هل تأخذ منا متابعة الرياضات المختلفة أكثر ممّا تمنحنا؟
هل تأخذ منا متابعة الرياضة أكثر ممّا تمنحنا؟
أنا لست من متابعين الرياضة كثيرًا لكن برأيي طالما أنها في حدود المعقول لا بأس بها، والمشكلة في الرياضة أنها تسبب الإدمان والعصبية وقد يخرج المتابع من هذه الدائرة لأمور أخرى، في مثل هذه الحالات تكون قد أخذت أكثر من قدمت من متعة وتحولت لإدمان سيء له أضرار مختلفة، في هذا الوقت ينبغي اتخاذ إجراء فعلي لمنع تدهور الوضع أكثر.
الهدف منها المتعة لكن الأغلب يفهم هذا الأمر ويجعلها نقطة خلاف وخصام للأسف.
فعلا يا غدير. على الصعيد الشخصي، أنا من أشد محبي وعشاق كرة القدم، حيث أن مبارايتها تمثل أبرز مواعيدي اليومية التي أستغلها في الراحة. لكن في المقابل، اكتشفت أنها في فترة ما كلفتني الكثير، فبدأت في تنفيذ خطة للتخلص من هذه التأثيرات وحددت استهلاك الوقت فيها قدر الإمكان. كان من أبرزها مثلا:
- إفراط المشاهدة للمقاطع والتحليلات على منصات التواصل الاجتماعي ومنصات المشاهدة.
- تناول الرياضة من جانب واحد، وهو المكسب والخسارة، مما منعني وقتها من استغلالها في سياقات أخرى كالفن والأدب والكتابة المهنية.
- مشاهدة المباريات أثناء العمل. توقف عن هشه العادة بحزم، لأنها تسببت في العديد من المشكلات المهنية لدي، وكانت أحد أبرز مشكلات التشتت المهني التي عانيتها، خصوصا أنني مستقل ومجال العمل الحر يمكنني من استخدام الأجهزة بحرية أثناء العمل.
مشاهدة المباريات أثناء العمل. توقف عن هشه العادة بحزم، لأنها تسببت في العديد من المشكلات المهنية لدي، وكانت أحد أبرز مشكلات التشتت المهني التي عانيتها، خصوصا أنني مستقل ومجال العمل الحر يمكنني من استخدام الأجهزة بحرية أثناء العمل.
لدي مثل هذه العادة علي وهي تقلل من غنتاجيتي أو سرعتي في العمل بالفعل لكن انا فيما يخص مشاهدة البرامج والمسلسلات الاجنبية، هي لها فوائد بالطبع لا أقول لا وأنني أدرب سمعي دائمصا على اللغة وهذا أكد لي وصولي إلى درجة عالية في أنني لا احتاج لترجمة لفهم الحوار ولكن أحيانًا لا أستطيع منع نفسي واحاول كثيرًا بأن وقت العمل لا أتشتت بهذه الامور، كيف فعلت ذلك هل تدريجيًا أم توقفت تمامًا مرة واحدة؟
لدي أصدقاء لا يهتمون بالرياضة فعلا يا عماد. إنه أمر لا بأس به على الإطلاق. في المقابل، أصطدم دائما بأشخاص مخطئين في هذا الحكم، حيث أنهم يندهشون من أشخاص مثلك لا يفضلون مشاهدة المنافسات الرياضية، وهو أمر سخيف بصراحة. لأننا نفترض دائما أن ما نحبه يجب أن يحبه الآخرون ويشعروا بما نشعر به. هذه مغالطة كبيرة. لكن أخبرني، هل لديك بديل عن مشاهدة الرياضة؟ هل تجد في نفسك شغفا لسلوك المشاهدة في غير المنافسات الرياضية؟ وإن كانت الإجابة نعم، فما هو البديل بالنسبة إلي؟
السؤال ب هل يقتضي الإجابة بنعم أو لا
نعم نعم نعم
ولأن أسألتك صعبة سأردها لك😏
أخبرني ماذا تعطي الرياضة وماذا تأخذ؟
أخبرني ماذا تعطي الرياضة وماذا تأخذ؟
أحب هذا الأسلوب في الجدال وفتح باب النقاش يا صديقي، أحييك.
بالنسبة لإجابتي، أرى أن الرياضة، مثلها مثل الكثير من الأمشطة الإنسانية، سلوكا ترفيهيا لا غنى عنه لدى الكثير من الأشخاص. إنها مساحة تفريغ للمشاعر والضغط والحزن والاكتئاب، مساحة لرصد فرح بسيط أو حزن ينقضي بعد وقت، فهي مثال مصغر عن الحياة، وعن الخديعة والقوة والمنافسة والود والروح الرياضية، رغم وحهها القبيح في الكثير من الأحيان.
أما عم تأخذه، أجد أن الإفراط في تقديرها قد يؤدي بنا إلى الكثير من المشكلات، والتي ظهرت أمامي بين أشخاص حقيقيين وبعضهم البعض. من أبرزها:
- خسارة الأصدقاء.
- الانفعال على الآخرين.
- إهانة الأشخاص من مشجعين أو فنيين أو لاعبين أو حكام أو صحافيين.. إلخ.
- إضاعة الوقت.
- التمادي في العصبية.
- الحزن المفرط.
- التقلب المزاجي.
- مشاعر الإحباط.
- فرط متابعة الحيوات الشخصية للآخرين.
وغيرهم.
على العكس تماماً، تمنحنا بأكثر بكثير مما نمنحها، غالباً هذا السؤال ناتج في عقولنا لربط هذه العادة فقط بمسألة الانتاجية وإضاعة الأوقات، لكن بهذا الأمر سنتجاهل أمراً مهماً جداً، ما تمنحنا إياه هذه العادة كبير جداً ومسؤول عن راحتنا في الحياة، على سبيل المثال:
- نحافظ على التوازن الذي يختل بسبب أعمالنا أو دراستنا، هذه الصعوبات التي نقضيها في أماكن تواجدنا الصباحية سواء بالعمل أو بالدراسة لا يمكن أن تستعاد توازنها إلّا بمتابعة أمر غير مجهد عقلياً وبذات الوقت يضمن متعة بجرعات عالية جداً ولا شيء يلبي هذا كالرياضة
- المتابعة الرياضية بالغالب حدث يقوم به الشخص بشكل مجموعي، بظل عزلة كبيرة يعيشها الجميع بعد اختراع الانترنت واستخدامه على نطاق شامل تشُكّل الرياضة متنفساً للاجتماع، للتشارك، للصراخ والانتماء والتسلية المجموعية.
- يحتاج الإنسان إلى تطهير مشاعره برأي أرسطو وبرأي علماء النفس بشكل خاص، الرياضة هنا تغدو علاجاً حقيقياً لكل خلل نفسي دفين أيضاً، بالمتابعة، بالخسارة والربح وتفعيل هذه المشاعر الإنسانية يفرغ المرئ الطاقة السلبية وتتجدد لديه الطاقة الإيجابية
كل هذا برأيي يؤكّد بأنّها تمنحنا بأكثر بكثير من سلبنا.
التعليقات