ما هي التجربة أو الحادثة التي مررت بها أنت شخصياً وتعتقد أنها كانت مليئة بالتحديات أو المصاعب، لدرجة أنك تتمنى لو أن الآخرين يمكنهم تجنب المرور بها أو التعرض لظروف مشابهة؟ ولماذا؟
ما التجربة أو الحادثة التي عشتها أنت شخصياً وتتمنى لو أن الناس يتجنبونها؟
الكثير من التجارب. لا يمكن اختزال ذلك في تجربة واحدة، ولكني سأختار تجربة التواجد في بيئة ليس بها شخص في نفس ظروفك. كل الموجودين حولك لا يفهمونك. هم حرفيًا لا يفهمونك ولا حتى يتحدثون لغتك. تنام وتستيقظ وأنت لا ترى حولك من بإمكانك التحدث معه والإفضاء إليه أو مصادقته.
جربت هذه الحالة لفترة من الوقت حين سافرت، لذا أفهم جزئياً ما تتكلمين عنه، شعور أن لا تجد شخص يفهمك وترمي له ما عندك ويرمي لك بعضاً منا عنده هو شعور إنساني غريب لا يفمهمه إلا من جرّبه وأنا جرّبته لفترة من الزمن وكان الموضوع فعلاً مؤلم على النفس ولا أحب أبداً أن يتكرر مع أي إنسان وبالأخص مع الذين يعيشون مع أسرهم ويشعرون بهذا الأمر، هذا أشد إيلاماً!
تجربتي التي أتمنى أن لا يخوضها أحد هي عدم الانسياق وراء جماعة الأصدقاء قبل تفقد طريقهم جيداً، كنت صغير وقتها ومندفع وبعد انتقالي من مدرسة لأخرى تعرفت على جماعة كانت سبب فشل دراسي لأكثر من أربعة سنوات، وسبب أنني مدخن منذ ثمانية أعوام تقريباً، أنا من بين العائلة كلها الوحيد الذي يدخن، أنفقت عليهم الوقت والأحلام ومضى كلاً منهم في طريقي وقمت وحدي بجمع خيباتي والسير بها، لكن بدأت اتعافى منها وهذا تطلب مني مجهود وإصرار وآمل أن لا يقع أحد بما وقعت أنا به
ضيّعت سنة ٢٠١٤ و٢٠١٥ بهذه الطريقة، ليس بالتدخين ولكن بأصدقاء فعلاً لم أكن أعرف ما هو الطريق الذي يسلكونه، كان طريق مليء باللهو مما جعلني في نهاية المطاف أعاني من خسارات مادية وعلمية كثيرة وخرجت متأثراً بهذين السنتين بأفكار أخذت معي وقتاً حتى نزعتها عن رأسي، أضرّوا فترة مهمة بحياتي للأسف ولكن الحمدلله أنها كانت قابلة للتدارك والاجتياز!
أتمنى أن لا يعيش أحد تجربة التأجيل والخوف من اقتحام المأمول، أذكر أنني عارضت والدي في كل محاولة كان يدفعني بها لدخول مجال تطوير المشاريع فقد كان رحمه الله يرى أنني مميز بها، وكنت أخشى أنا البدء قبل التأكد من أنني مؤهل تماماً لذلك، ولكن في محاولة من محاولاته قررت أن أترك نفسي لخوض الأمر ونجحت نجاح أضعاف ما كنت آمل به، ليست تجربتي قاسية ولكن مع كل تقدم أسأل نفسي أين كنت الآن وما الذي سأحققه لو كنت انصتت لقول إبي وبدأت قبل أن أبدأ بأعوام.
سؤال "ما الذي فاتني؟" سؤال صعب برأيي وهو من صنع شيطان النفس الذي لا يريد لك الهناءة والنجاح الحالي، ينغّص عليك معيشتك فقط لإنك استطعت تقديم قيمة عالية للحياة، يقولون بأن "لو" تفتح باب الشيطان، أنا برأيي أغلق هذا الباب نهائي لإنني أنا مع فكرة التعامل مع الماضي من مبدأ ليس بالإمكان أكثر مما كان!
@Diaa_albasir ليس من باب الندم فهذا هو باب الشيطان ولكن تعرف شعور أنني أراني أحمق فقد خوفت نفسي من ما كان يجب أن أواجهه لذلك أنصح بالتقدم على الأقل لو حدث أي تأخر فقد سعينا.
أنا شخصيا أعتقد أن جميع التجارب السلبية التي نمر بها هي أجزاء محورية من تطورنا ونمونا وبدونها نكون أشخاص في منتهى السطحية ونفتقر إلى الكثير من الحكمة والخبرة. لكن إذا كنا نتحدث عموما عن أسوأ التجارب التي مررنا بها بوجه عام، فأظن أن الأمر بالنسبة لي سيكون أن أدع أحدا يتحكم في حياتي ويملي علي ما أفعله دون أن يوافق هذا ميولي ورغباتي
التعليقات