يقول ريتشارد برانسون مؤسس مجموعة فيرجين جروب :" اذا اعتنيت بموظفيك اعتنوا هم بعملائك" ولأن التدريب وصقل مهارات الموظفين هي جزء مهم في أي بيئة عمل ناجحة بالإضافة إلى أنه يساهم في الاحتفاظ بالعملاء وجذب عملاء محتملين؛ أردت من خلالكم التعرّف على استراتيجيات أو نصائح يمكن أن تفعلها كصاحب شركة أو مشروع محتمل. لذا شاركوني بخططكم وتكتيكاتكم ونصائحكم في تدريب موظفينكم؟
لو كنت مسؤولا، كيف يمكنك تدريب الموظفين؟
لو كنت مسؤولا، كيف يمكنك تدريب الموظفين؟
الإنصهار مع موظّفيك بالقدرِ الذي لا يتعدّوا حدودهم فيقلّلوا إحترامهم معك، وبالقدر الذي لا يحسّوا بأنّك ملكٌ عليهم، هذه النٌّطة مهمّة جدّا في العمل، فالأسلوب الكلاسيكي في التّعامل مع الموظّفين أصبح مملّا للغاية، ويخلق مشاكل كثيرة منها توتُّر الموظّفين وخوفهم من العقوبات وغيرها، فماذا لو كان المسؤول يتعامل بلطف وطيبة ويضع ثقته في موظّفيه، لا شكّ أنّهم سيحبّون عملهم أكثر فأكثر، ورأيت نماذج كثيرة خاصّة في فرق العمل الشّبابية الحديثة، أين تجد عقلية المسؤول رائعة جدّا وتجده حريصا على عمله ومهتمّا بموظّفيه الواحد تلو الآخر ويبذل قصارى جهده ليحسّن من وضعية عملهم، ولا شكّ في أنّ ذلك سيعود بنتائج جيّدة على عمله، أتساءل ماذا سينفع الشّركة والعمل تكبُّر المسؤولين وتغطرسهم في العمل وكأنّهم ملوك زمانهم! سيفلسون إجتماعيا وماليا، لا شكّ في ذلك.
بخلاف تعامل مسؤول الشركة بشكل أفضل مع موظفيه، الا يوجد هنالك استراتيجيات معينة في تدريب موظفيك بنجاح مثلا إنشاء برنامج لتدريب الموظفين، استضافة دورات تدريبية وغيره؟
سيخلق فرصاً أكبر لتعرف على مشكلات الموظفين وتتبع أدائهم حتى تقييهم بشكل أفضل لأنك سترى تصرفاتهم وسلوكهم عن قرب وليس فقط ما سيصل لك .
صحيح، بخلاف ذلك لا مانع من القيام بتدريب الموظّفين وأن نبحث لهم عن فرص تدريبية وتكوينية، هذا شيء جميل، عوض البحث عن موظّفين يتقنون مهارات معيّنة يمكن الإستثمار في الموظّفين الحاليّين وتكوينهم من جهة سيقلّل الميزانية من حيث جلب موظّفين جدد، ومن جهة أخرى سيتمّ ترقية العمّال وتحفيزهم في حالة إتقانهم لمهارات جديدة، ومنه الإنتاجية.
الإنصهار مع موظّفيك بالقدرِ الذي لا يتعدّوا حدودهم فيقلّلوا إحترامهم معك،
أعجبني مصطلح الانصهار شعرت أن المدير أصبح أو تنحى عن موقعه ليتساوي مع الموظف الأمر سيخلق فرصاً أكبر لتعرف على مشكلات الموظفين وتتبع أدائهم حتى تقييهم بشكل أفضل لأنك سترى تصرفاتهم وسلوكهم عن قرب وليس فقط ما سيصل لك .
سيخلق فرصاً أكبر لتعرف على مشكلات الموظفين وتتبع أدائهم حتى تقييهم بشكل أفضل لأنك سترى تصرفاتهم وسلوكهم عن قرب وليس فقط ما سيصل لك .
نعم، ورأيت مثالا حيّا مشابها حينما كنت في الثانوية، مدير المؤسسة لا يمكنك تفرقته عن بقية العمّال، يشاركهم في كلّ شيء حتّى في الحملات التطوعية، ويقوم بأعمال إضافية بعيدا عن مهامه اليومية الكلاسيكية.
وليس فقط ما سيصل لك .
حينما يكون قريبا منهم، فلا داعي لمراقبتهم، فذلك القرب سيولّد نوعا من الثّقة ويضفي للإنتاجية في العمل ما يضفي، كذلك أنا لست من أنصار المراقبة، بل أحبّ التقييم بطرق عصرية وليس بالكاميرا والقلم.
أعتني بمصطلح التوظيف عن بُعد منذ فترة طويلة. وعلى الرغم من أنه يعد مصطلحًا غير شائع بالنسبة للعديد من الشركات ذات الاستراتيجيات التقليدية، أجد أن المسألة تتخطّى حدود تقنيات التواصل مع الموظف عن بُعد أو تعزيز الأدوات الرقمية. أجد أن تطوير الموظّفين يتطلّب في البداية أن يكونوا جزءًا من بيئة العمل، خصوصًا الرقمية منها، حيث أن التواصل التقني معهم ليس بالإجراء الفعّال على الإطلاق. يجب أن يكون التواصل في إطار عاطفي قدر الإمكان، من خلاله يمكنهم الشعور بأنهم جزء من منظومة الشركة. من خلال هذه الآلية يمكن تطويرهم فعلا.
تتعد الاستراتيجيات اللازمة للحفاظ على الموظفين بناء على العامل النفسي و العامل المادي و آخر بيئي و يمكن حصرهم فيما يلي:
- الحوافز المادية و المكافآت.
- اختيار الموظف المناسب للوظيفة المناسبة
- خلق بيئة عمل صحية نفسيا و غير سامة.
- حرية القرارات ( بشكل مقنن و لبق).
- التوازن بين العمل و الحياة الاجتماعية و الشخصية و تنمية الذات و تخصيص وقت شخصي.
- الحوافز المعنوية من هدايا و غيرها من تعابير لطيفة و تعليقات مشجعة.
- الإرشاد المهني و الوظيفي.
- تنمية السمات الريادية في الموظف مع العمل الجماعي.
قد أشير هنا إلى نقطة تبدو أقل شيوعاً فيما يخص التعامل مع الموظفين وهي إشراكهم في عملية اتخاذ القرار فبعض المدراء يتجنبون الإستعانة بآراء الموظفين ويتجاهلون دورهم في عملية اتخاذ القرارات المهمة ويقصرونها على مجلس الإدارة فقط، لذلك من الوسائل المهمة لتحفيز الموظفين وتعزيز ارتباطهم بالشركة هو تمكينهم من ذلك وإشعارهم بأن آراءهم واقتراحاتهم محل تقدير واهتمام من قبل الإدارة .
أما عن التدريب فأفضل أن يتم تحت إشراف فريق متمرس في التدريب المهني مع ضرورة الإحاطة بكل التفاصيل والإحتياجات اللازمة للموظفين، واتباع أساليب جديدة إلى جانب الوسائل التقليدية مع الحفاظ على تواصل فعال فيما بينهم .
الشركات الكبرى تعنى كثيرا بوضع خطط واعدة لتدريب موظفينها وتحفظ في سبيل ميزانيات خاصة بالتدريب والذي عادة ما ينقسم إلى شقين شق خاص بالمهارات الخاصة بطبيعة العمل والوظيفة وهذه تحدد حسب التقييم الدوري للموظفين حيث يتبين نقاط القوى ونقاط التحدي التي تحتاج غلى فرص التحسين مستقبلا ومن ضمنها المساعدة بالتدريب.
والشق الثاني لا يقل أهمية وهي عن soft skills (لا تحضرني ترجمتها المناسبة بالعربية ولكن اعتبرها مفهومة دون ترجمة) وتتضمن مهارات التواصل مع الآخرين والعمل الجماعي وما إلى ذلك. وهي أيضا تقترح وتحدد حسب التقييم وتقارير الأداء الخاصة بكل موظف.
ومن ثم يتم متابعة هذه الخطط بشكل جدي للغاية بحيث قد يخصص له فريق عمل خاص بقسم الموارد البشرية.
________________
وعن نفسي كنت أتعجب حقيقة من كم أو حجم الميزانية الموضوعة بمثل هذه الشركات وحيث يكون التدريب على أعلى مستوى وبأسعار كنت أجدها مبالغ فيها إلى أن دخلت في نطاق عملي وعلمي واشتغلت بأحد أهم "نماذج العمل القياسية" وهو كان الأشهر عالميا في مجال صناعة البرمجيات (مناظر للآيزو في المجالات الأخرى) وهي يسمى بنموذج integrated Capability Maturity Model (CMMi) t فوجدته يركز كثيرا كثيرا على نقطة تدريب الموظفين هذه ويربطها بكل شيء آخر يمس جودة العمل وتقانه وإنجاح المشاريع وهكذا فتعلمت أو استوعبت الدرس جيدا.
على الرغم من أهمية صقل شخصية الموظف وتطويرها من خلال إجراء دورات تدريبية بين الحين والأخر فهناك أمور أخرى لا تقل شأنا تساهم في تطور الموظف. فحينما أكون صاحب عمل وأؤمن جوا إيجابيا للموظفين يرتكز على التشجيع والنقد البناء, فأنا أساهم في زيادة إنتاجيتهم من جهة وفي تعزيز ملكاتهم الإبداعية والإبتكارية من جهة أخرى. ويمكن خلق الأجواء الإيجابية من خلال:
- تعزيز العمل الجماعي
- الثناء على الموظف عندما يقدم عملا مميزا
- توجيه النقد السلبي بطريقة إيجابية
- إجراء لقاءات شخصية ودورية بهدف إذابة الجليد
- عدم إثقال كاهل الموظف بالوظائف المملة والروتينية
ببساطة أن تعرف كيف تكون قائدا، وليس مديرا، فالقيادة أكثر فعالية من الإدارة وتعطي نتائج مبهرة على صعيد الإنتاجية العامة.
من الأمور التي أراها مفيدة جدًا للموظفين في بيئة العمل لزيادة الإنتاجية والكفاءة فإن الموظفين بحاجة إلى الشعور بالأمان والاستقرار، أن يتعامل معهم المدراء بتعاون وليس بطريقة هرمية وأوامر برأيي زمن هذا النظام قد ولّى ولا يعد له أي فوائد او استخدامه بحكمة.
ثانيًا، فيما يخص التدريب على تقنيات أو برامج جديدة الأفضل اقامة دورات تدريبية داخل الشركة تساعد في تبسيط الأمور الجديدة، أو حتى عبر الإنترنت.
الاخذ بعين الاعتبار الأفكار والاقتراحات والشكاوي التي يقدموها لأنه على رأس العمل وهم أدرى فيما يحتاجوه.
تمكين الموظفين من خلال التفويض المناسب والمسائلة والارشاد، ليس بهدف زيادة ضغط العمل.
المساعدة في عملية اتخاذ القرارات بواسطة عقد اجتماعات تفاعلية تطرح الأفكار والحلول اللازمة.
التعليقات