هل يمكننا الجزم بأن المصادر الأجنبية أقوى من العربية من ناحية العلم القوي والمعرفة بشكل عام، ام لأن العلم والمعرفة ليسا مرتبطين بلغة معينة أو بلد محدد
لماذا المصادر الأجنبية أقوئ من العربية من ناحية العلم القوي والمعرفة؟
أختلف معكِ في هذا الرأي يا إيمان. تتمحور فكرة انتشار اللغة حول ما تقدّمه هذه اللغة من مصادر. وبالتالي فإن العملية لا تتوقّف على قابلية اللغة نفسها للانتشار، أو نجاحها في أن تكون لغة عالميّة. وإنما يتمحور الأمر حول القوة التي تمثّلها هذه اللغة. وذلك على عدّة أصعدة، منها:
- التطوّر العلمي.
- الاقتصادي القوي.
- التدوال المالي الموسّع.
- الاستثمارات المنظّمة.
- الصناعات الثقيفة والتفوّق فيها.
- تطوّر المنظومة التعليميّة.
كل العلوم اليوم تكتب باللغة الإنجليزية، حتى نحن العرب عندما نجري بحوث أو رسائل ماجستير أو دكتوراه نقدمها باللغة الإنجليزية لنتمكن من نشرها عالميا وفي مجلات علمية ذات تأثير قوي، ناهيك على الجانب الآخر المحتوى العربي أغلبه منقول ومترجم من المحتوى الأجنبي، فالنتيجة أنه لا مساحة للإبداع حتى لخلق محتوى فريد أو مختلف، وأحد العوامل المؤثرة هي التخصصية فتجدين الأغلبية يكتب في مجالات لم يدرسها ولم يمارسها من الأساس. وسيظل الوضع هكذا طالما لسنا منتجين للمعرفة بلغتنا العربية.
فتجدين الأغلبية يكتب في مجالات لم يدرسها ولم يمارسها من الأساس
أوافقك الرأي في ندرة المحتوى العربي المتخصص، لكن ألا ترى معي أن طريقة البحث الخاطئة لها دور في تشتت الباحث؟
من يريد أن يتثقف بخصوص مرض ما، يبحث في مقالات المدونات العامة، ولم أكن أعرف أن هناك شريحة كبيرة من الناس تأخذ هذه المقالات على محمل الثقة. لماذا لا يتجهون للمحتوى الذي ينتجه طبيب مختص؟
وبالمثل ما يخص المحتوى التقني، عن نفسي عانيت الأمرّين في بداية دخولي مجال المواقع والتدوين، وتحسين محركات البحث، كنت ألجأ لمدونات عامة، ولا أستفيد، لكن اكتشفت أنني مخطئة، هناك متخصصون مثل أكاديمية حسوب، يقدمون الشرح وبالصور والخطوات ولو استعصى عليك أمر ما يمكنك أن تترك تعليقًا ليجيب عليك مختص.
مقصد كلامي أننا لو بقينا نبكي على ضعف مستوى المحتوى العربي فلن نقدم شيئًا، أرى أنه يجب أن ندعم المختصين ولو كانوا نادرين.
الأمر متعلق باللغة المعتمدة حتى بالدول الأجنبية غير الناطقة بالإنجليزية ستجد أن المقالات تكتب بالإنجليزية كونها لغة عالمية متعارف عليها بالبحوث والدراسات العلمية، وغالبًا الغرب متقدمين بأكثر من خطوة على العرب في الكثير من العلوم فالمصادر والأساس يكون من عندهم ، وبتالي سنكون مستقبلين للمعرفة فقط في بعض الأحيان، والبعض الأخر سنترجمها ونحاول الإضافة .
لذا أغلب الكتّاب والدارسين يلجؤون للكتابة باللغة الإنجليزية للوصول للعالمية .
لا يتمحور السبب في المصداقية فقط يا آسيا. لدينا معاناة شديدة الوضوح في هذا الأمر. وتظهر إذا ما أقمنا مقارنة بين كلا المسارين للبحث العلمي مثلًا، في الدول العربية والدول المنافسة لها. إن المرحلة التي وصلت إليها هذه الدول من العناية بالتعليم والبحث العلمي، والتكثيف غير المسبوق في توجيه التمويل والإنتاج لدعم هذه المحاور، لهم الأسبقية في تحسين الوضع إلى الدرجة التي هو عليها الآن. وبالتالي لا يمكننا أن نقتصر الأمر على الصراع الثقافي أو الأيدولوجي فيما بين كلا الثقافتين. لا يعتمد الأمر على هذا أو ذاك، وإنما يعتمد على لبٍّ من الدعم المستمر لهذه المحاور حتى تحصل على التفوّق المنشود.
لأن البحث العلمي بالدول الغربية قوي جدا, الدول الغربية تنفق ملايير الدولارات في البحث العلمي, مثلا بأمريكا الدولة تخصص ما نسبته حوالي 3.5 بالمائة من إجمالي ناتجها المحلي في حين بدول عربية عدة فالنسبة تتراوح ما بين 0.2 إلى 0.5 بالمائة مع العلم أنه لا مقارنة بين إجمالي الناتج المحلي لأمريكا والدول العربية.
الجامعات مجهزة على أعلى مستوى بالدول الغربية, والمعدات متطورة, بعض طلبة العرب في تخصصات علمية يضطرون للسفر للدول الغربية قصد إتمام دراساتهم العليا وأبحاث الدوكتوراه لأن جامعاتهم لا توفر البحث العلمي في تخصصات عدة, مثلا أحد زملائي بالدراسة اضطر للتخلي عن أطروحة دوكتوراه لأنه كان بحاجة ماسة لإجراء بعض التجارب والأبحاث التي لا تتوفر معداتها بجامعتنا وقد كانت هناك مشكلة في الاتفاقية بين جامعتنا وجامعة أوروبية أو شيء من هذا القبيل لا أذكر, المهم في آخر المطاف لم يتمم أبحاثه بسبب ضعف ميزانية البحث العلمي.
برأيي الأمر يعتمد على قوة العلم لديهم، ليس لأنهم أذكى مثلًا بل لأنهم حريصين على تقوية المعرفة لديهم، ويخصصون ميزانيات كبيرة من الدول نفسهم على الأبحاث والبعثات والدراسات ويقومون بتوفير الموارد اللازمة لذلك، حتى أن قيمة صاحب العلم والباحث كبيرة ويعتبرون هذه الفئة أيقونة، يهتمون في ترسيخ الكفاءات اللازمة في الطالب من مرحلة الدراسة الإبتدائية، يهتمون بالتجارب وغير ذلك.
بالنسبة لنا في البلاد العربية قد نمتلك الإمكانية وأحيانًا الدعم من الدولة لذلك ولكن ليس بقوة الغرب، أو هذا يجعلهم فئة صغيرة، ماذا عم الباقيين؟ لا تتوفر لهم الفرصة.
العلم و المعرفة غير مقتصر على بلد او لغة او حتى عرق معين بل يقتصر على كيفية عرضه و مدى صحته ، اما بالنسبة للمصادر العلمية التي قد يعتبر الناس انها قوية عن المصادر العربية فهذا يكمن في عامل التشهير و التهويل لها كما اننا نعاني من هجرة الادمغة اي قد نجد مصادر اجنبية اصحابها عرب و هذا يعود لتهميش القدرات و عدم ايتاح فرص للبحوث العلمية
التعليقات