أحياناً أجد نفسي أناقش أشخاص بوجهات نظر مختلفة حول مواضيع في غاية الأهمية، وأثناء النقاش ألاحظ بعض الأشخاص ممن يحاولون تغيير آراء غيرهم بالكامل وليس مجرد مناقشتها، رغم أن الهدف من النقاش هو الوصول إلى أرضية مشتركة تمكّننا من احترام بعضنا البعض دون التنازل عن مبادئنا الأساسية، وبالطبع ينتج عن ذلك الكثير من الخلافات والمشاحنات، برأيكم كيف يمكننا بناء حوار مفتوح وفعّال يحترم جميع وجهات النظر دون أن تحدث صدامات في النقاشات؟
"وجهات النظر المختلفة" كيف نصل إلى أرضية مشتركة في النقاش دون التنازل عن المبادئ؟
الصراحة، أعتقد أن أكبر مشكلة في النقاشات هي أن الناس يدخلون فيها بنيّة "الفوز" بدلًا من "الفهم". يعني، بدلا من أن يكون هدفهم فهم الطرف الآخر، هم يركزون على إثبات صحة وجهة نظرهم. وهذه النقطة تفسد أي حوار. إذا دخلت النقاش وفي بالك هدف واحد وهو إقناع الطرف الآخر، فأنت في الحقيقة لا تسمعه، بل تفكر في ردود جاهزة تفحمه بها وحسب
صحيح معظم النقاشات أصبحت بهذا الشكل للأسف والحل الأمثل لهذه المشكلة برأيي هو طرح أسئلة هدفها التوضيح بدلاً من مجرد التحدي، أي يعترف كل فرد بالنقاط المشتركة بينه وبين من يحاوره، فلا بد أن تكون هناك نقطة اتفاق ولو صغيرة جداً للوصول إلى نتيجة بناءة وتبادل الأفكار التي تفيد الطرفين دون وجود صراعات لإثبات الذات دون الالتفات للآراء الأخرى.
نعم لقد طرحت موضوع مثير للأهتمام ومشكلة نعاني منها كثيراً في حياتنا اليومية أو حتى هنا في بعض الأحيان على منصة حسوب ، وأنا أرى أن الاستماع الفعّال أو القراءة المتأنية للردود هو أساس أي حوار ناجح. يجب أن نسمع المتحدث الآخر أو نقرأ ما يكتبه بحرص واهتمام، مع التركيز على فهم وجهة نظره بدلاً من التخطيط لردنا. يؤدي الاستماع الجيد إلى فهم أعمق لآراء الطرف الآخر ، مما يساعد في تجنب سوء الفهم وتحفيز نقاش فعال وبناء مع التركيز على الحقائق والمنطق والأدلة الموضوعية بدلاً من الاعتماد على المشاعر والتحيزات مع التركيز على زيادة المساحة المشتركة في الموضوع الذي يدور النقاش حوله .
بالضبط واضيف إلى كلامك فكرة طرح الأسئلة المفتوحة أثناء النقاش، فهي برأيي لها دور كبير في تعزيز الحوار لأنها تجعلنا نتعرف بشكل جيد على أفكار من نتحدث إليه ودوافعه الخاصة بعمق أكبر وتجعلنا نفهم الموقف جيداً لأننا ننظر إليه من مختلف الجوانب، وهذا لا يعزز النقاش فقط وإنما يجعل الطرف الآخر يشعر باهتمامنا وتتحول علاقتنا به إلى علاقة ودية يسودها الاحترام المتبادل والتعاون.
أعتقد أن المشكلة الأساسية تتمحور حول ( الشخصنة )
فحتى لو جلس شخصين من أكبر العقول في العالم، فقد يتحول الحوار إلى هجوم وصدامات فقط إذا شخصنَ أحدهم الكلام وأخذه على المحمل الشخصي.
والبشر بعادتهم لا يتقبلون الهجوم الشخصي ويبدأون في اتخاذ وسيلة ما للدفاع، وعادة ما يكون ذلك هو العلّة.
لذا فإن الحل هنا يكمن على اتفاق حقيقي بين الطرفين بأن لا يأخذهم اي منهم كلام الآخر على محمل شخصي، وأنهما هنا ليناقشوا أفكارهم بشكل موضوعي تماما.
هذه الآلية لا يمكن أن نسميها نقاش لكنها صراع بين طرفين يقاتل كلاً منهما لينتصر لرأيه، وعن نفسي أرفض البحث عن أرضية مشتركة وأرى أنها أول خطوة في التنازل عن حقي في عرض وجهة نظري في موضع النقاش، والسبيل الوحيد ليكون النقاش موضوعي هو أن نواجه الرأي بالرأي والحجة بالحجة، ولا نتعصب فربما رأي من اناقشه هو الصائب فلو تعصبت لما أقوله أنا أكون بذلك خسرت صواب.
التعليقات