في أحد أيام العمل، دخل المدير يوزع المهام على الفريق، فأعطى هذا مهمة يسيرة، وذاك مهمة محددة، ونحن نتابع المشهد بهدوء، حتى وقف أمامي، وابتسم قائلًا: أنتِ يُعتمد عليكِ خذي هذه، أنتِ دائمًا تنهين العمل بإتقان، ثم وضع أمامي قائمة من المهام تكفي لإشغال فريق بأكمله! 😅 كم مرة أُلقيت على عاتقكم مسؤوليات مضاعفة فقط لأنكم موضع ثقة؟ لا شك أن الاعتماد علينا أمر جميل، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك مدخلًا للإرهاق أو الاستنزاف، فالثقة الحقيقية ترافقها مراعاة، والتقدير الحق لا يُرهق. برأيكم كيف يمكننا الحفاظ على كوننا أشخاصًا يُعتمد عليهم، من دون أن نحمل أنفسنا ما لا نطيق؟
عن أولئك الذين يتحملون أكثر مما يجب فقط لأنهم يُعتمد عليهم
فى مراحل معينة من الحياة يكتشف الإنسان أنه فى بعض الأماكن لايجب عليك إلا عمل المطلوب وفقط 😂 لا تتجاوز المطلوب ولا تُظهر مدى براعتك فى الأمر، لأن هناك بعض الأماكن لا تقابل هذه البراعة بالتقدير والتطوير، ولكن تقابلها بزيادة التكاليف وزيادة العمل.
لذلك أنصحك بأداء الواجبات فقط، وأيضاً الإلتزام بالمطلوب وعدم التفريط فيه والإنضباط دون تحمل الزيادة فى العمل هذا كله فى حد ذاته يُعطى انطباع انكى شخص يُعتمد عليه 👍
لم أكن أتخيل يومًا أنني سأؤيد هذا الكلام، لكن بعد أن خضت تجربة سوق العمل بنفسي، تغير كل شيء! اكتشفت أن البطيء وذو الكفاءة المحدودة يُمنح الراحة والإجازات بكل أريحية، بينما المحترف السريع يُكافأ بمزيد من المهام والضغط، وكأن كفاءته عبء لا ميزة، عندها فقط فهمت المعنى الحقيقي لعبارة "اعمل المطلوب وفقط"، وبدأت أتعلم فن كبح الحماس الزائد بحكمة هذه المرة.
اتفق مع طرحك، من فترة حدث معي موقف مشابه إذ أن إتقاني لعمل ما جعل مديرتي تحملني بعمل أثقل ومهام يمكنني إدائها لكني كنت مرهقة واحتاج لبعض الراحة، للأسف أيضا لم استطع أن أقول لا، كانت سيدة لطيفة معي فلم استطع رفض طلبها، بالفعل تحاملت على نفسي من أجل العمل.
ولماذا لم تقولي لا؟ أهو اللطف ما منعك أم خشيتِ أن تُفهمي خطأ؟! إن قول "لا" لا يعني قلة تقدير أو تمرد على المسؤولية، بل قد يكون أحيانًا أصدق تعبير عن الوعي بالذات والحرص على الاستمرار بعطاء متزن، فنحن لسنا مطالبين بأن نكون أبطالًا خارقين على الدوام، فحتى البذل يحتاج إلى استراحة، في المرة القادمة، علينا أن نقول "لا" بلطف وثقة ونمنح أنفسنا حقها كما نمنح العمل حقه.
كلامك يعكس وعيًا عميقًا بتفصيلة نعيشها كثيرًا لكن قلّ من يتوقف عندها
فما بين الاعتماد والاستنزاف شعرة دقيقة قد لا ينتبه لها حتى أصحاب النوايا الطيبة
نعم
أن تكوني من الأشخاص الذين يُعتمد عليهم هو امتياز
لكنه يصبح عبئًا حين تتحوّل الثقة إلى ذريعة لتحميل المسؤوليات الزائدة دون دعم أو تقدير
الثقة الحقيقية ليست في تكليف الشخص الموثوق بكل شيء بل في تقدير طاقته ومراعاة حدوده ومشاركته الأعباء لا إلقاؤها عليه
ولعل أجمل ما في سؤالك هو أنه لا يطالب بالانسحاب من موقع المسؤولية بل يبحث عن معادلة متزنة تحفظ القدرة على العطاء دون أن تهدر الإنسان من الداخل
في رأيي الحفاظ على كوننا أشخاصًا يُعتمد عليهم دون أن نُرهق يبدأ من: الوضوح في التواصل مع من حولنا بشأن قدرتنا وحدود طاقتنا
تعلم قول "لا" بلطف حين يتجاوز الأمر المعقول
تذكير أنفسنا بأن الاستحقاق لا يعني التحمل دائمًا
طلب الدعم دون حرج حين يثقل الحمل والمطالبة بتقدير حقيقي لا يُختصر في كلمات الإعجاب بل يُترجم في توزيع عادل للمهام
كلماتك ليست مجرد قصة عمل بل تذكير مهم لكل من يجد نفسه دائمًا في الصفوف الأولى أن يلتفت إلى ذاته كما يلتفت إلى واجباته
نعم، أسمع كثيراً عن أشخاص تم تحميلهم فوق طاقتهم حتى انتهى بهم الأمر بالإرهاق أو حتى المرض، وكأن طيبتهم واحترافيتهم أصبحت تذكرة مفتوحة للاستنزاف، والطريف أن النوايا تكون طيبة فعلاً، لكن كما قلتِ بين الاعتماد والاستنزاف شعرة رفيعة لا يراها البعض إلا بعد فوات الأوان، لذا صرت أذكر نفسي دائمًا: اللطافة لا تعني القبول بكل شيء، والاحتراق لا يعد إنجاز.
ما أجمل هذا الوعي وما أصدق ما عبرتِ عنه
نعم كثيرًا ما يتحول العطاء الصادق إلى عبء ثقيل حين يُساء فهمه أو استغلاله لا بسوء نية بالضرورة بل أحيانًا لغياب حدود واضحة تحمي الذات من الإنهاك
كلماتك تلخص ببساطة درسًا جوهريًا في التوازن
فاللطف لا يعني التنازل عن الراحة النفسية والاحترافية لا تبرر الاستنزاف
نحن بحاجة لأن نعيد تعريف مفاهيم مثل النجاح والعطاء والالتزام بعيدًا عن ثقافة الاحتراق الصامت التي كثيرًا ما يُصفق لها في ظاهرها بينما هي تستنزف الروح في باطنها
تذكيرك بأن الاحتراق ليس إنجازًا هو وعي ثمين
لأن الإنجاز الحقيقي يبدأ من احترام الذات ومن قدرتنا على قول لا حين تمس نعم حدودنا الإنسانية
ممتنه لك على هذا الطرح الناضج الذي يوقظ فينا ما قد نغفل عنه ونحن نحاول أن نكون كل شيء للجميع
انت ابن الشركة 😅 تلك المقولة الجميلة الرائعة التي تضخم ذواتنا وفي الأخير تستنزفنا. ولكن لا، لا يصح أن نعمل فوق طاقتنا دون مقابل فوق الكلام المعسول ببساطة لأنه لا يأكل عيش كما نقول نحن المصريون.
حقيقي مقولة أنت ابن الشركة غير مقنعة، يمكن أن نعمل بضمير وفق المهام المحددة لنا.
أتذكر أنني كنت أعمل في مدرسة، وقبل التعاقد أتفقت مع المدير على أمور معينة، وبعد التعاقد وجدت أن الأمر مختلف وهناك مهام أخرى غير متفق عليها.
كما وجدت أن الكثير من المدرسين يتركوا العمل بسبب عدم الموضوع معهم وتحملهم أعمال زيادة.
وفي الحقيقة تركتها بعد أول عام لعدم وجود أمانة لديهم.
أنت على حق. الكثير من المدارسة لاسيما الخاصة تستغل المدرسين خاصة المستجدين منهم بحجة أنه لا يجادل لانه مستجد وأنه يريد أن يحصل خبرة عملية. كثير من مديري المدارس يعتمدون هذه الرؤية وكأن المدرس مطالب بأن يُهلك نفسه لا لمال ولا لعمل يضمن حقوقه. أعتقد أن أمثال تلك المدارس تكون مجرد مزار او ترانزيت للمدرسين يقفون بها قليلاً ليتدربوا ثم يتركوها لغيرها أفضل منها وتقدرهم.
أنت على حق. الكثير من المدارسة لاسيما الخاصة تستغل المدرسين خاصة المستجدين منهم بحجة أنه لا يجادل لانه مستجد وأنه يريد أن يحصل خبرة عملية. كثير من مديري المدارس يعتمدون هذه الرؤية وكأن المدرس مطالب بأن يُهلك نفسه لا لمال ولا لعمل يضمن حقوقه. أعتقد أن أمثال تلك المدارس تكون مجرد مزار او ترانزيت للمدرسين يقفون بها قليلاً ليتدربوا ثم يتركوها لغيرها أفضل منها وتقدرهم.
ذكرتني بتجربة سيئة للغاية مررت بها بعد تخرجي، حين عملت لفترة قصيرة في مدرسة خاصة كانت مديرتها قاسية بشكل لا يحتمل، كانت تستغل المعلمين الجدد أسوأ استغلال، لدرجة أن بعضهم أصيب بأمراض من ضغط العمل، وغالبًا لا يصمد أحد لأكثر من أسبوع أو اثنين، وإذا اشتكوا ببساطة تقول لهم: "اتركوا الشغل"، وتمنحهم خمسين جنيهًا كتعويض عن الأسبوعين، كانت تجربة مريرة لكن علّمتني الكثير عن حدودي وما أقبله في بيئة العمل.
صحيح أن نيل ثقة الآخرين شعور يسعد النفس ويمنح صاحبه قيمة معنوية كبيرة لكن المشكلة تبدأ حين تتحول هذه الثقة إلى مدخل غير مباشر للاستغلال مررت بتجربة مشابهة حين كنت دائمًا أُكلف بأصعب المهام فقط لأنني أُنهي كل شيء بكفاءة وفي البداية كنت أعتبر ذلك وسامًا لكني لاحقًا أدركت أنه لا أحد يهتم بثقلي النفسي أو ضغط المهام طالما أؤديها في النهاية والحل الذي بدأت أتبعه هو التفاوض الذكي أُبدي استعدادي للتعاون لكن بحدود وأطلب جدولًا واضحًا يُقسم المهام بعدالة كلمة لا لا تُفقدنا التقدير بل تُظهر أننا نعرف قيمة أنفسنا وحدود قدراتنا فالاستنزاف لا يساوي الولاء والتقدير الحقيقي يراعي الطاقة الإنسانية قبل النتائج
التعليقات