سارقي الحياة كثر ومتنوعين، قد يكون الكسل للبعض، وقد يكون الجشع للآخرين، ربما الخوف للأغلبية، القلق، الأنانية، الحسد.الخ .
بالنسبة لي التسويف هو سارق الحياة وهو عقبتي التي أحارب يوميا لمحاولة التخلص منها.
من هو سارق الحياة والأحلام حسب منظورك الخاص؟
قد أقول شيئاً غريباً في هذا الباب ولكن بالنسبة لي الأمر هنا هو بكل تأكيد كل الأمور الإيجابية المفرطة بإيجابيتها، أي من مثل المتعة والثراء والرخاء والمال الوفير وغيرها من هذه الأمور، برأيي هذه الراحة هي ما تسرق الحياة الحقيقية، كلّما زادت قدرة الإنسان على إسعاد نفسه وزاد الوقت الذي لديه الذي يمكنه أن ينفقه في مسألة إسعاد أو إمتاع النفس كلّما انشغل برأيي عن الحياة بشكل أكيد، أي أنّ الكسل مثلاً لا يمكن اعتباره أبداً نتيجة تشغل عن الحياة، بل هو نتيجة أصلاً لرخاء أصاب الإنسان، بحسب زعمي بأنّ ما مضى من الأزمان السابقة وكلّما كنّا قادرين على الغوص أكثر في التاريخ كلّما قلّت مستويات الكسل المعطّلة عن الحياة والمشغلة عنها، وأننا في هذا العصر قد نجد حرفياً أكثر المناطق كسلاً هي أكثر المناطق رخاءً لا تقدّماً، بالعموم زيادة القدرة تورث هذا الكسل، ولذلك أن يكون لدى الإنسان فائض غير طبيعي عن حاجته سيفقد فوراً بعد ذلك اهتمامه بصناعة أي فرق لإنه صنعه قبلاً أصلاً وبما أنه سيفقد حافز العمل والانتاج والتشبيك مع الناس المهمّين في الحياة سوف يفقد تجارب الحياة الحقيقية وبالتالي سينشغل عن الحياة الحقيقية ويغوص بملذاتها التي هي قشرة من مليون قشرة علينا كشطها يومياً.
الكسل هو عدوي الأول أحيانا أرغب في الجلوس وعدم الحركة لساعات أو تضيع ساعات من اليوم وأنا أقوم بشيء تافه او اتصفح صفحة الفيسبوك الخاصة بي ولكني أحاول تنظيم وقتي وأنجح في بعض الأيام خصوصا عندما اتمكن من قراءة رواية بدأت فيها
أيضا مثل سارة لدي خوف وقلق من المستقبل وأتخيل أشياء سيئة غالبا لا تحدث لكن التفكير فيه يستنزفني ولا أستطيع التوقف
الكسل هو عدوي الأول
انا ايضا كنت اظن اني كسولة بسبب تباطئ انتاجيتي من وقت لاخر ، لكن بعد تأمل في نفسي وقراءة الكثير عن الموضوع اتضح لي ان الكسل ليس الا عرض لمشكلة اكبر او مشاكل اخرى ... ويمكن تغييره او التغلب عليه فور اختفاء المشكل الاساسي، السر كله في عمل ما نحب أو ما نميل له، أو ما نشعر اتجاهه بالفضول، عند غياب هذه الأسباب نميل اتوماتكييا للكسل وهذا يزيد او ينقص بحسب الحالة النفسية للشخص .
لو كنت مطالبة فعلاً بالقيام بالفعل لدافع حياة أو موت، أو نجاة كما كان يفعل زمان الإنسان القديم لما قمت بذلك الكسل ولا التصفّح الطويل في يومك، برأيي هذه المشكلة تنتج بالتعامل مع هذا العصر الذي يتيح لنا ترفيه وقدرة كبشر لم تتاح لأسلافنا نهائياً، قدرة تمكننا فعلاً من الاسترخاء والتمتّع بأوقاتنا دون أن نقيم وزناً للساعة المقبلة، يمكننا أكل لحم دون اصطياده وغذاء دون زراعته وسكن دون حمايته.
، برأيي هذه المشكلة تنتج بالتعامل مع هذا العصر الذي يتيح لنا ترفيه وقدرة كبشر لم تتاح لأسلافنا نهائياً، قدرة تمكننا فعلاً من الاسترخاء والتمتّع بأوقاتنا دون أن نقيم وزناً للساعة المقبلة
من المفارقات المثيرة للضحك يا ضياء هي توجه العالم اليوم نحو تجميل مالا يمكن تجميلهوتسهيل مالا يمكن تسهيله وحب ما يمكن محبته بأي حال، كأنما يتم دفعنا نحو الجنون المؤكد بأربطة من حرير نحو هاوية لا نعرف منتهاها إلى اين.
اليوم تتجه كل كتب التطوير الذاتي وتمنية الذات والانتاجية الى فكرة كيف تعمل بطريقة اللعب؟ وكيف تدرس عن طريق الألعاب؟ وكيف تحب عملك رغم كرهك له؟......... امور في غاية السذاجة والتسطيح وبيع الوهم للناس بشكل فج لا يزيد الناس الا غباوة وتعاسة، فالعاقل يعلم أن هناك شق كبير من العمل لا يحتاج إلى حب بل الى انضباطـ وشق كبير من العلم لا يحتاج الى لعب وفرح بل الى تركيز وربما ألم كاف للنجاح.......اليوم يريد الجميع ان يعطيك وصفة للهروب من الألم دون أن يعلم أن بدون ألم لا توجد حياة، ولا معنى للعيش أصلا دون ألم ودون تعب ودون ملل، لأن هذه هي المشاعر التي تصنعنا حقيقة.
سارق الحياة بالنسبة لي هو الخوف، القلق من المستقبل. يرعبني في الحياة عدم وجود ضمانات أبدا لأي شيء فأخاف من خطواتي المترددة أن تكون في غير محلها. أخاف أن أبذل جهدا في أمر لن يستمر فأكون ضيعت نفسي. أخاف لدرجة أني أتسمر مكاني أحيانا ولا آخذ خطوات وأبقى مكاني.
خاف أن أبذل جهدا في أمر لن يستمر فأكون ضيعت نفسي. أخاف لدرجة أني أتسمر مكاني أحيانا ولا آخذ خطوات وأبقى مكاني.
لن احاول ان العب دور المرشد النفسي والموجه الروحي لك سارة، لكن عليك ان تفكري في أن ما تندمين عليه فعلا هو مالم تفعليه وليس ما فعلته، وأن مهما كان العمل الذي قمت به غير مجدي ومضيع للوقت، فإنه مفيد بشكل ما ولم يضع تماما، وستجدين آثاره في أشياء ومواقف مستقبلية في حياتك، لذلك لا تحبسي نفسك عن القيام بأي شيء خوفا من اضاعة الوقت فيه، لان مسألة اضعة الوقت ترجع لشخصيتك، فيمكن أن تكوني شخص ذكي يستطيع ان يحول اي تجربة فاشلة ووقت ضايع الى درس ، أو ان تكوني شخص يخوض اعظم التجارب لكنه لا يخرج منها بأي فائدة ويتركها تذهب سدا.... لاشيء في الحياة يأتي الا ويعلمك اذا اردت ان تتعلمي طبعا.
أتفق معك تماما، ما أعمل عليه الآن هو التركيز على حاضري وأن يكون غنيا بالتجارب مهما انتهى بها المطاف فإني سأتعلم منها أفضل من التسمر مكاني منتظرة معجزة ما لتحركني وتخلصني من قلقي.
كل التوفيق لك يا سارة .
لذي فضول لمعرفة شيء من التجارب التي تنوين الخوض فيها أو التي تتمنين خوضها يوما ما على الأقل ، فهل تشاركينا شيء منها؟
بكل سرور، أنا أستثمر في حاضري بشكل كبير وأعمل لهدف كبير وهو معادلة شهادتي الجامعية والسفر للخارج، وهذه رحلة طويلة ومكلفة جدا وشاقة تستلزم العمل المستمر أكثر من الذكاء. لذلك أخصص وقتا يوميا للدراسة بجانب عملي حتى أصل لذلك الهدف. أريد أن أنطلق في رحلتي لاستكشاف العالم من حولي، لأتعرض لأكبر عدد من الثقافات والمجتمعات وأنفتح عليهم. لذلك أعمل ما بوسعي في الحاضر حتى أتمكن من تحقيق هذا الهدف.
القلق بالنسبة لي فهو المؤثر الأكبر على حياتي، تأثرت به منذ الصغر وكبر معي فأصبح جزء أو عادة مني أن أقلق قبل خوض أي شيء جديد أو مهم، كان عائق أمامي كثيرا عندما لم أعلم كيفية التعامل معه، ففي البداية وعندما كان يتمكن مني كانت أتهرب من مواجهة ما يقلقني واقوم بالابتعاد جانبا وهكذا في ظني قد تخلصت من مصدر الازعاج الكبير، ولكن عندما أدركت أن القلق لم يعد مرتبط بموقف بل أصبح أسلوب حياة ووجدت كيف يبعدني عن خوض تجارب جديدة وانتهاز فرص جيدة، تركته داخلي فقط لا يؤثر على أفعالي، فمهما بلغ قلقي أو تخوفي من أي تجربة سأقوم بخوضها طالما ألتمس فيها التأثير الجيد على حياتي، وبالطبع هذا حدث بالتدريج وبالتجريب في الأشياء الصغيرة ثم الكبيرة.
الأشخاص من حولي والطاقة التي يبثوها لي هي سارق الأحلام، كثيرا من نجد أشخاص مقربون منا يؤثرون علينا سلبا ممكن بكلمة، بنظرة، واحيان أخرى بسؤال، كمية الإحباط والطاقة السلبية اللامتناهي يخطف احلامنا بل احيانا نجد أننا فقدنا الشغف
الأشخاص من حولي والطاقة التي يبثوها لي هي سارق الأحلام، كثيرا من نجد أشخاص مقربون منا يؤثرون علينا سلبا ممكن بكلمة،
هذا حقيقي ودقيق جدا ..اشكرك على طرحه.
اكثر من يمتص طاقتنا وقدرتنا على الحياة هم من نكن لهم الود فعليا، فنحن اما غارقون في حبهم والهرولة وراء اسعادهم وكسب ودهم فننغمس فيهم اكثر مما ننغمس في انفسنا وفي الحياة، أو أننا نلقى منهم ما يتعبنا ويؤذينا فنعيش حت رحمة سلبياتهم التي تمص ايامنا مصا.
التعليقات