إلى أي مدى يمكن أن تسهم مراسم الاحتفالات وشكليات التصرّف المتبعة في الزيارات الأسرية في تعزيز الاحترام المتبادل بين الأفراد وتنميته فعلاً؟ هذه الطقوس والشكليات بما قد تحمله من زيف ومجاملات سطحية، ألا تساهم في إضعاف هذا الاحترام وجعله مجرد واجب اجتماعي يُؤدى دون إحساس حقيقي؟
مراسم الاحتفالات وشكليات التصرّف بالزيارات الأسرية تعزز الاحترام وتنمّيه أم تحبطه بالزيف؟
أرى أن المشكله تتلخص فيما نحمله من شعور (زيف ومجاملات سطحية) تجاة هذه المراسم , وليس فى المراسم نفسها .
أو بالأحرى فى كون جعلنا لها تأخذ شكل المراسم ابتداءا .
لماذا لا نأخذ الموضوع ببساطه وعدم تكلف , قد أهدى اليك هديه أثناء زيارتى وقد لا أهدى وفى الحاتين أنا مرحب بى عندك .
وفى الاخير كل على حسب إماكنياته وإحتفاءة .لما نزل الضيف عند حاتم الطائى ذبح له حصانة والذى كان لايمكلك غيرة , لو لم يذبح حاتم الطائى الحصان ما عابه احدا لعدم فعل ذلك . الامر متروك لمدى حفاوة المضيف بضيفه .
ان هذه المراسم لا شك انها تعزز من اصرة الود والترابط بين اعضاء المجتمع , فيالشعري , إن تركت خاليه من المجاملات الذائفه , وحملت فى جعبتها حب حقيقى وود غير مصطنع.
ذكرتني بعادة تستفزني كثيراً وهي إعطاء المال في الأفراح والمناسبات، ولا توجد مشكلة لدي في هذا الأمر بحد ذاته، ولكن ما يجعلني أتعجب حقًا هو أن صاحب المال يكون في انتظار رد ما دفعه في مناسبة أخرى، بل وقد يسجل هذا الأمر ليتذكره، والأكثر غرابة أن من تم دفع المال له يعلم ذلك أيضاً ويعتبره دينًا عليه. تحول هذا الأمر للأسف من عادة لطيفة في ظاهرها إلى عبء كبير يثقل كاهل الجميع ويجعل العطاء مجرد واجب اجتماعي بلا مشاعر حقيقية.
والأسوأ طبعاً في الموقف الذي ذكرتيه هو أن يكون الشخص الذي قُدّم إليه الذهب مطالباً الآن برد هذه القيمة للشخص في احتفال له ولكن لا يملك هذا المبلغ، يعني تسائب الأمور أن يكون في هذه الفترة مضغوطاً، يمكن عندها أن تتحول هذه المناسبة الاجتماعية لضغط ما بعده ضغط، حتى أنني أرى أنها قد تولّد جفاء وكره بين الأطراف.
بصراحة أراها كلها مزيفة، ولا أكون مقتنع عندما اضطر للذهاب في زيارة أو أستقبل زيارة مثل هذه، أرى العائلة أكبر من ذلك والزيارات مختلفة عن هذه الصورة.
فأنا أزور شخص لأنه عزيز وافتقده فأذهب له بلهفة واستمتع بكل دقيقة معه، لا أزوره لأن الزيارة واجبة فقط، وحتى العائلة نفسها قيمتها في الفعل والتأثير لا في مثل هذه الرسميات.
من معك وقت الأزمة أو الحزن أو المصيبة، من يفرح بنجاحك ويدعمك به، ويتابعك باستمرار ويهتم بأمرك هذه هي العائلة التي أراها ولو لم تكن كذلك فأنا لا اعتني بوجودها.
من معك وقت الأزمة أو الحزن أو المصيبة، من يفرح بنجاحك ويدعمك به، ويتابعك باستمرار ويهتم بأمرك هذه هي العائلة التي أراها ولو لم تكن كذلك فأنا لا اعتني بوجودها.
إذا كان هذا تعريفك للعائلة فهذا سيغربل الكثير جداً من الأشخاص وربما قد تغربل أخ من أخوتك أيضاً لو حصل وقمت باختبارات للتأكد منهم وفقاً لما طرحته من معايير، أقول لك ذلك لكي تخفف معاييرك لإنني عن تجربة فعلاً حين صعّبت الأمور وبدرجة أقل منك حتى تفاجئت بالكثير من الناس، لا أنصحك بأن تعيش هذه التجربة العاطفية، أن تكرر ما عشت.
لقد كانت أسرة والدي من أكثر الأسر المحافظة على تلك المراسم والعادات بجميع أشكالها وكانت ترسم صورة مثالية للأسرة المترابطة. لكن مع أول خلاف بين بعض أفراد الأسرة على أمر ما انهارت كل تلك المظاهر الكاذبة وحدثت نزاعات كبيرة أدت إلى فجوة كبيرة في العلاقة بين أفراد الأسرة. وهو ما جعلني متيقن أن تلك الشكليات وإن كانت توحي بقوة العلاقة الأسرية الا انها في الواقع لا تسهم بأي شكل في تحسين العلاقات الأسرية
يا صديقي، الأمر أشبه بأن تقرأ القرآن دون خشوع وتدبر، إن هذا اهون بكثييييير من الذي لا يقرأ القرآن أصلا، لذلك انا لست ضدها اصلا حتى لو كانت المشاعر فيها نادرا ما تكون صادقة، نحاول أن نكون صادقين اكثر نعم لكن لست مؤيدا أبدا لقطعها لأن نتيجة ذلك ستكون كارثية سنكون كمن لا يصلي ويظن أن الصلاة يجب ان تكون بخشوع والا فلا تصلي
ولكن ما معنى الحفاظ على الشكل المفرّغ من معنى؟ سأثبت لك بأن الأمر سيء، أتا أرى ما تقوله لي بأنني يجب أن آكل ما لا يفيد نهائياً ولا يقدّم أي عناصر غذائية أو شبع لمجرد أنه يشبه الطعام، يعني أن لا يغني ولا يسمن، هذا الفعل هنا ما الذي يجعله أفضل من عدم الأكل برأيك؟
عدم الأكل يجعلك تموت
وأسوء الأكلات المضرة التي نتناولها اليوم، ستنقذك من الموت من الجوع اذا كانت الخيار الوحيد.
مع أنه مثال لايصح، فما ذكرته يدخل في العبادات وقطعه عن أواصره سيؤدي الى قطع صلة الرحم، ثم لايمكنك ان تحكم غلى جميع الافراد انهم غير صادقين، ربما احدهم كانت بالنسبة اليه ملجأ اشعرته بالانتماء العائلي، وحتى لو قلنا الجميع يتصرف بزيف ولا أحد انتفع، يكفي أن يكبر الصغار على هذه الأجواء العائلية ولعلها في جيلهم تكون أكثر صدقا من يعلم، لايجب ان نقطع السبب فقط لأننا لا نرى النتيجة. كل هذه التي تبدو شكليات ستكون عذرا يغني ويسمن مقارنة بمن لا يتخذها أبدا بحجة أنه لا يرى نتيجة مفيدة أمامه.
ربما علينا التقيد بالحدود الشرعية في بعض الاحتفالات والزيارات وكذا نعم انا معك فللاحتفال آدابه وللزيارة آدابها وكذا.. لكن لا أؤيد قطعها مطلقا.
أرى أنه لا علاقة بين الزيارات الأسرية وبين الزيف والمجاملات، وجود بعض الناس التي تمارس الزيف والمجاملات أثناء الزيارات ليس دليلا على ان كل الناس هكذا، وإذا قطعنا الزيارات الأسرية تحت هذا الإدعاء، ربما لن يعرف أحد أهله بعد ذلك وسنتسبب في قطع الأرحام.
وجود بعض الناس التي تمارس الزيف والمجاملات أثناء الزيارات ليس دليلا على ان كل الناس هكذا
حاول أن تجرّب اختبار بسيط أخلاقي قبل ذلك برأيي، يعني حاول أن تصنع موقف تصوّر فيه لهم جميعاً بأنك بحاجة ماسة إلى مساعدة صعبة وأنظر وراقب بنفسك كم سيصمد منهم من أشخاص غير منفكّين عن هذه المهمة وهاربين متملصين من المساعدة.
ما أقوله هو أن أي شخص يحمل رأيك برأيي عليه اختبار عائلته قبل ذلك والتأكد من صحة كلامه.
لا يوجد احد مجبر على مساعدتي كما أني لست مجبرا على مساعدة أحد، هذا أمر اختياري حسب امكانيات كل شخص. وليس لصلة القرابة علاقة بذلك، كما أن رأيي هو أن العائلات ليست مجالا للاختبار أساسا.
التعليقات