الكثير منا في بداية كل شهر يضع قائمة للمهام والخطط التي يسعى لانجازها خلال هذا الشهر، بما ان شهر رمضان استثنائي، يمزج بين الخطط الروحانية والأخرى المهنية، قد تبقيت سويعات قليلة تفصلنا على مغادرة هذا الشهر الكريم، هل حققت ما خططت له خلال هذا الشهر؟ وهل انت راضٍ عن ما انجزته؟
سويعات قليلة تفصلنا عن مغادرة رمضان، هل حققت ما خططت له خلال هذا الشهر؟
كما قلت حضرتك، أعتني كثيراً بموضايع الخطط الروحانية بزيادة أكثر من الخطط المهنية، كانت لدي صعوبة كبيرة للحقيقة في المواءمة بين الأمرين ولكن ما ساعدني في الحقيقة هو فصل اليوم إلى ما قبل الإفطار وما بعده، كنت أقوم بكل ما أحب القيام به في رمضان قبل الإفطار أثناء الصيام وأعدّل الأمر مهنياً. للأمانة لم تكن النتائج كما أحب وأرضى ولم أشعر بأنني بأفضل حالاتي ضمن الشهر من حيث الانتاجية على أنني بعد تفكير قليل شعرت بأن هذا الطبيعي أصلاً، رمضان هو شهر ليس للانتاجية لا في العمل ولا غير العمل، الأمر أعمق وأهم من هذا الأمر، المهم أنني قد خرجت منه بممارسة طقوسي التي أحب.
العودة إلى ما بعد رمضان الآن أفضل وخاصة أيام العيد التي ستتيح لي إنعاء الكثير من التراكمات وبالتالي عودة أفضل بكثير بعد أول يوم من العيد بإذن الله.
رمضان هو شهر ليس للانتاجية لا في العمل ولا غير العمل، الأمر أعمق وأهم من هذا الأمر، المهم أنني قد خرجت منه بممارسة طقوسي التي أحب.
لا أؤيدك في هذه الفكرة يا ضياء، فالأمر يختلف من شخص الى أخر، صراحة مقارنة بين العام الماضي وهذا العام اكتشفت في نفسي الكثير من الأمور التي لم اكن اتخيل بأنه يمكنني انجازها في العمل في فترة الصيام، يكفي ان يضع الفرد لنفسه برنامج يتلائم معه، سواء كان يفضل العمل في الفترة الصباحية او المسائية وليس شرط مقدار الانتاجية الأهم في كل ذلك جودتها.
يكفي ان يضع الفرد لنفسه برنامج يتلائم معه
في أي شهر سأقوم به بوضع برنامج ينظّم طريقة وصولي لأهدافي وتقسم المهات الـ TASKSالتي أقوم بها سأصل فعلاً إلى ما أريد بأسهل طريقة، ولكن الفكرة أنّ الجوع والعطش وبالإضافة أيضاً إلى أنّ الطقوس الرمضانية أو العبادات التي يجب على المرء أن لا يفوّتها لارتباطها بوقت محدد هي ما تجعلني أقل إنجازاً وانتاجية في هذا الشهر عن غيره.
الواقع يا عفيفة أنًي حققت نعم ولكن ليس كل ما حلمت به. كنت أنتويت أن أقوم التراوايح في المسجد غير أنً ضيق الوقت و العمل لم يسمح لي بذلك. اكتفيت بأن أصليها بالمنزل. الواقع أيضاً أنً صلاة القيام بالبيت تكون لها طعم آخر معي. فانا أحس بالخشوع اكثر حينما أكون بمفردي عما أكونه وسط الناس. كذلك مما أردته هو أن أتم تلاوة الثلاين جزء من القرآن الكريم غير أني لم أستطع أيضاً. حسبي أني بدأت به قبل رمضان وقاربت على الانتهاء منه بالامس. امًا الخطط المهنية فهي هي لم تتغير وإن كانت الأيام القادمة ستكون مرهقة بالنسبة لي.
هل حققت ما خططت له خلال هذا الشهر؟ وهل انت راضٍ عن ما انجزته؟
أحاول على هذه المنصة انا اكون اكثر صدق مع نفسي حتى أحسن منها، لذلك للأسف لم أحقق ولا 1% مما كنت أخطط لها ولست راضية عن النتيجة أبدًا.
العام الماضي كان رمضان أفضل فترة على الإطلاق من جميع النواحي، المهنية والعاطفية وكنت أسعى لذلك هذا العام ولكن لم أتوفق في ذلك.
السبب نفسي بشكل كبير، أواسي نفسي بأنه لا بأس بفترات التعثر ولكن المُحزن ان رمضان يأتي مرة بالسنة ولا يمكن تعويضه.
بالفعل رمضان مناسبة استثنائية خاصة وتأتي مرة واحدة بالعام، بالرغم من اغلبيتنا قد نجد غير راضي عن ما حققه، بسبب تقلبات النوم والأكل غير منتظم بعد الافطار، اتعلمين يا غدير ان الاشكالية براي اننا لا نخطط لرمضان ومهامه قبل شهرين على الأقل حتى ننسجم مع الجو بسهولة، اغلبيتنا يضع مخططا غير مدروس او قبل يومين من دخول رمضان.
هل حققت ما خططت له خلال هذا الشهر؟ وهل انت راضٍ عن ما انجزته؟
هل حققت ما كنت اسعى إليه؟ لا. هل أنا راضية ؟ لا للأسف.
كنت أتطلع للكثير من الروحنيات والعبادات في هذا الشهر الكريم وحظيت بذلك ولكن ليس بالقدر الكافٍ أنا حزينة لإنصرام الشهر برغم من حرصي على أداء ما خططت له، ولكن خصوصية الشهر وتبدل مواعيد النوم والزيارات العائلة حالت بيني وبين تحقيق ما رسمت له.
أتمنى من الله أن يعوضني بالأيام القادمة بأفضل مما مررت به.
بغض النظر عن أهداف كلٍّ منّا في مدّة زمنيّة معيّنة، أرى أن عدم الرضا أمر في غاية المنفعة، حيث اننا نتعامل معه دائمًا على أنه خيار من خيارات عدم القناعة. لكن في المقابل يدل هذا الغضب دائمًا على رغبتنا في التطوّر. فليس من المشترط أن يعني عدم رضانا عن أنفسنا أننا نقصّر. من الممكن ان يعني ببساطة أننا نطمح على الدوام للأفضل، وأننا ما زلنا نمتلك فرصًا للتحسّن بعيدًا عن الغرور الأعمى.
التعليقات