي لايسبب انهيار للمجتمع لكن يسبب الوحدة والعزلة، فالدول الأوروبية معظمها أسر مفككة وعائلات لاتدرى بمن يقرب لمن وأنساب مخطلته ولم تتفكك بعد، لكن قلوبهم شتى.
لن نرى الانهيار المجتمعى نحن المسلمين ولن يتواجد تفكك اسرى ولا عائلي طالما أننا ملتزمين بالدين وصلة الرحم والأعياد والزيارات فى الأعياد وصلاة الجمعة ومثل هذه الأمور المهمة التى يهملها الكثير للأسف.
النفاهيم الأساسية في الحياة تتغير بإستمرار، مع تغير أهدافنا وقدراتنا، وبالتالي يتغير تمسكنا بالناس الي حوالينا وفق قدراتنا على تجاوز الصعاب بمفردنا.
في بداية حياتنا نعتمد على الأهل في كل شيء تقريباً، فنحن لا نستطيع فعل شيء بمفردنا، لذلك في بداية الحياة تكون الأسرة أول أولويتنا،
لكن مع التقدم في العمر وقدرتنا على الإعتماد على النفس أصبح هناك أولويات أخرى غير الأهل، أصبح الأن نحتاج إلى أثبات أنفسنا وتحقيق الذات.
لذا الأهل لهم دور مهم في بداية الطريق للحصول على الدعم، حتى نتمكن من الإعتماد على النفس لتحقيق ذاتنا.
من وجهة نظري مفهوم العائلة يجب أن يظل شاملًا لكل أبعاد حياتنا، فنجاحنا هو نجاح العائلة وكذلك تعثرنا. نحن جزء لا يتجزأ من عائلتنا. وأي محاولة لنزع أنفسنا من هذا المفهوم هو بمثابة قطع لشريان رئيسي من الدعم والمساندة والأُلف. قد يمر الفرد بمشاكل أو ضغوطات عائلية (وهذا وارد وطبيعي) فيبني على هذه الفترات أحكامًا تتعلق بأمور كالاستقلال والحرية وغيرها من المصطلحات الدخيلة على مجتامعنا. يمكننا تتبع حياة أي شخص ناجح بالتأكيد سنجد في حياته جانب دعم كبير من العائلة. لا ننكر وجود حالات تكون العائلة هي مصدر العقبات والتحديات، لكن غالبًا ما يبحث عن آخرين يسدوا هذا الثغر، الفكرة أن مفهوم العائلة قائم.
شخصيًا طوال حياتي أبحث عن مفهوم الاستقرار مع العائلة وأسعى جاهدًا لذلك، الأمر لا يتعلق بالانغلاق! بل محاولة جادة للحفاظ على هذا الجانب الفطري.
من وجهة نظري مفهوم العائلة يجب أن يظل شاملًا لكل أبعاد حياتنا، فنجاحنا هو نجاح العائلة وكذلك تعثرنا. نحن جزء لا يتجزأ من عائلتنا.
ولكن ألا ترى أن هذه النظرة قد تحملنا أحيانا أكثر مما نحتمل ونقدر عليه وقد تسبب القلق وتؤثر على قراراتنا لأنه يفكر الشخص في العائلة وأن ما يفعله هو سيؤثر بهم جميعا، فكيف يمكن للشخص أن يتفادى هذا الضغط والقلق؟
وقد تسبب القلق وتؤثر على قراراتنا لأنه يفكر الشخص في العائلة وأن ما يفعله هو سيؤثر بهم جميعا
أعقد أن هذا النوع من القلق يحمل بُعدًا إيجابيًا وشعور بالمسؤولية، سيجعلنا نفكر جيدًا قبل الإقدام على قرار عشوائي أو طيش فِكري لعلمنا بمدى تأثيره على العائلة.
لذلك لا أميل إلى إزاحة هذا الشعور، بل الاستثمار في تنميته باستمرار.
نقول دائمًا إن العائلة هي الأولوية الأولى في حياتنا، ونسعى جاهدين لتلبية الاحتياجات الاجتماعية والحفاظ على ترابطها. لكن بصراحة، نفتقد أحيانًا هذا الشعور بالمسؤولية تجاه الحياة الاجتماعية بسبب ضغوط العمل القاسية وصعوبات المعيشة. كم منا يعمل في أكثر من وظيفة يوميًا لتحقيق دخل مادي جيد لنفسه ولتلبية احتياجات العائلة المتزايدة؟
في هذا العصر المتسارع، نحاول جاهدين تحقيق التوازن بين الحياة الاجتماعية والحياة العمل
التعليقات