الخصخصة في القطاع الصحي، تحسين الجودة أم تحميل المواطن تكاليف إضافية

الخصخصة في أي حقل خدمي سلاح ذو حدين، فلو أنا أحصل على خدمة أفضل بمقابل مادي معقول فهي إيجابية، أما لو أحصل على جودة بسعر خرافي فهي استغلال، وبنفس المنطق لو أنا بسبب الخصخصة أصبحت أحصل على خدمة أقل من العادية من المؤسسات العامة حتى أضطر للذهاب لمؤسسات خاصة فهنا تكون الخصخصة سلبية حيث بدأت تهيمن على حاجتنا وتفرض استغلال واضح وصريح.

الخصخصة بين طياتها تحمل معانى من فشل الحكومة في الإدارة والتشغيل وانتشار الفساد وخفض الكفاءة وعدم القدرة علي التمويل وضغط إستثمارات جديدة مما يدفع الحكومة للتخصيص والبيع للقطاع الخاص هى بالفعل وسيلة لتحسين الجودة ورفع الكفاءة ولاكن من الذي سوف يتحمل تكلفة ذلك التحسين سوى المواطن !

فافي النهاية المستثمر غرضه الأساسي هو تحقيق أقصي ربح.

في الدول التي تضعف فيها المراقبة والمحاسبة، واعتبار القانون فوق الجميع، تبقى خصخصة القطاعات الحيوية، كقطاع الصحة وقطاع التعليم، ضربة قاسمة لظهر فئات المجتمع المتوسطة والمستضعفة، وإضافة أعباء تثقل كاهلهم وتزيدهم فقرا وهشاشة، في حين تعتبر دفعة قوية لأصحاب رؤوس الأموال، التي تُتاح لها الفرصة للمتاجرة في أمراض البشر، وتعميتهم بدل تعليمهم، إلا من رحم ربي.

أعتقد أن الخصخصة في القطاع الصحي قد تشكل عبئًا إضافيًا على المواطنين، خاصة الفئات ذات الدخل المحدود. الخصخصة، رغم وعودها بجودة أفضل، غالبًا ما تكون موجهة نحو الربح أكثر من خدمة المرضى. عندما يصبح تقديم الرعاية الصحية متوقفًا على قدرة المريض المالية، يفقد القطاع هدفه الأساسي، وهو خدمة الجميع.

يعتقد البعض أن الخصخصة قد تزيد من كفاءة تقديم الخدمات الصحية من خلال تقليل التكاليف الإدارية وتحفيز الابتكار في هذا القطاع، و تعزيز الجودة، من الممكن أن تساهم الخصخصة في تحسين جودة الخدمات الصحية عن طريق تقديم خدمات أفضل وفقًا لمعايير أعلى، علي الجانب الأخر قد تؤدي الخصخصة إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية، وبالتالي قد تكون عبئًا على المواطنين، خاصة الفئات الاقتصادية الضعيفة، لذا أعتقد أن قبل هذه الخطوة علينا أن نضع رقابة صرامة حتي نتأكد من انها لن تضر الناس.