مرحبًا يا رفاق!
من الظواهر السيئة في عالم الإنترنت، تجييش وحشد المتابعين من قبل المشاهير وتوجيههم لمهاجمة شخص أو حتى قد يصل الأمر إلى التعدي عليه والإضرار به، سواء كان مخطئًا في أمر ما أو مظلومًا، وغالبًا ما تكون هذه الجيوش الإفتراضية من المتابعين صغار السن، فكيف يمكن لنا التصدي لهذه الظاهرة من وجهة نظركم؟
يمكننا حل هذه المشكلة بالتوعية، فالكثيرون لا يدركون هذا الأمر ومدى خطورته، ويقومون بالانحياز للطرف الذي تتم مهاجمته من قبل عدد كبير من الناس دون التعمق في التفكير بشكل منطقي، لذلك لا بد أن يسعى من يدرك ألاعيب هؤلاء المشاهير أن يحذر الأهل والأصدقاء منهم، وينصحهم بعدم مشاركة أي محتوى لا يتأكدون من صحته، مع التأكد من كل خبر أو معلومة من مصادر موثوقة وأشخاص متخصصين قبل النشر لأن هذه أمانة سنحاسب عليها.
لا يمكن للمشاهير المحترفين القيام بهذا إلا في حالة واحدة وهي التصفية السياسية وهذه أذرع خفية تديرها أجهزة الاستخبارات وقد تنبثق منها لجان إلكترونية.
أما التجييش العادي فعادة يقوم به المشاهير الذين أسميهم تحت السلم ضد أقرانهم وهذه تصفية حسابات لا دخل لنا بها.
ولا أظن أن هناك نمط ثالث يمكن مناقشته إلا إذا كانت لديكِ دراسة حالة فردية يمكن مناقشتها.
أما التجييش العادي فعادة يقوم به المشاهير الذين أسميهم تحت السلم ضد أقرانهم وهذه تصفية حسابات لا دخل لنا بها.
لكني مؤخرا مثلا، رأيت مشاهير معروفين عالميا، ولهم متابعين بالملايين، ويقومون بذلك. كيف يكون مجرد تصفية حساب؟ فمثلا أحد المشاهير المعروفين كانت تقوم بالتعليق بقصد، وبطريقة معينة على بعض المنشورات حتى يدخل متابعوها، ويدمروا صاحب الحساب. وأحيانا تعمل فقط "لايك" على رأي ما حتى ينهال متابعوها بالسباب، والهجوم على الشخص الذي تم الاعتراض عليه في المنشور. وقام أحد الناس بتجميع دلائل واضحة وقوية ضدها.
أرجو ذكر الحالة حتى يتم تقييمها بشكل عادل لأنه ليس هناك شيء بدون سبب. أما طريقة ريهام حجاج في تقبل النقد هذه فلا يتبعها إلا من سميتهم بالأعلى تحت السلم.
منذ فترة أثناء متابعتي لإحدي صفحات الطبخ على الفيس بوك كان هناك منافسة بين متابعي اثنين من أصحاب تلك القنوات، وكان هناك خلاف حول عدة وصفات ايهما قدمتها اولًا (وللأمانة هي وصفات عادية ليست مبهرة كثيرة وربما نقلوها من صفحات أجنبية)، ما لاحظته هو التحيز الشديد، وما يشبه الهجمات المنظمة من متابعي الصفحتين، من ناحية التشهير والاتهامات والإهانة أحيانًا من الجانبين، بل وتعدى النشر صفحاتهما الخاصة فصاروا ينشرون بصفحات أخرى أكبر، ما استغربته وقتها هو ماذا سيستفيد هؤلاء المتابعين من تلك الضجة في النهاية؟ في اعتقادي لا شيئ سوى هدر الوقت والطاقة، ولن يستفيد سوى أصحاب الصفحات بتحقيق قدر أكبر من الشهرة ولو كانت ذات أثر سلبي
كل المشاهير من هذا النوع يندرجون تحت قسم تحت السلم بالنسبة لي وهؤلاء من ذكرتهم بالأعلى.
انظري إلى الحملات الإعلانية التي تقوم بها الشركات المحترفة مثل بيبسي وكوكاكولا، ميكدانولز وبيرجر كينج، ميرسيدس وبي إم دابليو، وسترين الفرق في الثقافة وطرق اللعب مع المنافسين. أما هؤلاء أصحاب قنوات الطبخ ويوميات زعبل ولبلب وكل من هم على هذه الشاكلة هم ذباب إلكتروني أو ما أسميهم ضبابير إلكترونية لأن الذباب الإلكتروني هو مصطلح يُطلق على اللجان الإلكترونية فدعنا نختار لهؤلاء اسم غير علمي.
رغم تصنيفهم في فئة تحت السلم كما تقول، إلا أنه ما زال لهم تأثير كبير ولهم عدد كبير من ابمتابعين، وهذا يخبرنا عن توجهات هؤلاء المتابعين، وانه يمكن التأثير فيهم بصورة أو بأخرى وتوجيههم إلى حيث يريد أصحاب تلك الصفحات ولو بغير قصد، بشكل أساسي ينبئ بمخاطر تلك الظاهرة، وهو ما يلزمنا باتخاذ تدابير وقائية لحماية أبنائنا من هذا التأثير.
كنت أناقش هذا الموضوع مع إحدى الباحثات في مجال الإعلام وتوصلنا إلى أن الأجهزة الإعلامية هي التي لديها حلول لهذه المشاكل وهي أن تقوم بهيكلة محتواها ليناسب هذه الفئات من ناحية ويقوم من سلوكهم من ناحية أخرى. فبدلا من استضافتهم في البرامج أو جعلهم يمثلون في الأفلام يمكن منافستهم بما يفيد الفئة المستهدفة ويقلل من تأثير أُلائك المؤثرين المزعومين.
أما التجييش العادي فعادة يقوم به المشاهير الذين أسميهم تحت السلم ضد أقرانهم وهذه تصفية حسابات لا دخل لنا بها.
نعم قد نرى من زايتنا أن لا دخل لنا بها ما دمنا غير منخرطين في الصراع، ولكن هذا الإنسياق وراء المشاهير وباستغلال الأطفال والمراهقين، قد يكون من ضمن هذه الجيوش أخوك الصغير أو طفلك، وهذه التحريض ينمّي فيه سلوك عدواني غير سوي، ويجعل منه مجرد شخص متنمر ينتظر إشارة من مشهوره المفضل ليفرغ سمومه على الآخرين.
لا يمكننا إدّعاء أننا لن نتأثر، هؤلاء الأشخاص المندفعين خلف الشاشات يعيشون حولنا وبيننا، كيف يمكننا التعامل مع الأمر؟
التوعية التوعية التوعية، وكل فرد يمكنه أن يبدأ بمَن حوله؛ وحقيقي لو زاد إدراك هؤلاء الأطفال أو المراهقين لن يتابعوا أُلائك الأشخاص عديمو المحتوى.
هذه الظاهرة منتشرة بشكل مخيف على التيك توك، كل شخص له جيش يدعمه ويدفعون لهم ويدعموهم بالمال أيضا، وبمجرد أن يطلب منهم شيء يفعلوا، لا أعلم ما السبب في ذلك، خاصة أن أغلب المتواجدين على تيك توك لا محتوى ولا أخلاق.
المشكلة أنهم يربحون مبالغ ضخمة تغري الكثير، والشباب لا يعرفون مصدر هذه الأموال، وأن هناك شبهة بهذا الأمر
تخيلي شخص يربح 25 مليون جنية بجولة تيك توك واحدة، كيف سيتأثر الشباب المكافحين من ذلك
وهذا ما يجعل الكثير من الأشخاص يندفعون نحو منصة تيك توك بشكل غير عقلاني، ويفعلون أمورًا سيئة وستنكرة فقط لاكتساب الشهرة والأموال بسهولة، فهل يستحق المال أن تحط من قدرك وتشوه صورتك أمام المجتمع بهذه الطرق المهينة التي نراها بكثرة في التيك توك؟
لابد من الرقاب الإليكترونية لكل بلد تدافع عن شعبها ومواطنيها وأن يكون هناك حقاً مباحث إليكترونية بشكل حقيقى وأن يكون لكل دولة وزارة مختصة بهذا الأمر أو حتى وزارة الداخلية تبدأ فى العمل على هذه الأمور ومن يشهر بأحد أو نرى أنه يقوم بتزييف أو بالتشهير بأحد أو أو، يتم معاقبته ويُفضل أن يكون عقاب إلكترونياً كتقييد حسابة سنتين مثلاً مع عدم مقدرته على فتح حساب أخر لابد من تقنين الإنترنت أيضاً والعقاب يعتمد على عدد المتابعين وقوة الحساب الشخصي وأن يكون هناك إبلاغات خاصة أن يُسمح لكل شخص تقديم بلاغ فى أى محتوى هجومى، أو مسئ بشكل عام.
المشكلة الأساسية تكون في الأسرة التي تسمح لأطفالها بمتابعة والتفاعل مع أمثال هؤلاء، وأعتقد ان أساليبهم وتأثيراتهم ليست خفية ويمكن ملاحظتها بسهولة، وأظن أن البدء بتوعية الأهل بخطر هؤلاء المشاهير السلبيين على أبنائهم هو خطوة أولى في الحد من تأثيرهم على الأبناء الصغار، وبناء الوعي لديهم في تجاهل هؤلاء الأشخاص.
ولكن أكثر ما يثير استغرابي هو كيف يصل بعض المتابعين إلى هذا الحد من التبعية للمشهور؟ مع العلم أنه لا يستفيد منه شيئًا بل المشهور هو من يستفيد منه ذهبًا ولكنه مستعد للتضحية بكل شيء في سبيل هذا المشهور.. هل هذا شكل من أشكال العبودية المعاصرة؟
ربما هذا بسبب نقص الوعي، وبصورة كبيرة ان هؤلاء الناس ليس لديهم اهداف ومسئوليات واضحة في حياتهم، وربما ليس لديهم هوية، فقط يتبعون القطيع، فإذا وجدوا من يتجمعون حوله فيفعلون دون إرادة أو وعي، ظنًا منهم انهم وجدوا انتمائهم، ولعل هذا يشبه إلى حد ما السلوك المتعصب لمشجعي كرة القدم المتحيزين للأندية التي يتابعونها.
ولعل هذا يشبه إلى حد ما السلوك المتعصب لمشجعي كرة القدم المتحيزين للأندية التي يتابعونها.
هذا من أسوء ما يكون، وربما يمكن تبريره بالأدرينالين الذي تفجره هذه الرياضة بداخل جمهورها، فتصبح هيئة المباراة أشبه بمعركة بين جيشين، ولكنها تصل أحيانًا إلى مستوى مريض جدًا، بالأمس اطلعت على خبر وفاة ابن أحد الإعلاميين الرياضيين المشهورين بميوله لأحد الفرق، المرعب هنا أنه كان هناك بعض التعليقات التي تشمت بوفاة الإبن من بعض -قلّة- مناصري الفريق المنافس.. إلى هذا الحد؟!
أعتقد أن هذا استغلال بشع للمتابعين وأرفض ذلك تماماً، لأن كل متابع يهاجم وينساق يجهل تأثير ما يفعله على الشخص المتعرض للهجوم، وأرى أن الأمر يمكن التعامل معه بحملات التوعية، أو بإجراءات إلكترونية تحظر أي مؤثر يحرض على ذلك .
التعليقات