كيف تتصرف إزاء هذا النوع من الرسائل؟


التعليقات

1) كيف يكون رد فعلك الأول تجاه رسائل من هذا النوع؟

في البداية سأنزعج قليلا، لكني لن أكترث مطولا لهذا الأمر، فالعميل في النهاية ليس صديقا لي، ولن أتعامل معه طيلة حياتي.

2) هل ترد على هذه النوعية من الرسائل، كلها أو بعضها، أساساً؟

أرد عليها جميعا، مهما كانت، فالغرض من الرسالة واضح وهو طلب الخدمة، سأنجزها على أكمل وجه لأنه عملي وأتحمل مسؤوليتي فيه، سأعامله بأخلاقي أنا ولا يهم معاملته لي كيف كانت.

3) ألا تخشى التعامل مع عميل يخاطبك بصيغة الأمر، أو بأسلوب جاف أم مقتضب؟

ربما التركيز في ردوده هي التي قد تردي بنا إلى الجفاء مع العميل مع العلم أنه لا تربطنا أي علاقة مسبقة لا من قريب ولا من بعيد، فالأولى أن نتعامل مع الرسائل بسطحية و لا نتركها تؤثر فينا.

أرد عليها جميعا، مهما كانت، فالغرض من الرسالة واضح وهو طلب الخدمة، سأنجزها على أكمل وجه لأنه عملي وأتحمل مسؤوليتي فيه، سأعامله بأخلاقي أنا ولا يهم معاملته لي كيف كانت.

نقطة جيدة ومنطقية، لكنها للأسف لا تنفع بكل الحالات. افترض أن عميلاً يعاملك دون احترام، كأنه السيد وأنت المأمور. عندها لا ينفع التعامل اللبق رغم أخلاقياتك العالية، وينبغي حينها أن تحاول بطريقة مهذبة لكن حازمة أن تفرض احترامك عليه. ولا أدري حقيقة يا صديقي لماذا معظم من أناقشهم في مثل هكذا مسائل يتطرقون لمسألة الصداقة! التعامل اللبق لا علاقة له بصداقة أو عمل - هو واجب إنساني بالدرجة الأولى علينا جميعاً التزامه، ومن لا يتلزمه فهو مخطئ لا الطرف الآخر.

هو واجب إنساني بالدرجة الأولى علينا جميعاً التزامه، ومن لا يتلزمه فهو مخطئ لا الطرف الآخر.

أكيد، التعامل بهذه الطريقة ليس من باب الإنسانية فقط، بل هو من المبادئ والأخلاق التي تفرض علينا أن نحترم ونتحدث بلباقة مع من حولنا، وليس شرطا أن يكون صديقا أو زميلا، لكن الكثيرين لا يفهمون هذا وهذا ينطبق على العملاء كذلك، في حين هذا التعامل يدخل في سياق المهنية والتعامل بإحترافية أيضا.

عن نفسي، لا أعتني على الإطلاق بأسلوب الكتابة المتعلّق بالترحيب وخلافه بقدر ما أعتني بالسرد المتقن للعمل. فكرة أن يكون العميل غير مهتم بسرد مشروعه وطلباته بدقّة تدفعني دائمًا إلى تحسّس زر الـX على صفحة العرض أو الرسالة. نظرًا لأن الأمر يعدّ مؤشّرًا خطيرًا للغاية يا نبراس، لا يدركه كما تعلم إلّا المستقل صاحب الخبرة. فهذا يعني أنّنا أمام نوعين محتملين من العملاء:

  1. إمّا عميل غير محترف. يرغب في بدء مشروعه بشكل غير متقن.
  2. إمّا صاحب مشروع غير ملتزم بعمله.

وفي كلا الحالتين، لا أرى أن الأمر يمثّل صفقة رابحة. لكن ما يدفعني إلى مراجعة نفسي أحيانًا وإعادة التواصل معه للاستفسار هو عندما أشعر أنه فعلًا يرغب في تنفيذ مشروع جيد لكنه لا يمتلك خبرة أو معرفة تمكنه من شرح ما يريد. هنا أستمر في التواصل معه وأساعده على إيضاح الصورة.

أتفق معك بخصوص النقاط المذكورة دون شك، وهو ما أركز عليه أيضاً. لكن عن نفسي، أهتم كثيراً بأسلوب التواصل، ويمكن أن أتجنب التعامل مع عميل أجده غير لبق أو ودود (ضمن الحد الأدنى المطلوب) حتى لو كان صاحب مشروع محترف.

مرحباً استاذ نبراس

عندي فضول في أن أعرف كيف تتعامل أنت مع هذه النماذج؟

أهلاً هديل، بروفيسور لو سمحتِ :)

أمزح فقط. نحن جميعاً هنا وبخمسات أصدقاء بأعمار متقاربة، ولا داعي للألقاب بكافة الأحوال.

في الواقع، أقيّم كل موقف على حدة، فقد تعلمت ألا أضع قاعدة واحدة مطلقة، بل أن أكون مرناً حسب الظروف والحيثيات. لكن عموماً، أتجنب بكل ما أوتيت من فرصة التعامل مع عميل لا يوضح طلبه بدقة، أو يتواصل بصيغة الأمر دون سلام، أو يتكلم بأسلوب جاف ومقتضب جداً، حتى إنني اعتذرت عدة مرات عن العمل مع أشخاص لم أرتح لهم.

التقييم بالنسبة لنا مهم جداً، والعميل غير المحترف في أسلوب تعاطيه معنا يشعرنا بالتوتر (على الأقل غالبيتنا يشعرون كذلك)، حيث يرسل إشارات سلبية دون أن يدري، تجعلنا نفضل عدم خوض تجربة نتوقع أنها غير سارة. صحيح أننا أحياناً نفاجأ بعكس توقاتنا، لكن بفضل الخبرة نستطيع تمييز العملاء الذين ستكون تجربة العمل معهم مقبولة على الأقل.

وهذا الأمر حقيقة (مسألة تقييم العميل، إن أمكن، قبل العمل معه) أعدّه أحد أسباب وصولي إلى رتبة بائع موثوق ضمن خمسات بتقييمات مرضية. حيث لا أعتبر أنني مجرد بائع يختاره العملاء فقط، بل صاحب خدمات أنتقي العملاء ممن أود التعامل معهم بدوري، حتى أضمن تجربة عمل سارة للطرفين. فالاحترام والود والوضوح من اللحظات الأولى يسفر عن نتائج مرضية غالباً.

كلام جميل نبراس

صراحة لا أحب وضع الالقاب، ولكن دخلت مجتمع خمسات ووجدت الكل أساتذة ^_^

وأصبحت اشعر بالغرابة عندما لا أضع استاذ قبل كلامي

بل أصبحت تيمة في حياتي الواقعية أيضا ورحتُ أُؤستذ كل من في حياتي^_^

شكراً هديل على روحك الرياضية ^_^

تعقيباً على الوضع في خمسات، بوسعك مخاطبة الآخرين كما تحبين بالمناسبة، فلستِ ملزمة بتلقيب أحد. ربما لاحظتِ أنني في الآونة الأخيرة أخاطب الجميع بأسمائهم، فلقد مللت من الألقاب صراحة. وضمن حياتي الشخصية، عوّدت ابن أختي الصغير (تحت 15 سنة) منذ طفولته على عدم مناداتي «خالو» بل باسمي مباشرة.

طبعا يجب أن تأخد كامل حيطتك وحذرك

من الشخص غير اللطيف أو غريب الأطوار ، أو الذي لايبدي إحتراما

فكثير منهم لايجلب سوى المشاكل ووجع الرأس لك

هذا صحيح تماماً. فالبدايات المريحة لكلا الطرفين، تعزز فرص تحقيق الرضا المتبادل.

الصراحة بأي طريقة يتواصل معي العميل أرد عليه، لا يهمني إذا كان ودود أو جاف، المهم عندي يكون يعرف ما يبحث عنه ويشرح لي ما يريده بطريقة تمكنني من تقديم له العمل بجودة واحترافية.

منهجية سلسلة ومريحة نفسياً دون شك، رغم أنني لا أستطيع تطبيقها بكل الحالات. فأجد صعوبة بالتجاوب السلس مع عميل لا يراعي أبسط أساسيات التواصل الإنساني.

في الواقع، لقد تعاملت من قبل مع كلا النوعين من العملاء: العميل الودود الذي يبدأ بالترحاب والنقاش بصدر رحب وبشكل تفاعلي، والعميل المقتضب قليل الكلام الذي يعطي ما هو أشبه بالأمر من العرض. وفي الواقع عكس ما كنت أتوقع تماما، فعندما جربت التعامل مع العملاء المقتضبين، لم أشعر أن التجربة كانت سلبية إطلاقا! فقد كان العميل يعطيني العمل المطلوب بكل تفاصيله، وريثما أنتهي منه وأرسله إليه ويراجعه وإذا ما كان هناك تعديلات طلبها وإذا لم يكن هناك ينتهي المشروع بسلام.

أعتقد أن المشكلة تكمن في أن شخصياتنا تختلف فحسب، فالبعض اجتماعي ويحب أن يبدأ النقاش بطريقة ودية تبعث على الاطمئنان والراحة في التعامل، بينما البعض يتعامل بجدية زائدة وحسب، لكن من واقع تجربتي لم يؤثر ذلك على العمل إطلاقا.

لا أختلف معك يا كريم في أن اختلاف الشخصيات يمكن أن يسبب سوء الفهم أحياناً، ويجعلنا نتفاجأ حين نقبل على مضض التعامل مع عميل يبدو جلفاً غير لبق. حدث هذا الأمر معي مرات عدة، ولدي المرونة الكافية لتقبل بعض الأمور حتى لو كانت غير مرضية تبعاً لمنهجيتي في احترام الآخرين حين أبيع أو أشتري الخدمات. مع ذلك، لا يمكننا تعميم هذا الكلام، بحيث نقنع أنفسنا والآخرين ألا يكترثوا لأسلوب تواصل العميل نهائياً لأنهم سيكتشفون الهدية المخبأة في النهاية دون شك؛ لأن حالات كثيرة تبيّن من خلالها أن سوء التواصل في البدايات أدى لنهاية غير سارة، انتهت بتقييم سلبي كيدي، أو تبعاً لسوء تعامل بعض العملاء، الذي تكشّف من أول تواصل مع البائع، الذي أهمله وتغافل عن دلالاته، وافترض حسن النية رغم كل الإشارات الواضحة. إذن، لا يعقل أبداً ولا يمكن أن نصدق بأن كل العملاء جيدون، ولا كل الباعة جيدون، أليس كذلك؟!

لا يعقل أبداً ولا يمكن أن نصدق بأن كل العملاء جيدون، ولا كل الباعة جيدون

بالطبع لا يمكننا نفي ذلك أو التغافل عنه. الاختلاف موجود بالفعل في كل شئ في الحياة. وبالتأكيد تحدث في بعض الأحيان مشاكل بين العميل والمستقل نتيجة سوء التواصل، وعدم وقوعي في مثل تلك المشكلة إلى الآن لا ينفي وجودها. إلا أنه على الجانب الآخر، يجب التحذير من استخدام العملاء للكلام المعسول والعاطفة لجعل المستقل يقوم بأعمال زيادة على ما تم الاتفاق عليه في بداية العمل، وهو ما وقعت فيه بالفعل.

لهذا كله، يجب أن يمتلك المستقل الخبرة الكافية لتمييز العملاء، فلا يقع ضحية استغلال يبدأ بكلام معسول أو بكلام جاف. ودائماً التوازن سيد المواقف، فلا نريد عميلاً معسول الكلام بشكل زائد، ولا عميلاً جافاً مقتضباً صعب المراس. توفر أساسيات التواصل بالحد الأدنى، وسلاسة التعامل عموماً، مع الاحترام المفترض يكفي لبدء العمل بأريحية واطمئنان.

يعتمد رد فعلي الأول تجاه رسائل من هذا النوع على الحالة المزاجية والموقف الشخصي. قد أحاول أن أكون محترمًا وودودًا في الرد، حتى في حالة الرسائل غير اللبقة، ولكن قد أشعر ببعض الاستياء أو الاستغراب.

عمومًا، أحاول الرد على جميع الرسائل التي تطلب خدماتي أو تحتوي على استفسارات، حتى لو كانت غير لبقة. ومع ذلك، في بعض الحالات القاسية قد يكون من الأفضل تجاهل الرسالة وعدم الاستجابة. أعتقد أنه من المهم أن نتعامل مع العملاء بشكل احترافي ومحترم، بغض النظر عن أسلوبهم. قد يكون هناك أسباب خلف استخدامهم لصيغة الأمر أو الأسلوب الجاف، ويجب أن نحاول فهم طلباتهم وتلبيتها بأفضل ما نستطيع.

إذا استمر العميل في التواصل بأسلوب جاف أو تسلطي أو مقتضب بشكل غير مريح، فقد أحاول الحفاظ على هدوئي والتركيز على تلبية احتياجاتهم بشكل احترافي. إذا كان هناك تأثير سلبي على تجربتي أو قدرتي على تقديم الخدمة بشكل جيد، فقد أعتذر بأدب وأخبرهم أنني غير قادر على مساعدتهم في هذا الوقت.

يتعلم كل شخص مع مرور الوقت كيف يتعامل مع هذا النوع من الرسائل، ويجب أن نتذكر أننا لا يمكننا التحكم في سلوك الآخرين، ولكن يمكننا التحكم في ردودنا وتعاملنا الاحترافي والمحترم.

أشكرك يا محمد على الإشارة لنقطة مهمة أرى من واجبي توضيحها حتى لا يُساء فهم الرسالة التي أريد إيصالها؛ ألا وهي أننا بصرف النظر عن أسلوب تعامل العميل معنا، لا بد أن نتعامل دوماً من مبدأ الاحترام.

إذا كان هناك تأثير سلبي على تجربتي أو قدرتي على تقديم الخدمة بشكل جيد، فقد أعتذر بأدب وأخبرهم أنني غير قادر على مساعدتهم في هذا الوقت.

هذه طريقة بسيطة ومهذبة لتفادي التعامل مع عميل يكرر التصرف بأسلوب غير لبق، ولا يوضح طلباته بعناية. ألجأ إلى هذا الأسلوب من حين لآخر حسب مقتضى الموقف وتقييمي الشخصي.

ويهمني حقيقية بناء علاقة عمل مستدامة فقط مع عملاء يمتازون باللباقة وحسن التواصل؛ لأنني أرى أن مثل هذه العلاقة يمكن أن تزهر وتتطور، كما حدث معي خلال سنوات عملي ضمن منصة خمسات، حيث كسبت بعض العملاء ذوي القدرة الشرائية العالية، ويمتازون بالوقت نفسه بقمة اللباقة والاحترام، فيجعلون كل عمل جديد معهم تجربة سارة ومليئة بالإبداع، الذي يصل إلى مستويات أعلى بفضل احترامهم وتقديرهم للعمل وصاحب العمل.

صحيح ، يجب أن نتعامل بأدب واحترام مع جميع العملاء، وإذا كان هناك تصرف سلبي يؤثر على قدرتك على تقديم الخدمة، يمكنك أن تعتذر وتوضح عدم قدرتك على المساعدة في ذلك الوقت. العلاقات المهنية المستدامة تستند إلى الاحترام واللباقة في التواصل، ويمكن أن تؤدي إلى تجارب إبداعية وناجحة مع العملاء.


اسأل I/O

اطرح اسئلة مثيرة للتفكير وأجب على استفسارات أعضاء حسوب I/O العامة, بالاضافة إلى بعض الاسئلة المرحة التي تستمتع بها وتساعدك على التعرف على افكار المتابعين. الفكرة مأخوذة من مجتمع AskReddit

5.75 ألف متابع