ما هو رأيك في تحقيق التكافؤ بين الجنسين ؟ .
كيف ترى حالة المجتمعات إذا تحقق التكافؤ بين الجنسين في كل شيء، بما في ذلك الميراث
قد تم ذلك بالفعل في مجتمعات الدول الغربية، وبذلك نلاحظ تطور وتفوق اقتصادي كبير كما أن تلك الدول لها ريادة عالمية في تصنيفات الحداثة والتقدم على المستوى الاقتصادي طبعا، لكن لننظر للناحية الأخرى وهو الجانب الإجتماعي من حيث الروابط الأسرية والتكافل الاجتماعي ومستوى الأخلاق والقيم والمبادئ، نجد بأن بخروج المرأة من مكانها الطبيعي وهو التربية وبناء الجيل، وقعت هناك اختلالات في منظومة الأسرة، تأثير كبير على مدى متانة الروابط العائلة والاجتماعية بصفة عامة.
على العكس فلا تغرك المظاهر السطحية فقط و عند الإختلاط بهم ستجدين أن أساساهم مهدم، خصوصا داخل العائلات، فلا أحد يهتم للآخر و هذا بسبب المساواة التي عندهم بحيث كل شخص يعيش حياته كما يريد و لا يوجد من يراقب الأولاد في صغرهم أو حتى عندما يكبرون.
أرى أن تعليقك شهاب يتفق مع تعليق وفاء بالفعل، فهي أيضا ترى وقوع اختلالات في منظومة الأسرة، وأنت شرحت ذلك بتعليقك، وأنا بدوري أوافقكما الرأي.
فلو قلنا مثلًا أن مظهر من مظاهر هذا التكافؤ هو عمل الزوج والزوجة، سيكون الكل لبعضهم الند بالند. لن يشعر أحد بفضل الآخر عليه، لأن الكل سيقول أنا أعمل وأكسب المال فأنا صاحب فضلي على نفسي. ستتخلى الأم عن التربية لأن لا وقت لديها، وستطلب ذلك من الأب، لأنها تعمل كما يعمل هو. بالأحرى ستشيع ظاهرة "لست ملزم، لست ملزمة" والتي هي كارثة حلت على المجتمع العربي.
فلو قلنا مثلًا أن مظهر من مظاهر هذا التكافؤ هو عمل الزوج والزوجة، سيكون الكل لبعضهم الند بالند. لن يشعر أحد بفضل الآخر عليه.
هذا لا علاقة له أبدا بعمل المرأة! من قال أن المرأة تعمل حتى تكون ندا للرجل وتتخلى عن مسؤولية بيتها؟!
المرأة وإن كانت تعمل فمن ضمن مسؤولياتها الأساسية وواجباتها هو رعاية بيتها، والرجل كذلك وهذه هي النقطة محل الخلاف، الرجل هو أيضا عليه رعاية البيت والأطفال مع زوجته، فعمله لا يرفع على كاهله هذه المسؤولية، وهكذا نطبق التكافؤ الصحيح، كلا الطرفين يعملان ويهتمان بالبيت والأطفال.
المرأة وإن كانت تعمل فمن ضمن مسؤولياتها الأساسية وواجباتها هو رعاية بيتها
جميل جدًا. نحن متفقتان في هذا. هذا موضوع كبير للنقاش. أنا ذكرت العمل كمثال على نقطة التكافؤ لأنه دائمًا ما يتم الزج به في هذا الموضوع المتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة، وكأن المرأة لا تعمل. من قال إن عملها داخل المنزل لم يكن عملًا؟
المرأة بدلًا من أن تطالب بأن يتم احترامها وتعديل النظرة المحتقرة المُوجهة لعملها في المنزل، تخلت عن المنزل ونزلت إلى ساحة المعركة خارج المنزل مع الرجل وصممت أن تبارزه. أشعر أنه كان من الأولى الاعتراف أولًا بأن المنزل هو واجبها -كما قلتِ- ودعوة الرجل إلى المشاركة به.
خمني ماذا؟ لو كان الأمر سار بهذه الطريقة لطلب الرجل نفسه من المرأة أصلًا أن تخرج للعمل لأنه يشعر أنه يقوم بدورين. لكننا قلبنا الآية. المرأة ظلمت نفسها بتهورها وانصياعها لفئة النسويات قبل أن يظلمها المجتمع أو يظلمها الرجل.
لماذا نحصر قيمة العمل بأنه محاولة للمرأة لكي تثبت أهميتها لأنها محتقرة وترى نفسها أقل من الرجل فتريد أن تثبت العكس؟ ألا يمكن ببساطة لأنها تحب العمل بمجال معين؟ ألا يمكن للمرأة أن تشعر بالشغف تجاه شيئا ما؟ عن نفسي أنا لا أعمل لكي أثبت شيئا لأحد، أنا أعمل لأنني أحب عملي. وهناك نساء لا تفضل العمل وتريد أن تكتفي ببيتها فقط، وهذا شيء مقدر ولها كامل الحرية فيه، ولا ينتقص من قيمتها في شيء، فهي تريد التفرغ لأسرتها وجعل الأولوية لهم، ربما لا تشعر بالشغف تجاه العمل عموما أو لأنها لا تشعر أنها قادرة على الجمع بين الاثنين، وفي كلا الحالتين هذا لا يقلل منها ولا يجعلها موضع للاحتقار.
لماذا نحصر قيمة العمل بأنه محاولة للمرأة لكي تثبت أهميتها لأنها محتقرة وترى نفسها أقل من الرجل فتريد أن تثبت العكس؟
اعترفي رنا :) لماذا خرجت المرأة للعمل إلا لذلك؟ بالبداية خرجت عندًا في الرجل، ثم بعد ذلك بدأت ترفع شعار أحب ولا أحب وركنت الرجل جانبًا بعد أن ثبتت أقدامها. هذا ما حدث، وليس رأي.
إذا كان هذا الدافع الذي حملته بعض النساء فلا يمكن تعميمه على الكل لنعتبره حقيقة مسلم بها! هل سميرة موسى مثلا كانت ترغب في دخول كلية العلوم وحققت ما حققته من إنجازات فقط عندا في الرجال! مع العلم أنها نشأت في بيئة دعمتها وعززتها كإمرأة فلم تشعر بأي شعور اضطهادي يجبرها على ذلك! إذا كان الأمر كله يتمحور حول العناد فهذا سبب سطحي للغاية كان سينهار بمجرد خوض التجارب الصعبة في الدراسة والعمل.
لا يمكننا قياس مثال سميرة موسى أو أي امرأة أخرى مقابل التسلسل الزمني للأحداث وتغير الفكر. مقارنة غير متكافئة. كل ما بالموضوع أنّ هناك نساء سبقن سميرة موسى مهدن لها الطريق وفتحن لها الباب بهذا الدافع الذي هو التحرر من سي السيد والمساواة به. هنّ (الأوليات) خرجن بهذا الدافع، ثم جاءت سميرة موسى ومثيلاتها لتخرجن بدافع أكثر اتزانًا وأقل سطحية.
رأيي معارض تماما لمفهوم التكافؤ الذي هو قرين للمساواة، وهو شعار يرفعونه للدلالة على أن الإسلام لا يحقق المساواة بين الرجل والمرأة وهو الذي أخرجها من الظلمات إلى النور وأعطاها حقوقا كما لها واجبات، وأكرمها.
بالنسبة لي فإن تحقيق العدل بين الجنسين هو الشيء المطلوب والذي يحققه الاسلام فالانصاف حق مشروع للرجل والمرأة، أما المساواة التي ينادون بها فهو ليس بالعدل في أي شيء.
أتفق معك، لا يمكن أن نفرض المساواة التامة بين طبيعتين مختلفتين، ولكن ما نحتاج لتقديمه هو تطبيق العدل بينهما واحترام رغبة كل طرف من بينهما، وعلى سبيل المثال فبعض الآراء تدعو إلى فرض التجنيد الإجباري على النساء في الوطن العربي على أساس أنه عقاب لدعوات المساواة بين الطرفين، والغريب أن هؤلاء الأشخاص لا يفهمون أبدا مفهوم المساواة المطلوب والذي لا يدعو للتساوي أو التطابق التام في الواجبات والحقوق، ولكن بأن تحصل النساء على فرص متساوية فيما لها حق فيه، فطالما من حق المرأة أن تعمل فهي تريد فقط أن يكون لها فرص متساوية للحصول على وظيفة مثلها مثل زميلها طالما أن كلا الطرفين اجتهدا وبذلا أقصى ما عندهما وهذا عدل وليس مساواة.
لا يمكننا تحقيق تكافؤ بين الجنسين تسري إيجابياته وحسناته على الجنسين وبالتالي على المجتمع ككل، قبلما إحداث ثورة شاملة على كثير من المفاهيم المجتمعية المغلوطة، وغربلة العادات التقاليد ليبقى منها الصالح لأوضاعنا الحالية، والإمعان في تغيير العقليات لتستوعب أن الجنسين خلقا ليتكاملا، وأن مصلحتهما واحدة وقضيتهما واحدة. فليتحدا ضد الجهل، ضد التخلف، ضد الفقر والأمراض.
لهذا، وجب قطع الطريق على كل متنطع يهدف إلى تحقيق مساوات شكلانية موغيلة في الاستعلاء غارقة في أنانية مخجلة، وعلى كل رجعي يبتغي اختزال دور المرأة في الإنجاب وجعل كل دنياها بَيتها متناسيا أن الأم مدرسة إن أعددتها×× أعددت شعبا طيب الأعراق.
المجتمع رجال ونساء لايمكنه أن يتقدم خطوة واحدة ونصفه مشلول.
أنا مع إعطاء كل ذي حق حقه كل واحد يأخذ ما يعطيه له أبوه و أمه و عائلته حسب شرع الله و مع ذلك فإن الرزق الذي يمتلكه الأب و الأم لهما حق التصرف فيه و توزيعه حسب نظرتهما و حسب مرجعيتهما الشرعية أما إذا لم يتوزع و بقي معلقا بعد وفاتهما فالميراث يفصل فيه قاضي بالعدل موثوق و نزيه يقسم الميراث بالعدل و بما يرضي الجنسين معا ..
فالميراث يفصل فيه قاضي بالعدل موثوق و نزيه يقسم الميراث بالعدل و بما يرضي الجنسين معا ..
تقصد وفقا للقانون المطبق في كل دولة، وغالبية الدول الإسلامية تطبق حكم تقسيم المراث حسب الشرع، والشرع الاسلام وضع تفاوتات في التقسيم بين الجنسين أولا لحكم من الله لم يدع للبشر مكان للاجتهاد فيه، ولأنه يقسم المراث لاعتبارات اجتماعية واقتصادية تناسب وضعية كل منهما.
نعم يتم ذلك وفقا لشرع الله و وفقا لتقدير القانون المعمول به ، و هناك نقطة مهمة أردت الإشارة إليها و هي أن الميراث لا علاقة له بالتكافؤ و المساواة بين الجنسين ، حتى لو كان ميراث الرجل أكثر هذا لا يعني بتاتا أن المرأة أقل مرتبة من الرجل كما يحاول بعض شياطين الإنس ترويجه بل يعني أن الرجل أحوج من المرأة خاصة في ميراث الأرض ..
أنا أوافقك على أنه يجب إعطاء كل فرد حقه المشروع في الميراث وفقًا للشرع الإسلامي. وفي حالة عدم توزيع الميراث خلال حياة الأب والأم، يتدخل القاضي لتوزيعه بطريقة عادلة ومنصفة وفقًا للأحكام الشرعية.
وفيما يتعلق بوجهة نظرك بأن القاضي يجب أن يكون "موثوقًا ونزيهًا"، فهذا يعكس الأمل المشروع في نزاهة القضاة وتطبيق العدل. ومع ذلك، يجب أن نعترف بأنه قد يوجد استثناءات وحالات من الفساد أو التحيز في أي نظام قضائي، وذلك يتطلب تحسين وضمانات للحفاظ على نزاهة وموثوقية القضاء اذن لماد نسند الحكم الى القاضي و الله قال في كتابه الحكيم ''إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ''
التعليقات