مؤخرًا ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر بقضية المصممة المصرية غادة والي والسجال الذي حدث بينها وبين الفنان الروسي جورجي كوراسوف، اذ بدأ الاخير باتهامها بسرقة لوحة تصميم خاصة به واستخدامها كمادة دعائية لشركة المشروبات الغازية "بيبسي".
ويبدو أنّ الجدال احتدم بينهما، حيث كل واحد منهما يرمي التهم تجاه الاخر ويرى بأنّ عمله هو الأصلي، وهذا ما جعل فكرة عدم التفريق بين الاستلهام والاقتباس فكرة حاضرة وقابلة للنقاش، لذا برأيكم ما هو الحد الفاصل بين الاستلهام والاقتباس؟
لأن البعض لا يعرف بالأمر سأضع صورة توضح ما فعلته غادة والي في تصميماتها الأخيرة بالإقتباس فقط بعيدة كُل البعد عن الإبداع وهو أمر مؤسف بكُل تأكيد.
تقليد اعمى بحق حتى من ناحية الحركات، الشئ الذي اراه مستبدلا ربما هي الألوان، وحذف الشخصية الجالسة، الهذه الدرجة هناك افتقار للأفكار، من المعروف ان الفنان هو اكثر شئ مبدع وملهم، قد يستلهم من فكرة بسيطة لوحات عظيمة جدا، لذلك قد نلاحظ اليوم ما وجود الكم الهائل للوسائل التقنية والمعدات لاننا نعيش أزمة في توليد الأفكار والابداع.
في الواقع أنا متابع جيد لذاك الأمر وخصوصًا بسبب شغفي بمجال التصميم فكنت من محبي غادة والي منذ زمن وذلك لروعة التصاميم التي تقوم بها .. ورؤية العملية بالكامل كان أمر رائعًا بكل تأكيد وكانت الصدمة لدي حينما تم إتهامها بالسرقة والإقتباس وهو أصعب ما يكون في هذا المجال بالتحديد ولم يقتصر الأمر على الروسي فقط ولكن انتشر الكثير من الشائعات حول الكثيرين .. والخطأ الأكبر هو عدم الرد منها لفترة طويلة ومن ثم تحاول بعد مرور سنة تقريبًا تبرير موقفها والذي هو أمر غير مقبول بك تأكيد.
ما الحد الفاصل بين الاستلهام والاقتباس؟
هنالك عدة فوارق جوهرية بين الإثنين تتمثل في :-
ما فعلته غادة والي أشبه بما يحدث الفترة الحالية من الذكاء الإصطناعي في الدمج بين الصور "اقتباس أعمال البعض" وإخراج منتج جديد منهم جميعًا.
ما فعلته غادة والي أشبه بما يحدث الفترة الحالية من الذكاء الإصطناعي في الدمج بين الصور "اقتباس أعمال البعض" وإخراج منتج جديد منهم جميعًا.
ليس صحيحا، لو استخدمت أدوات ذكاء اصطناعي للتصميم سنجد أن التصاميم التي يخرجها لك ليست متشابهة ولو ١٠% من الأعمال الموجودة على الانترنت أو حتى بينهم فيتم توليد مقترحات كلها مختلفة.
لكن ما فعلته المصممة سرقة واضحة تمام أشبه بإعادة الصياغة بكتابة المقالات، ويمكنك مراجعة أعمالها والأعمال الأساسية التي اتهموها أصحابها بالسرقة، ناهيك عن لوجو مدينة الأقصر الذي نفذته أربع طالبات ولكن لم يأبه أحد لشكوتهم
ليس صحيحا، لو استخدمت أدوات ذكاء اصطناعي للتصميم سنجد أن التصاميم التي يخرجها لك ليست متشابهة ولو ١٠% من الأعمال الموجودة على الانترنت أو حتى بينهم فيتم توليد مقترحات كلها مختلفة.
هل هنالك ما يثبت هذه النسبة التي تتحدثين عنها ؟
لأنه من خلال تجربتي بعمل بعض الصور الخاصة بي وجدت نسبة تطابق بين كثير من الأعمال المشابهة وبنسبة تتخطي الـ 60%.
لكن ما فعلته المصممة سرقة واضحة تمام أشبه بإعادة الصياغة بكتابة المقالات، ويمكنك مراجعة أعمالها والأعمال الأساسية التي اتهموها أصحابها بالسرقة، ناهيك عن لوجو مدينة الأقصر الذي نفذته أربع طالبات ولكن لم يأبه أحد لشكوتهم.
أوافقك تمامًا وهذا ما تحدثت عنه أنها ليست الحادثة الأولى من نوعها ولكنها هي التي اشتهرت دون غيرها لذلك خرجت للنور وظهرت على كافة مواقع التواصل الإجتماعي وما زاد الأمر سوءاً هو خروجها للرد بعد مرور سنة بحجة الحمل.
هل هنالك ما يثبت هذه النسبة التي تتحدثين عنها ؟
التجربة، لقد قرأت مقال لأحد المصممين عن أداة ذكاء الاصطناعي للأسف لم أعد متذكرة اسمها وكانت النتائج بالنسبة لي مذهلة من ناحية عدم التطابق.
أرى أنه يمكنك تجربة الأمر بشكل شخصي لتستطيعي اتخاذ الحكم النهائي عنه .. لأنني خلال فترة بحثي كان الجميع المصممين يقدمون الكثير من الشكاوي حول هذا الأمر.
والخطأ الأكبر هو عدم الرد منها لفترة طويلة ومن ثم تحاول بعد مرور سنة تقريبًا تبرير موقفها والذي هو أمر غير مقبول بك تأكيد.
هل تقصد بأنها لو بررت ما حدث معها من سنة لما وصلت إليه والي؟ هنالك نسبة كبيرة ترى بأنّ ما قامت به هو سرقة!
حادث مريع بكل أسف. بالنسبة للفرق الجوهري بين الاقتباس والاستلهام، فإن كلا المفهومين تبعًا للمعايير اللغوية جيّد. لأن الاقتباس هنا يعني العمل على جزء من العمل الفنّي مقابل التنويه عن صاحب هذا الجزء. أمّا الاستلهام فله صلة بالمسألة نفسها، لكنه يختلف عن الاقتباس في فكرة التغيير والتعديل، فالاستلهام هو اقتباس الفكرة الباطنيّة والعمل على إعادة إنتاجها بتغيير فنّي ما. مثل أن نستلهم رواية أدبيّة من مأساة إغريقيّة ونعدّل فيها على سبيل المثال. أمّا الاقتباس، فهو استغلال مباشر لجزء من العمل مع التنويه عن صاحبه.
أمّا ما حدث قي مصر في الأيام الماضية، فهو لا يعني إلّا مفهوم واحد: السرقة والغش. لأنّني ببساطة لدي في كل عمل فنّي معايير تفصل فيما بين التشابه الطبيعي وغير الطبيعي. وبالتالي فإننا تبعًا لهذه المعايير، عندما ترتفع نسبة الاقتباس عن الحد المتفق عليه ولا ننوّه عن صاحب العمل، فهذا لا يدعى سوى سرقة.
لست من هواة متابعي الفن، ولكن ما اعرفه ان الاستلهام والاقتباس عمليتان مرتبطتان وغالبًا ما تتقاطعان.
الا ان الحد الفاصل بينها يكمن في كون ان الاستلهام هو استخدام فكرة أو مفهوم موجود بالفعل وتناوله باستخدام منظور جديد أو تطبيقه على مجال آخر. الا ان الاقتباس الذي اعرفه هو استخدام عبارات أو فقرات مباشرة من عمل آخر دون تغيير، ولا يتم تضمين أي تطبيق أو رؤية جديدة.
ومصطلح الاستلهام كثيرا ما نسمع عنه في مجال الفن، مثلا يمكن للفنانين الذين يرسمون الرسومات أن يستلهموا أفكارهم من أعمال الفنانين الآخرين، وفي بعض الأحيان، يمكن لهؤلاء الفنانين أن يقتبسوا أعمالًا كاملة من الفنانين الآخرين. وعندما يحدث ذلك، يمكن للفنانين الذين يقتبسون الأعمال تطوير أسلوبهم الفني الخاص عن طريق الحصول على إلهام من أعمال الفنانين الآخرين، ولذلك لا ارى عيبا في ذلك لان هذين العمليتين تهدف بالاساس الى تحسين جودة الأعمال التي ينتجونها، شرط مثلا ان يشير الفنان الى اسم الفنان الأخر الذي استلهم او اقتبس منه.
يمكن للفنانين الذين يقتبسون الأعمال تطوير أسلوبهم الفني الخاص عن طريق الحصول على إلهام من أعمال الفنانين الآخري
كيف سيطورون اسلوبهم في الاقتباس؟ الاقتباس يبقى اقتباس!
سمعت بهذا من قبل ولم أهتم كثيراً ولكن أرى الفرق بين الاقتباس و الإلهام كما الفرق بين ملكة التركيب وملكة الدمج في كل موحد. الأول مثاله أن تعمد مثلاً إلى اعمال فنان تصويري مثلاً فتأخذ عملاً له ثم تدمجه مع آخر بدون فكرة أو روية جديدة تنشأ عن هذا الجمع أو التركيب. أما الدمج فهو كالتفاعل الكيمائي الذي يحيل العناصر بعد جمعها مع بعضها إلى إلى عنصر آخر مختف في طبيعته عن العناصر المركب منهما. بالضبط كما نجمع ذرتي هيدروجين و ذرة أكسجين فبماذا نخرج؟ نخرج بعنصر الماء الذي يروي من العطش وهو جديد كل الجدة عن العنصرين الأولين. فعندما يستلهم أحدهم أعمال فنان آخر فإنه يضيف إليه من روحه الكثير بحيث يطبعه بطابعه الخاص ويصير له وحده. فانت عندما تستلهم اعمال فنان ما فإنك تكون كما لو تأكل أطعمة من ألوان مختلفة وتهضمها ثم تتمثلها في جسدك فتعطيك قوة وطاقة وحرارة ونشاط و بالطبع كل ذلك مختلف في طبيعته عن عناصر الغذاء التي تناولتها.
التعليقات