هناك أمر قد يغدو بسيطاً بالنسبة للمهتمين بالاقتصاد وطلّابه أيضاً، وهو أنّ متوسّط العيش اللائق بمصر مثلاً 300 دولار وبأمريكا 2500 دولار، وهذا الأمر يجعلني أحتار فعلاً في أمري، لماذا الدول الأفضل الإقتصادية أغلى عوضاً أن تكون العكس؟
متوسّط العيش اللائق بمصر 300 دولار، بأمريكا 2500، اشرح لي لماذا الدول الأفضل الإقتصادية أغلى عوضاً أن تكون العكس؟
لماذا الدول الأفضل الإقتصادية أغلى عوضاً أن تكون العكس؟
أعتقد أن الأرقام ليست كل شيء! الفارق في متوسط العيش اللائق بين الدول يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل اقتصادية واجتماعية، فعندما تكون الدولة تحظى بنمو اقتصادي قوي وتطور صناعي وتكنولوجي، فإن الأجور والإنفاق العام يرتفعان وبالتالي ترتفع تكاليف المعيشة، هذا يعني أن الأموال المتاحة للسكان أيضًا تزيد، ولكن أسعار السلع والخدمات قد تكون أعلى.
من ناحية أخرى، في الدول ذات الاقتصادات الضعيفة أو النامية، قد تكون التكاليف العامة والأجور أقل، وبالتالي يمكن للأشخاص العيش بأقل تكاليف، لكن الظاهر أن الكثيرين يعيشون تحت خط الفقر!
أيضًا، عوامل أخرى قد تؤثر في الاختلافات في مستوى المعيشة مثل التضخم، التكنولوجيا، نسب البطالة، وتوزيع الثروة.
لذلك أعتقد أنه يجب أن نأخذ بعين الاعتبار العوامل المختلفة عند مقارنة مستوى المعيشة بين الدول، ولا يمكن الاعتماد فقط على الأرقام التي ذكرتها.
فإن الأجور والإنفاق العام يرتفعان وبالتالي ترتفع تكاليف المعيشة،..
ذكرني ذلك بمحاولة البعض مقارنة أسعار الوقود مثلا في مصر وفي الدول الأوروبية، وكيف أن السعر العادل للوقود يجب أن يكن مقاربا لنظيره الأوروبي، متناسين الفروقات الإقتصادية الشاسعة التي تحدد مستوى معيشة كلا المجتمعين!
ذكرني ذلك بمحاولة البعض مقارنة أسعار الوقود مثلا في مصر وفي الدول الأوروبية، وكيف أن السعر العادل للوقود يجب أن يكن مقاربا لنظيره الأوروبي، متناسين الفروقات الإقتصادية الشاسعة التي تحدد مستوى معيشة كلا المجتمعين!
صحيح، أتفق معك ونفس الشيء أراه اليوم في بعض منشورات رواد فيسبوك أين تجدينهم يقارنون العملة المصرية بالجزائرية، أتفق في أن الواقع المعيشي لكلا البلدين ليسا في مستوى بعض الدول الخليجية واﻷوروبية لكن المقارنة بينهما تحتاج إلى أمور كثيرة ففي الجانب الإقتصادي الأرقام يتم تحليلها وفق معايير وليس أخذها وبناء أحكام عامة من خلالها.
لكن حين أقارن الأمر الصراحة لا أجد أن هذا الأمر هو الحاصل فعلاً، أتخيّل مثلاً شخص يتقاضى الأن وهو يعمل عن بعد في مصر مثلاً مبلغ الـ 1000 دولار فقط في الشهر، وهو يعمل مع شركة أمريكية مثلاً من مصر، الأن الـ 1000 دولار يعني على الأقل في مصر 30000 ألف جنيه وهذا يؤمّن حياة أكثر من رائعة وفي كومباوند سياحي على عكس ما قد يحصّله هناك، حيث سيكون هناك فقير ومتخلّف عن سداد فواتيره حتى.
هذه الظاهرة تعكس العلاقة بين العرض والطلب في السوق. فكلما زاد الطلب على سلعة أو خدمة ما، زاد سعرها، وكلما زاد العرض عن الطلب، انخفض سعرها. وفي الدول الأفضل اقتصادية، يكون هناك طلب كبير على الموارد والخدمات، بسبب النمو السكاني والتطور التكنولوجي والتنافسية العالمية. وهذا يؤدي إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، خاصة في المدن الكبرى والمراكز المالية.
أما في الدول الأقل اقتصادية، فيكون هناك عرض أكبر من الطلب على بعض الموارد والخدمات، بسبب قلة السكان أو التخلف التكنولوجي أو العزلة الجغرافية. وهذا يؤدي إلى انخفاض تكاليف المعيشة، خاصة في المناطق الريفية والنائية.
ولكن هذه ليست قاعدة ثابتة، فهناك عوامل أخرى تؤثر على تكاليف المعيشة، مثل سياسات الحكومة والضرائب والإعانات والتحويلات والديون وغيرها. كما أن هناك اختلافات داخلية في كل دولة، تعتمد على مستوى التنمية والتوزيع والمساواة بين المناطق والفئات.
هناك عوامل أخرى تؤثر على تكاليف المعيشة
مثل:
- الضرائب: تختلف الضرائب من بلد إلى آخر، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على تكلفة المعيشة. ع
- الرعاية الصحية: تختلف تكلفة الرعاية الصحية أيضًا من بلد إلى آخر. في بعض البلدان، تكون الرعاية الصحية مجانية أو ميسورة التكلفة، بينما في البلدان الأخرى تكون باهظة الثمن.
- التعليم: تختلف تكلفة التعليم أيضًا من بلد إلى آخر. في بعض البلدان، يكون التعليم مجانيًا أو ميسور التكلفة، بينما في البلدان الأخرى يكون باهظ الثمن.
- النقل: يمكن أن تختلف تكلفة النقل أيضًا من بلد إلى آخر، اعتمادًا على نوع النقل الذي تستخدمه. على سبيل المثال، قد تكون تكلفة ركوب السيارة أعلى في بلد ما من تكلفة ركوب وسائل النقل العام.
- النشاطات الترفيهية: يمكن أن تختلف تكلفة الأنشطة الترفيهية أيضًا من بلد إلى آخر، اعتمادًا على نوع الأنشطة التي ترغب في القيام بها. على سبيل المثال، قد تكون تكلفة الذهاب إلى السينما أعلى في بلد ما من تكلفة الذهاب إلى الحديقة العامة.
إذاً على العربي الذي لديه فائض مالي معيّن أو يعمل حتى بصيغة REMOTE أي من البيت لشركات أوروبية ويتقاضى بالدولار أو باليورو أن يبقى في مصر مثلاً ليحافظ على حياة رائعة الجودة علاوةً على أن يسافر لأوروبا، أي أنّ جودة الحياة مضاعفة لمن يملك المال في المنطقة العربية على الذي يملكه في الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا، أنا أتحدّث طبعاً عن قطاع الموظّفين فقط.
الرواتب برأيي، يكفي أن نلقي نظرة على الحد الأدنى للأجور في كلٍ من مصر والولايات المتحدة لنعرف لماذا هذا الاختلاف الشاسع. هذا يرجعنا للنقطة التي تسبق الرواتب وهي لماذا أصلًا الحد الأدنى للأجور في مصر قليل جدًا مقارنة بنظيره في أمريكا؟
أعتقد أنّ هذا السؤال من السهل الإجابة عليه ولا يحتاج إلى تفكير عميق.
رأيي من رأيك يا رغدة. كما أن هذا يعني ببساطة أن مفهوم العيش اللائق في مصر ليس نفسه في أمريكا، فالفرد الأمريكي يحتاج لخدمات فائقة الجودة لا تُقارن بما يُقدم للمواطن المصري الذي يكتفي ب 300 دولار فقط. المُستوى المعيشي أعلى بكثير في الدول المتقدمة مما يجعل ارتفاع المتوسط المعيشي اللائق أمرًا مُبررًا.
تقييم أي راتب في العالم لا يأتي إلّا تبعاً للاحتياج الرسمي في البلاد، هذا مُتعارف عليه في كل العالم، كم تحتاج في الشهر من مصروف لتبقي على نفسك على قيد الحياة وتحصّل بعض الحاجيات؟ يحسبون ذلك ويعطون الموظفين في نطاق هذا المبلغ ويزيدون على من يزيد من قيمته فيضطرون أن يحصّلوه بمزيد من رفع الراتب والحوافز وما إلى ذلك، لذلك الراتب هنا برأيي لا يعطي فكرة واضحة كالتي تتحدّثين عنها حضرتك.
أرى أنه يمكن تقسيم ذلك على 5 عوامل تتواجد في بلاد ، وبلاد أخرى لا مثل :
تكلفة المعيشة: في الدول الأكثر تطوراً ارتفعت تكلفة المعيشة بشكل عام، مما يعني أنه لا بد من دفع أكثر للخدمات والسلع الضرورية.
الأجور والدخل: في الدول المتقدمة ارتفعت الأجور والدخل للمواطنين بشكل عام، مما يسمح لهم بالاستفادة من المزيد من السلع والخدمات التي يقدمها الاقتصاد المتقدم.
التضخم: قد يكون التضخم أحد الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات في بعض الدول.
العرض والطلب: في الدول الأكثر تطورًا، قد تكون هناك طلب أكبر على السلع والخدمات، مما يؤدي إلى زيادة أسعارها.
سياسات الحكومة: قد تؤثر سياسات الحكومة في تحديد أسعار السلع والخدمات في البلاد.
التضخم: قد يكون التضخم أحد الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات في بعض الدول.
هذا عامل يحيّرني أكثر بالمناسبة، الدول العربية وخاصّة في سوريا ولبنان بشكل كبير ومصر بشكل خفيف يعانون من التضخّم، هذا واضح ومع ذلك جميع سلعهم أرخص من كل المنتجات في الدول الأوروبية، هذا أمر محيّر في الحقيقة، ولماذا أصلأً على التضخّم أن يشكّل هذه الفروقات بين البلدان حتى المتساوية بمقدار التضخّم! يبدو أن السؤال الذي طرحته تحكمه الكثير جداً من العوامل كما ذكرت حضرتك وما لم تذكر.
لان ياصديقي ببساطة
أمريكا دولة غنية ولاتستورد كما نستورد نحن
لديها اكتفاء ذاتي من كل شي تقريبا ..
كما ان عملتها قوية .. حين تمتلك عملة قوية
تكون قوتك الشرائية كبيرة .. فلا تشعر بالغلاء
غير صحيح، برأيي كمية المنتجات والأمور التي تستوردها الولايات المتحدة الأمريكية هائلة بشكل مخيف، هم يشترون حرفياً معظم الأشياء، ليسوا بلد مُرعب بالانتاج على غرار بلدان أخرى، هم يتفوّقوا فقط بالانتاج العسكري والتسلّح فيه، ما هو غير ذلك لا ينافسوا به بقوّة، يستوردون أموراً ترفيهية تعادل ما نستورد جميعاً في المنطقة العربية من حاجيات أساسية، لا أتفق مع هذا الرأي.
التعليقات