برأيكم ما هي أهم الإرشادات التربوية والتعليمية للمعلمين الآباء، التي يمكنها جعل الطفل أكثر إقبالاً على التعلم في ظل المشتتات من حوله؟
سؤال في التربية
قد يبدو غريباً ما أقوله ولكن أهم طريقة للتعليم في هذا العصر المليء بالمشتتات بل وبالمسليّات أيضاً التي تجعل الطفل متعلّقاً في عالم آخر بعيداً عن رغبة التعلّم وبهجته، أهم طريقة هي استخدام المبهجات ذاتها والمشتتات ذاتها للتعلّم.
وهذا ما يطلق عليه حالياً ب ال edutainment أو بما يُعرف ب التتعليم بالترفيه، وهذا صار قطاعاً اقتصادياً ضخماً في أوروبا يُنتج يومياً ألعاب وبرمجيات ووسائل وأفكار تُعزز متعة الطالب أثناء التعلم.
من هذه الأمثلة مثلاً، نسمع بأن الطلاب غير قادرين على تخيّل أو استيعاب دراسة ما الءي تعنيه المحموعة الشمسية وكيف بدأت الحياة على وجه الأرض. كيف تحل الشركات هذا الأمر؟ عبر تطبيق كلعبة حرفياً يعمل على استعراض هذه الأمور مع وصف لها اسمه Cell.
هنا نعود إلى وظيفة الآباء في هذا، عليه أن يبحث عن طرق ومشتركات في الحياة والانترنت عن وسائل ترفيه تصلح على تحصيل المعرفة دون ملل.
"التربية" هي المهمة الأسمى على الإطلاق إذ أنها تقوم على غرس القيم التربوية في الطفل وهو ما يجعل غرسه حسنا في المستقبل. ومن المعروف أن إحدى أهم الأدوات المؤثرة في صناعة الأجيال هي "الأداة التعليمية" . إلا أن ما أجده مخيفا أن الأجيال الحالية أصبحت فعليا أقل رغبة بالتعليم عن الأجيال السابقة وذلك بفعل العوامل المحيطة مثل "أدوات التكنولوجية الحديثة". ,وبالفعل هناك الكثير من الأمور التي تشجع الطفل على التعلم فيصبح أكثر زخما ومن هذه الوسائل "تقليل إرتباطه بالعالم التكنولوجي". هناك دراسات اثبتت أن إدمان الأطفال على إستخدام الهواتف المحمولة يزيد عندهم من مشلكة عدم التركيز فيجعلهم أقل إستيعابا . ومن هنا فمن المهم أن يعمل الأهل على إدارة وقت الطفل بفعالية عن طريق ملئ ساعات الفراغ بنشاطات أقل إعتمادا على عالم التكنولوجيا. بالإضافة لذلك، فمن المهم ترك الطفل على سجيته في ساعات الدرس. فليس شرطا أن يكون جالسا وكل ما يقوم به حل الفرض. بإمكانه أن يستمع للموسيقى أو يضع لعبته المفضلة بالقرب منه. سأعطي مثلا حصل معي، وهو مع طفل أقوم بتدريسه في المنزل. البارحة أخبرني أنه يريد أن يدرس ويضع بالقرب منه شمعة لأنه يعتقد أنها تجلب له الحظ. ما الخطأ في ذلك؟ طبعا أنا وافقت على ذلك ووجدته أكثر حماسا ليدرس. لذلك فإتركوا للطفل مساحته خاصة في عملية التعلم لأنه هو محور العملية التعليمية وليس أنا. من المهم أيضا تذكير الطفل أنه وإن أخطا فليست مشكلة إذ أننا كلنا عرضة للخطأ. فهناك أطفال يخافون من الدرس نتييجة حالة الرعب التي يصابون بها إذ ما أخطأوا. لذلك لا تثقلوا كاهل الطفل بعقوبات لا تزيده إلا نفورا من الدرس. ومن الجميل أيضا تذكيرهم دائما بالهدف من درسهم وهو أن يحققوا هدفا خاصا بهم وهو ما يجعل الطفل محفزا للدرس لبلوغ هدفه. ثمة أمر آخر أعتقد أنه جدا مهم، وهو أن نمكن الطفل من تحويل الدرس إلى لعبة يأنس بها. فعلى سبيل المثال، في إحدى المرات وجدت أن تلميذي غير راغب بدرس جدول الضرب فاتفقنا أن نتحدى بعضنا لنرى من يغلب. وكم كان جميلا أن رأيته بهذه الروحية العالية للدرس.
يمكن أن يتحقق هذا عندما نعوّد الطفل على الحصول على دفعة الدوبامين الخاصة به من الإنجاز وليس من المشتتات التي لا تنفع بشيء سوى لحظات سعادة مؤقتة. علينا أن نعلمهم الصبر على الأمور الصعبة التي تستحق وعدم الانغماس في الأمور عديمة الفائدة نيابةً عما يجب التركيز عليه بالفعل مثل الدراسة. هناك الكثير من التقنيات والأساليب التي يمكن للأب والأم استعمال سلطتهما على الطفل لتنفيذها، ومهم أيضًا عدم الانسياق لتنفيذ رغبات الطفل، فالوالدان مسؤولان عن مستقبل طفلهما وهو لا يدري ما الذي ينفعه وما الذي يضره.
أهم ما يفيد في هذا الشأن هو تحديد النمط التعليمي الخاص بالطفل، ولا معنى لمقارنة الطفل الساكن يستمع للدرس بذلك كثير الحركة، هو غالبًا ليس قليل التهذيب، فقط هو لديه طاقة يجب أن تخرج وهذا خارج عن إرادة الطفل.
لا بأس أن يتثقف المعلم وولي الأمر قليلًا حول الأنماط التعليمية والأنماط الشخصية للطفل ليساعدوه في الوصول لأفضل إنتاجية.
التعليقات