لكلّ حقبة زمنيّة مشكلاتها الاجتماعيّة. وفي معظم المجتمعات، تمثّل الأسرة الانعكاس الفعلي للمجتمع. وتؤثّر طبيعتها ومشكلاتها في طبيعة كلّ فردٍ.
في رأي كلٍّ منكم، ما هي مشكلات الأسرة المعاصرة في عالمنا العربي؟
اعتقد أنه يوجد العديد من المشكلات التي لحقت بالأسرة في واقعنا المعاصر، وخاصة في الأسرة العربية، ومن أهمها من وجهة نظري:
-التفكك والانحلال الأسري: فتجد في الأسرة تفكك من حيث الافكار والاراء ومن حيث الاشخاص، فقديما كنا نجد تجمع افراد العائلة علي مائدة طعام واحدة، أما الان فاعتقد أن الجيل الصاعد لا يعلم عنها شيئا، والسبب في ذلك يرجع الي انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وتوفر عالم افتراضي يمارس فيه الفرد شخصيته التي يريد ان يكون عليها افتراضيا.
كذلك من أهم هذه المشكلات: محاولة الإتيان بواقع عالم غربي وتطبيقه بحزافيره في واقعنا العربي، وللأسف اصبحنا قلما نستطيع التفرقة بين المجتمع العربي والغربي من حيث طريقة تعامل افراد الأسرة مع بعضهم.
-التفكك والانحلال الأسري: فتجد في الأسرة تفكك من حيث الافكار والاراء ومن حيث الاشخاص، فقديما كنا نجد تجمع افراد العائلة علي مائدة طعام واحدة، أما الان فاعتقد أن الجيل الصاعد لا يعلم عنها شيئا، والسبب في ذلك يرجع الي انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وتوفر عالم افتراضي يمارس فيه الفرد شخصيته التي يريد ان يكون عليها افتراضيا.
دائمًا ما أرفض هذا التعنيف تجاه الأجيال الجديدة يا صديقي. لا أرى أن أفكار بسيطة مثل التجمّع حول طاولة الطعام مثلًا توحي بأن هناك انحلالًا وتفكّكًا أسريًّا. الأمر ليس بهذه الهشاشة. إننا فقط -في رأيي- نحن إلى صور من الماضي، ونتعامل معها على أنها مجموعة من أسباب فساد المجتمع. بالإضافة إلى أنه لا يمكننا أن ننكر تأثير الواقع الغربي علينا. إننا الآن نتحدّث سويًّا من خلال الإنترنت، وهو جزء من الواقع الغربي شئنا أم أبينا. كيف نطالب أنفسنا بعدم التأثّر؟
قد أكون أخطأت في ضرب المثال، لكنني ذكرته للتوضيح فقط، فياليت الأمر انتهي عند عدم التجمع حول طاولة الطعام!
لكن مشكلة التفكك الأسري لا يمكن لأحد أن ينكرها، بل حتي قد يندرج تحتها كم من المشاكل الاخري التي ذكر بعضها الإخوة الأفاضل.
أرى مثالك بمحله أحمد، والفكرة ليست تعنيف الجيل الجديد ولكن مشفقين عليه مما هو فيه علي، ففكرة التجمع حول الطاولة أبسط الأشياء ولكن بها دروس كثيرة مثل المشاركة والتعاون وتبادل أطراف الحديث وسيلة لتجمع العائلة وقربهم من بعض، بدلا من أن يحمل كل طرف ساندوتشه ويجلس على هاتفه.
ومن أكثر التحديات برأيي إخراج أبناء متميزين بأخلاقهم وقيمهم ومتمسكين بتعاليم دينهم في ظل هذا التطور والصورة المجتمعية المغربة من الغرب، ناهيك عن الملهيات التي تشغل العائلة فبدلا من التركيز على حفظ القرآن تجد سعي رهيب لتعليم اللغة الإنجليزية حتى قبل أن يتعلم الطفل لغته الأم، تجد أنه يريد أن يعلمه رياضة معينة قبل أن يعلمه أساسيات دينه، أرى أن الأولويات متغيرة بهذا العصر بشكل مخيف.
لعل من أبرز المشاكل يا علي التي جاءت نتيجة التغيرات الاجتماعية والثقافية التي شهدناها في السنوات الأخيرة، والتي أدت إلى زيادة الضغوطات النفسية والتوترات المستمرة في الحياة اليومية. وهذا بالتأكيد يؤثر بشكل كبير على التواصل والتفاعل بين أفراد الأسرة.
أيضا قد نجد العديد من الأسر المعاصرة التي تواجه العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، مثل البطالة، الفقر، وقلة الدخل، والتي تؤثر بشكل كبير على حياة الأسرة وعلى استقرارها. وربما تؤدي إلى ارتفاع معدلات الطلاق والانفصال بين أفراد الأسرة، وهو ما يعرض حياة الأطفال للخطر ويؤثر على مستقبلهم ومستقبل الأسرة بأكملها.
ناهيك عن ذكر مشاكل في التربية والتعليم، حيث يواجه الأطفال تحديات كبيرة في الحصول على التعليم الجيد والمناسب لمرحلتهم العمرية، في ظل انشغال الأباء باستمرار اما في العمل أو ادمانهم على مواقع التواصل الإجتماعي وهو ما يؤثر على مستقبلهم ومستقبل الأسرة بأكملها.
ما هي مشكلات الأسرة المعاصرة في عالمنا العربي؟
غياب الوعي بالدور المنوط بكل فرد من أفرادها، وأخص بالذكر دور الأبوين ابتداءً، الأب يظن أن دوره متمثل في الكفاية المادية والأم تظن أن الطهي والترتيب هو كل شيء، وبين هذا وذاك يضيع نشء كامل، لا يُلتفت لمشاعرهم ولا مواهبهم ولا مهاراتهم ولا رغباتهم، ثم بعد ذلك يقع اللوم على الأبناء أنهم غير متحملين للمسؤولية وغير مقدرين للأوضاع، طيب أين يمكن أن يكتسبوا هذه المهارات إذا لم يعلمهم إياها الآباء؟
وبأي وجه حق يرى الأب والأم أن الصراخ والعنف حل مطروح لمواجهة طارئ ما؟
خلاصة القول أرى أن أكبر المشكلات غياب الوعي والتأهيل.
إنها من المرّات النادرة التي أرى أن اللوم فيها يتوجه للأجيال الأقدم. وأنا أوافقك الرأي يا فاطمة. إن أزمتنا الأسريّة العربيّة، على عكس الأزمة الغربيّة، تتمثّل في تزمّت الأجيال السابقة، وعدم رغبتها في أن تتماهى مع سنّة الحياة. إن النقد من الجيل للآخر موجود في كل مكان. لكن ليس بهذا العنف الذي نعيشه في عالمنا العربي من الأجيال الأقدم إلى الأجيال الجديدة.
في العالم العربي، هناك عدد من المشكلات التي تواجهها الأسرة المعاصرة. من بين هذه المشكلات انتشار الطلاق وانفصال الأزواج وأنا نفسي مررت بتجربة طلاق أبي وأمي مرتين.
وأيضاً التحديات المالية إذ تعاني بعض الأسر من صعوبات مالية نتيجة لارتفاع التكاليف المعيشية وصعوبة الحصول على فرص عمل مناسبة، مما يؤثر على استقرار الأسرة ورفاهيتها.
وقد يكون غريبا ما سأقوله الآن لكن أيضا التواصل والتكنولوجيا والاعتماد المفرط على وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا أثر سلبا على التواصل العائلي والتفاعل الشخصي بين أفراد الأسرة.
والجهل بالعلوم التربوية إذ تواجه الأسرة تحديات في تربية الأطفال وتعزيز القيم والأخلاق في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية السريعة.
ويأتي العنف الأسري وسوء المعاملة، وهذا يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للأفراد ويهدد استقرار الأسرة.
التعليقات