من الأسئلة التي تشغل بالي دائمًا، وخاصة حينما أجد نفسي أماطل في بعض الأوقات، هل السبب الخوف من الفشل؟ المثالية المفرطة؟ الاعتقاد بأني سأنهي كل شيء في مدة قصيرة؟ ولكن المماطلة ليست إلا إلهاء فالمشاعر السلبية المتربطة بها لا تنتهي إلا إذا قمت بالمهمة المطلوبة.
ما رأيكوا بخصوص موضوع المماطلة كونه شائع جدًا؟ وما الاستراتيجيات المفضلة لكم في التخلص من هذه المرحلة؟
أو ما تبادر غلى ذهني المقولة المحفوظة في عقولنا جميعا " لا تأجل عمل اليوم إلى الغد" ورغم ذلك نبعدها عن عقلنا ونحاول أن نوهم أنفسنا بأننا غدا سنقوم بعمل اليوم والغد وبعد غد وهذا لأننا ننتظر الوقت المناسب وبالفعل حسب أغلب كلام علماء النفس المماطلة أو التسويف هي عملية دفاعية بسبب الخوف من الفشل ولأن نظامنا السلوكي يعمل على المكافأة والعقاب وجهازنا الإدراكي يفرز هرمونات تجعلنا أكثر سعادة حينما ننتهي من مهمة ما ولو كانت بسيطة فبسبب خوفنا على الحفاظ على هذا الشعور نذهب للتسويف خوقا من فقدان هذا الشعور بالسعادة وأننا لن نكون بكفاءة كافية لانهاء المهام المطلوبة.
وما الاستراتيجيات المفضلة لكم في التخلص من هذه المرحلة؟
أولا: قبل البدء بأي مهمة أجلس وفكر بها جيدا لتكون ملم بجميع نواحيها
ثانيا: قسم المهمة المطلوبة إلى أجزاء فمثلا البحث عن المصارد وثم تخصيص وقت لقراءة كل مصدر ومن ثم الوقت المخصص للتنفيذ.
ثالثا: حدد وقت للبدء بالمهمة ووقت الانتهاء منها مما يحفزك على تنفيذ المهمة في وقت محدد.
رابعا: تحديد وقت للمهام الجانبية وعدم الانخراط بأي مهمة جانبية إلا في وقتها المخصص.
خامسا: لا تجعل نفسك داخل ضغط فأنت بالفعل حددت كل أوقاتك للتركيز على المهام سواء الجانبية أو الأساسية فلا تختلق ضغط خاص غير موجود.
صراحة أتبع هذه الاستراتيجية قبل البدء بأي مهمة لأحصل على نتائج جيدة وأيضا أحافظ على نفسي من الضغط الغير مبرر.
جهازنا الإدراكي يفرز هرمونات تجعلنا أكثر سعادة حينما ننتهي من مهمة ما ولو كانت بسيطة فبسبب خوفنا على الحفاظ على هذا الشعور نذهب للتسويف خوقا من فقدان هذا الشعور بالسعادة وأننا لن نكون بكفاءة كافية لانهاء المهام المطلوبة.
أشكرك على هذه العبارة تحديدًا، فالبفعل أحيانًا أجد أن خوفي هو من انتهاء هذا الشعور بأجد نفسي أماطل حتى أحافظ على انجاز صغير كل يوم يسعدني، وهو بالطبع أمر خاطىء لأن الخوف اصلًا جزء من المماطلة، لأنني بغد أن أنتهي من عملي أجدني أقول لماذا أجلته كل ذلك الوقت، لكان الأفضل إتمامه في وقت اقصر.
أتفق معك في الاستراتيجية التي وضعتها وهي بالفعل ما اقوم به، ولكن لدي سؤال آخر، في بعض الأحيان نجد أنفسنا نشعر بالعجز تجاه المهمة المطلوبة حتى بعد تقسيمها لمهمات أصغر، فهل تعتقد أن الأمر عائد للحالة النفسية في هذا الوقت، أم أن ذلك أسلوب للماطلة فقط لا غير؟
فهل تعتقد أن الأمر عائد للحالة النفسية في هذا الوقت، أم أن ذلك أسلوب للماطلة فقط لا غير؟
ربما تكون الحالة النفسية في هذه الحالة تؤثر بشكل كبير وعندما أصاب بمثل هذه الأمور يمكنني أن أذهب لمشاهدة فيلم ويكون فكاهي لكي أستعيد نشاطي بشكل بسيط.
المماطلة هي مرادف للهروب
افضل الطرق هي المواجهة مع النفس ومصارحة نفسي بالحقيقة
مع تحديد الاولويات من الاهم ثم المهم وهكذا ووضع جدول زمني محدد يضعة الشخص بنفسة واذا كانت المهمة كبيرة يتم تقسيمها الى مهمات أصغر ومنفصلة يسهل البدء بها وتعطي شعور ايجابي في التقدم
حسنًا اتفق مع كونها هروب، ولكن أحيانًا مع استمرار الضغط لفترات طويلة، نجد أنفسنا غير قادرين على حملها للقيام بمهمات صعبة مثلًا، فنعم تقسيمها حل سليم وبالفعل يعطي دفعة إيجابية وشعور بالإنجاز، ولكنه للأسف لا يقضي على الشعور المرهق الخاص بالمهمة، فما رأيك بخصوص هذا الأمر؟
بالتأكيد شعور مرهق ولكن ماذا بعد انجازة ؟ اذا نظرنا من زاوية واحده بأن كل مهمة لنا مرهقة سيتسرب اليأس لنا من اضيق الاشياء ، فلنعتبرها تحدي وكأنها المرة الاولى لنا بالتأكيد عند تكرار المهمات سنجد حلا اسهل وأيسر لنا لانه بدون اكتساب الخبرات من المهمات لن نتعلم شيئا
أعتقد أنني أعاني من نفس المشكلة (رغم أنني لا أعترف أغلب الوقت بذلك) ولكن أعمل على محاولة أكتشاف حلول لها وقد توصلت لإجابة أظن أنها جيدة لنبدأ منها بالنسبة لاستراتيجيات التخلص من المماطلة، فأعتقد أنها تعتمد على السبب الأساسي للمماطلة. على سبيل المثال، إذا كنتي تعاني من الخوف من الفشل، فقد يساعدك تحديد أهداف واقعية وقابلة للتحقيق، بالإضافة إلى تقسيم المهمة إلى خطوات أصغر قابلة للإنجاز في وقت زمني محدد (ألتزم به وأكافئ نفسي عليه مع كل مهمة يتم إنجازها ولو بشكل بسيط مثل قطعة حلوى ). وإذا كنت تعاني من المثالية المفرطة، فقد يساعدك التركيز على الإنجاز وليس على الكمال.. وبمرور الوقت ستصلي للمرحلة التي تري فيها إن الإنجاز في أغلب الأحيان يكون أهم من المثالية
أتفق معك صديقي حمادة، نعم المثالية مرهقة وبالفعل التركيز عليها فقط هو السبب الأساسي للماطلة، وأعترف أن هذه النوعية من الأفكار المسيطرة لا تنتهي فقط بوضع استراتيجيات ولكنها تحتاج إلى وقت ومجهود مستمر، وأعتقد أنني أيضًا على وفاق مع مشاعر الإحباط التي تهاجمنا في أحيان كثيرة حتى في فترات النجاح، وللأسف تكون مسؤولة عن مشاعر السلبية والركود. ولكن في رأيي الاستمرارية هي العامل الوحيد هنا للتخلص من العادات السيئة واكتساب الأفضل. من تجربتك الشخصية كيف تتعامل مع مشاعر الإحباط المفاجئة؟ هل تنكرها أم لديك أسلوب خاص في التعامل معها؟
لا أنكرها ولا أحاول التفكير كثيراً فيها
هناك بعض المشاكل صديقتي تحتاج لبعض الوقت لتختفي أو ليظهر لها حل أو لتأخذ مركزها الحقيقي من التقييم فالمشكلة عندما تظهر للوهلة الأولى تبدو عظيمة (ليس لها حلول) هذا لأن عقلنا يشله التفكير بسبب المشاعر السلبية المفرطة التي تهاجمنا مع المشكلة ، لكن عندما تقل تلك المشاعر بالتدريج يعود للعقل بعض صفاء التفكير وحرية إيجاد حلول لنجد أن المشكلة أصبحت لها حلول أبسط (حتى وإن لم تختفي المشكلة نفسها) وكم قلتي يا @ErinyNabil أن الاستمرارية هي الحل وكلما نجحتي في عدم الاستسلام لأي إحباط والتركيز على تنفيذ مهام بسيطة وصغيرة سيساعد هذا عقلك بالتدريج على إيجاد حل للمشكلة مع التخلص من كل الأفكار السلبية
فقدان الشغف و ضعف الحافز و كثرة الضغوط الخارجية
هي مؤثرات خارجية سلبية قوية تودي للمماطلة و التسويف
الحل هو التغلب عليها جميعا بأن تعرف المهم و الأهم في حياتك و انجازك لاهدافك وتحقيق لذاتك التي تبحث عنها
الاعتقاد الدائم بأن هناك وقت هو السبب الرئيسي بالمماطلة، ولعل أكبر دليل على ذلك أننا لا ننجز المهام التي تمتلك تاريخًا محددًا -مثل تسليم مشروع أو المذاكرة لاختبار- إلا حينما يقترب الموعد جدًا، فلا نملك خيار التأجيل.ا
تعدد الخيارات من أكثر الأمور التي ترهق الإنسان في حقيقة الأمر. لماذا أنجز المشروع اليوم إذا كان بإمكاني تسليمه بعد غد؟ لأستمتع اليوم بمشاهدة مسلسلي كاملًا ثم لأعطي الغد كاملًا للعمل على المشروع. الغد به ٢٤ ساعة، هل تدركين ماذا تعني ٢٤ ساعة؟
الجُمل الأخيرة تصف كيف يبرر عقلي لنفسه تورطه بالمماطلة حتى لا أنهره أو أدخله بمزاج سئ.
بالفعل رغدة، الاعتقاد بأن مازال هناك وقت ويمكننا تدارك الأمر في الوقت الأخير، عامل مهم جدًا للماطلة والتسويف، والبعض يرى أن الضغط هو بمثابة عامل محفز للمخ على الإنجاز بشكل أفضل، وهذا حقيقي ولكن للأسف نتيجته مدمره، فبعد الشعور بالضغط والاستنفاذ تجدي نفسك مرهقة كليًا غير قادرة على القيام بأي مجهود آخر، وتستمر هذه الحلقة لمرات ومرات، ولا نعلم أننا هنا نفقد قدرتنا الحقيقية على التطور والانضباط وجعل عقلنا يتعامل مع المجهود الذهني على أنه جزء طبيعي من اليوم وليس فقط أمر نقوم به تحت الضغط لساعات محددة ثم نتركه ونعود للراحة.
التعليقات