أخبرنا عن مبدأ أو قاعدة تراها صالحة لتكون قاعدة أخلاقية يُهتدى بها، وكيف برأيك قد تساعد الناس عمليًا على اتخاذ القرار الأكثر أخلاقية؟
إذا كان من الممكن وضع قاعدة أخلاقية في سطر واحد تصلح لمعظم المواقف، فماذا تكون برأيك؟
احترام الآخرين، مهما اختلفت آراؤهم أو معتقداتهم، وهذا أساس لبناء أي علاقات إيجابية وللتعايش السلمي، يعني أن نتقبل الشخص كما هو، ونقدر قيمته كإنسان حتى لو لم نوافقه الرأي، هذا الاحترام يساعدنا على فهم بعضنا بشكل أفضل ويخلق بيئة مليئة بالتفاهم والتقدير، حيث يمكن للجميع العيش والتعبير عن أنفسهم بحرية وسلام، فنحن بشر بتجارب مختلفة و بمعتقدات مختلفة، وإن لم نحترم بعضنا البعض، فستنتشر الكراهية والعنصرية بيننا
احترام الآخرين له حدود وله استثناءات يا سارة. يعني إذا كانت معتقدات الآخر تؤثر عليّ سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فإن من حقي أن أرفضها وألا أحترمها كذلك. أنا غير مضطرة إلى احترام قناعات خاطئة وتعارض قناعاتي. يعني في قرارة نفسي لا أحترمها، ولكن مؤكد لن يخرج مني تصرف يؤذي الآخرين بناءًا على هذا.
ماذا يعني عدم الاحترام عمليًا إذا كان لن يخرج منكِ تصرف يؤذيه؟
هل هو شيء في النفس فقط، لكن إن كان زميلًا تتعاملين معه جيدًا مثل بقية الزملاء غير المقربين، أم ينال بعض من التهميش على الأقل؟
لكن قد يكون في التهميش إهانة له، وهي أذية أيضًا!
لا أدرى فعلًا.
هناك فرق بين الاحترام والتقبل، يمكنني ألا أتقبل أفكار أو معتقدات شخص ما لكني في ذات الوقت أحترمها، ولا يوجد دين أو قيم إنسانية حقيقية تشجع على الإساءة وعدم احترام الآخرين سوى الأفكار المتطرفة، لذا تكمن المشكلة في كيفية توقع الاحترام والاستماع من الطرف الآخر بينما أنا نفسي لا أحترمه ولا أقبل النقاش معه، لكن إذا كان الطرف الآخر يؤذيني أو يسيء إلي، فمن حقي أن أتحدث معه بعقلانية وأعارضه، وعدم احترامه لي قد يكون سبباً في عدم احترامي له لذا تبدأ المشكلة من غياب الاحترام منذ البداية، وفي هذه الحالة من المهم محاولة إصلاح هذه الفجوة بيننا
لا يمكن تعميم ذلك، هناك بعض الأفكار التي لا يمكننا احترامها أو تقبلها ولا تتوافق مع تعاليم الأديان والأخلاق الكريمة، أنا معك في أهمية احترام الرأي والرأي الآخر، ولكن في حالة تجاوز الرأي حدود الأدب والأخلاق بحجة الحرية الشخصية فلا أرى أنه يجب احترام صاحب هذا النوع من الآراء غير الأخلاقية.
دعيني أوضح الأمر بمثال:
سارة تختلف في الرأي مع بسمة، ولكن أسلوب سارة قاسي ولا يحترم بسمة، فهنا من الطبيعي أن تنسحب بسمة ولا تحترم سارة أيضاً، أما لو كانت سارة من البداية تعاملت بأسلوب لائق واحترمت آراء بسمة، لكان بإمكان بسمة أن تبادلها الاحترام ايضاً بغض النظر عن اختلاف الآراء، لذا تكمن المشكلة في غياب الاحترام منذ البداية، أم لديكِ رأي آخر؟
اختلاف الآراء والمعتقدات أو حتى التعاليم الدينية أمر طبيعي، فالعالم مليء بتنوع المعتقدات والأديان، والاختلاف هو جزء من طبيعة الإنسان، وأنت حر في أن تتقبل تلك الاختلافات أو لا، ولكن يجب علينا احترامها لتجنب خلق الكراهية بيننا، برأيك لماذا تحدث كل الأفعال العنيفة والفوضى التي تنشأ من الكراهية والعنصرية؟ بسبب عدم الآحترام بالتأكيد
القناعة، أصبحنا نفتقر إلى ذلك الخلقُ النبيل فلا نرضى بما في أيدينا وننظر دائمًا إلى رزق غيرنا، أعتقد أنه إذا انتشرت القناعة ستختفي الكثير من الصفات السيئة كالحقد والحسد والكراهية والطمع، وستمتلئ القلوب بالسعادة والطمأنينة، فلا بد أن يدرك كل فرد أن رزقه لن يفوته لأن الله سبحانه وتعالى قد قسم الأرزاق بين الناس بما فيه الخير للجميع.
هذه ليست قاعدة تصلح لمعظم المواقف.
ربما استمع أولًا تصلح للتعبير عما أتوقعه من مقصدك، لكن اصمت!، فإذًا لن ترد على أحد أو تتكلم في معظم المواقف!
التعليقات