لنفترض أن الأقدار أرادت أن تجعلك تتعامل مع شخص عصبي ينفعل بسرعة بسبب أمور تافهة، سواء كان هذا الشخص مديرك في العمل أو أحد أفراد عائلتك أو زميلك في المدرسة الذي يجلس بجانبك، وتجد نفسك مضطرًا للتعامل معه، فكيف ستتعامل معه ؟
كيف تتعامل مع شخص عصبي لو كنت مجبور على التعامل معه؟
أولا سأضع في عقلي بأن الأمر ليس شخصيا تجاهي بمعنى أنني لست السبب. ثانيا سأحاول معرفة السبب من الشخص الذي أمامي ثالث سأطلب منه الهدوء لكي نحل المعضلة التي تسببت في عصبيته ومن هنا سأكتسب وده ويمكننا مع الأيام التعامل بصورة أفضل بعيدا عن العصبية. هنا أنا أتحدث عن العصبية العادية الغير مؤذية لي في تلك الحالة أنا أحاول تقديم المساعدة. أما العصبية المؤذية بحيث يقوم شخصا ما بصب غضبه كله تجاهي وافتعال المشكلات بدون سبب فسيكون لي تعامل مختلف على حسب معرفتي به فلو كان مديرا في العمل فسأطلب منه عدم التعامل معي بهذه الطريقة لأنني أيضا لدي مشاعر وأفكار وهو بذلك يقوم بتدميرها مع الوقت ولو استمر الأمر فسأتجنبه باحثا عن وظيفة آخرى لو لم تنفع معه الشكوى والطلب بعدم معاملتي هكذا، أما لو كان صديق أو قريب بأي شكل فسأفعل في كل مرة ما قلته سابقا لأني أعرفه وأعرف تصرفاته وأتقبله حتى يمكننا تقليل تلك العصبية مع مرور الوقت.
أما لو كان صديق أو قريب بأي شكل فسأفعل في كل مرة ما قلته سابقا لأني أعرفه وأعرف تصرفاته وأتقبله حتى يمكننا تقليل تلك العصبية مع مرور الوقت.
ما فهمته أنك تضع العائلة والأصدقاء كحالات إستثنائية، بمعنى لا مشكلة أنك تتقبل عصبيتهم وانفعالهم حتى ولو كان مخطئين في حقك؟
ما فهمته أنك تضع العائلة والأصدقاء كحالات إستثنائية
بالتأكيد ولنكن موضوعين فأنا أيضا مثلهم لدي من العيوب ما يتغاضون عنه سواء كان عصبية أيضا في موقف ما او تجاهل لطلب تم طلبه او حتى مساعدة في شيء ما ولم أقدم ما يكفي أو حتى الدعم فلكل منا عيوبه في العائلة والأصدقاء وبالنسبة لي هم كنزي في هذه الدنيا فلا بأس من بعض التغاضي هنا وهناك فقط لنجعل الحياة تستمر فهم عائلتي وأصدقائي.
سأجيب بناء على أنني الطرف الآخر أي الطرف الذي ينفعل لأسباب تافهة أحيانا.
الحل هو التزام الصمت في حالات الغضب مهما كان الكلام أو الفعل لا منطقيا, لأن التفسير أو التبرير لا يجدي نفعا وقد يزيد من حدة الغضب وتعقيد الأمور, هذا يعد مشكلا نفسيا, والغضب عاطفة قد تنفجر عند البعض لأسباب جسدية لا علاقة لها بما يجري ويدور بالمحيط, الفعل أو الكلام قد يكون مجرد شماعة لهذه العاطفة عند من يعانون العصبية الزائدة عن اللزوم.
التبرير والتفسير كل مرة للشخص الغاضب مرهق ومستنزف للطاقة, وقد يجد الإنسان الذي يتعامل مع هذا النوع يعاني هو ذات نفسه من العصبية مع مرور الزمن, لذا يجب أن يستحضر في ذهنه حقيقة أن هذا الشخص الذي أتعامل معه إنسان غير طبيعي ويقع في أمور لا منطقية لا دخل لي بها, كي يخلق مناعة نفسية تحميه من آثار هذا الغضب, وكأنه يتعامل مع طفل أو مريض عقلي, لا أحد سيحزن من صراخ طفل في وجهه.
إنسان غير طبيعي ويقع في أمور لا منطقية لا دخل لي بها, كي يخلق مناعة نفسية تحميه من آثار هذا الغضب, وكأنه يتعامل مع طفل أو مريض عقلي, لا أحد سيحزن من صراخ طفل في وجهه.
ما تقوله يا جواد فيه جانبا من الصواب، ولكن ماذا لو كان ذلك الشخص المحق في غضبه ونحن غير طبيعين، لماذا نلوم الغير ونبرر أفعالهم، بالطريقة التي تجعلنا ندافع عن أنفسنا، ألن نلوم أنفسنا قليلا وننظر من جانب أننا مخطئين في أفعالنا وأي شخص لو قام بمثل ما فعلنا لجن جنونه الطرف الأخر.
لذلك ما تحدثت عنه قد يكون صالحا في مواقف لا كلها.
أنت موضوعك عن شخص عصبي يغضب لأمور تافهة, وليس لحالات الغضب بشكل عام, وردي محصور فقط في هذه الحالات التي تعاني من مشكل العصبية والانفعال الزائد عن اللزوم.
أنت موضوعك عن شخص عصبي يغضب لأمور تافهة
نعم بالضبظ، ولكن هذا لا يعني أن تلك الأمور التافهة غير صائبة، أو مخطأ فيها، لذلك أنا أختلف معك أن نعامل ذلك الشخص على أساس أنه غير طبيعي أو طفل، هناك بعض الأشخاص ينتبهون إلى أدق التفاصيل وقد تقلقهم، لا يريدون أن يروا العوج في حياتهم ولو لأمور تافهة، إذن هل هم مرضى ؟ ويحتاجون لعلاج؟
أعتقد أن الشخص العصبي لا تتحول شخصيته إلا بوجود حافز أو ما يسمى بـ "Trigger" لذا سأكون حذر في تعاملي معه وأضع نفسي في مكانه قبل أن أتفوه بالكلمات التي قد تجرحه أو تقلل من ِشأنه وبهذه الطريقة لن تخرج عصبيته أبدًا. علينا دائمًا الإستماع أكثر من الحديث لأن ذلك يقلل من حدة الغضب وفهم الأسباب وراء أي انفعال.
وبهذه الطريقة لن تخرج عصبيته أبدًا. علينا دائمًا الإستماع أكثر من الحديث لأن ذلك يقلل من حدة الغضب وفهم الأسباب وراء أي انفعال.
قد أخالفك في ذلك يا محمود، هناك من يفرغ عصبيته حتى ولو لم نتلفظ بكلمة أمامه، ولا يجد في ذلك راحة إلا إذا وجدنا نعقب عليه في كل كلمة ولفظة، فما الحل مع هؤلاء الذين يصرخون وبغضبون لأتفه الأسباب بالرغم من أنهم مخطئون، هل الرد عليهم هو الحل؟
فكيف ستتعامل معه ؟
هناك فرق بين عصبي بحق و عصبي بباطل. يعني الذي يتعصب للأخطاء الحاصلة قد يكون من حقه أن يتعصب وإلا تردت الأمور إن لم تنضبط. ولكن هناك أناس فيهم هذا الطبع الغريب فيثورون لأتفه الأسباب ويحملون الدنيا كلها فوق أكتافهم. هؤلاء لا أستطيع التعامل معهم؛ فإما يتركون أماكنهم أو أترك مكاني؛ فلا وجه للإضطرار هنا لانه سيمرر حياتي ولا شيئ أغلى عندي من حياتي.
. يعني الذي يتعصب للأخطاء الحاصلة قد يكون من حقه أن يتعصب وإلا تردت الأمور إن لم تنضبط
بما أن الصنف الأخر، لا يمكن أن تتعامل معه أصلا، فكما قلت إما تترك مكانك أو يتركوا أماكنهم، حسنا ماذا عن الصنف العصبي بحق، كيف تتعامل معه، لو كنت أنت المخطأ، فهل تتركه يفرغ غضبه كله عليه وانت في موقف المستمع لانك مخطأ، ألن تدافع عن نفسك؟
التعليقات