استغرب أن بعض النقاد يعطون الأفلام والمسلسلات تقييمات جيدة على الرغم من أنها مملة، في حين أنّ الأفلام المثيرة تحظى بتقييم سلبي من قِبلهم، فهنا ما هي المعايير التي يمكننا العمل بها عند تقييم أي عمل فني؟
ما هي معاييرك في تقييم الاعمال الفنية؟
ما هي المعايير التي يمكننا العمل بها عند تقييم أي عمل فني؟
يعتمد التقييم للعمل الفني على العديد من المقومات منها مجال ونوع العمل الفني نفسه، والمدرسة الفنية الحاكمة والوقت أي المرحلة التي انتج فيها العمل الفني ، لكن عموما توجد بعض المعايير العامة التي تتشاركها كل الأعمال الفنية منها:
- المعايير الذاتية: شخصة المتلقي، ثقافته، مستواه المعرفي...إلخ
- المعايير الأكاديمية: بالرجوع للقواعد الأكاديمية في كل مرحلة ونسب المنظور وأسس العمل الفني الكلاسيكية
- المدراس الفنية: الحكم بالاعتماد على الميل الفني لأحد المدارس مثل المدرسة الكلاسيكية والإنطباعية والتعبيرية والتجريدية وغيرها..
- الأسس الفنية الجمالية: كل فن له اسسه الفنية الدقيقة لكن في العموم يحتاج على الاقل إلى النظر في التكوين والتوازن والترابط والتنوع والوحدة، الإيقاع والتوافق والتباين والحركة ....ألخ
- عناصر العمل الفني والرسالة الفنية: اي مراجعة الألوان ودرجاتها وإنسجامها والخطوط وأنواعها /الأشكال والكتل والفراغ الاتجاهاتـ الظلال ، ملامس السطوح....
بالنسبة للنقاد والكتاب المتخصصين في صناعة الفن يهتمون بالمعايير الفنية و مدي جودة واحترافية العمل الفني.
ويأتي في المرتبة الاولي الاخراج حيث ان مخرج العمل الفني هو المسئول الاول والاخير عن نجاح اي عمل فني وعن مدى احترافيته في ادارة فريق العمل الفني من مصورين ومخرجين مساعدين والممثلين وادارة الانتاج و الملابس واماكن التصوير والديكور وغيرها. وايضا مسئولية المخرج عن الرؤية الفنية مع كاتب العمل سواء كان هذا العمل من الادب العالمي او سوف يتم اعادة كتابة السيناريو والحوار ومدى جودة القصة وتميزها عن غيرها وهل هي مكررة او مستنسخة.
وفي المرتبة الثانية قصة العمل الفني واهمية الرسالة التي يحملها هذا العمل ومدى اهميتها بالنسبة لحياة الانسان من مشاعر وتفاعلات وفكر وابداع. ويأتي دور الممثلين في المرتبة الثالثة في تقييم معايير جودة العمل الفني ومستوى الاداء العام لكافة الممثلين.
حيث ان المتعة والملل في أي عمل فني هو نسبي فما تعتقده ترفيه جميل لك قد يكون مملا لمشاهد آخر. فشرائح المشاهدين المتلقين لاي عمل فني يختلفون باختلاف افكارهم وتنوع ثقافاتهم.
فهناك المشاهد المثقف الذي سوف يستمتع حتما بالاعمال المأخوذة والمقتبسة من الادب العالمي مثل المسرح الاشكسبيري وغيره او مأخوذة من التراث العالمي مثل تلك الاعمال المقتبسة من التراث الياباني والروسي وغيره.
الاخراج حيث ان مخرج العمل الفني هو المسئول الاول والاخير عن نجاح اي عمل فني وعن مدى احترافيته في ادارة فريق العمل الفني من مصورين ومخرجين مساعدين والممثلين وادارة الانتاج و الملابس واماكن التصوير والديكور وغيرها. وايضا مسئولية المخرج عن الرؤية الفنية مع كاتب العمل سواء كان هذا العمل من الادب العالمي او سوف يتم اعادة كتابة السيناريو والحوار ومدى جودة القصة وتميزها عن غيرها وهل هي مكررة او مستنسخة.
ولكن برأيك لماذا نجح مسلسل "La casa de papel، على الرغم من اهتمام المخرجين والمنتجين به، فمثلا المسلسل لاقى انتقادات سواء في تقنية الفلاش، ناهيك بأنه ألقى كل ما يجبه المشاهد دفعة واحدة عليه وبالتالي هذا تحايل صدر من المخرج!
لم اشاهد هذا العمل اخي المجهول وان كنت قد سمعت عن شهرة هذا المسلسل وحبكته الدرامية من الاخرين.
وبما انني لم اشاهد المسلسل فلا استطيع تقييمه حيث ان هذه النوعية محببة لدى الكثيرين من المشاهدين ومتابعي مسلسلات الاثارة والجريمة والالغاز.
معاييري الشخصية لتقييم الاعمال الفنية هي التالية:
- الرسالة: ان تكون الرسالة من العمل صادقة, حقيقية, واقعية, جميلة, بناءة, وتفيد او تخدم المتفرج
- النص: ان يكون السيناريو على قدر محترم من العمق, بعيداً عن السطحية في التعامل مع الامور
- الايجابية: ان لو لم يقدم لنا العمل علم, يقوم برسم ابتسامة او شعور جميل, حافز على سيبل المثال
- العالمية: ان لا يكون محصور في نطاق ثقافة معينة, ولكن يتجه صوب جميع الناس من كافة الاعراق
- التوقيت: احترم الاعمال التي لا تضيع الوقت والتي غير محشورة بالكثير من الحشو.
الرسالة: ان تكون الرسالة من العمل صادقة, حقيقية, واقعية, جميلة, بناءة, وتفيد او تخدم المتفرج
هل تتفق معي في أنّ الكثير من الاعمال الفنية قد لا تتضمن اي رسالة صادقة، فاليوم بدأ يلفت نظري بأنّ ما يهم مخرج أو منتج الفيلم هو الجانب التسويقي فقط؟
استغرب أن بعض النقاد يعطون الأفلام والمسلسلات تقييمات جيدة على الرغم من أنها مملة
الناقد مشاهد مختلف، من طينة خاصة، له معرفة وانتباه خاص وله القدرة على تلقي العمل الفني، بعد توفر هذه الشروط ينتقل للعمل، وتطرح أسئلة المقال النقدي انطلاقا من العمل الفني الذي نتلقاه، لا تُقارن نفسك بالناقد أثناء المشاهدة ولكن ثق به وحاول مجادلته والكلام معه، ستفهم وتعيش ويحكي وتُدرك بأنّهُ قادر على أن يُلفتك لمُتع كثيرة لم تكن تتصور أنّها موجودة.
النقد ليس خبراً صحافياً، والخبر السينمائي ليس نقداً، النقد السينمائي ليس استطلاع رأي ولا عرضا لأرقام البوكس أوفيس أو مراجعة بسيطة ترويجية، الشرط الأساسي لممارسة النقد السينمائي هو التوفر على حساسية فنية وموهبة وملكة كتابة ملائمة، مع معرفة واسعة في مختلف الفنون ومشاهدة مكثفة للأفلام الجيدة والسيئة، الناقد السينمائي حسب فرودون، الناقد السينمائي هو الذي يذهب ليشاهد الفيلم ثم يجلس ليضع وجها لوجه: العمل الفني وذاتيته التي ستلْهم كتابته.
أجد الفن قائما على الاستقبال والمتعة في المقام الأول. لذلك لا أستطيع أم أتقبل فكرة النقد الفني في إطار المتعة وحكم الجمهور في كل تناول. ولا أنفي هنا أهمية النقد الفني بكل تأكيد، فالعديد من أشكال المحتوى الفني تعتمد على تقنيات في النهاية يجب أن تتوافر كي يتجسّد هذا العمل. لكن من جهة أخرى، لا يمكننا تناسي الغرض الأول من هذا اللون من الممارسات الإنسانية: التواصل والتلقي، المتعة والارتباط بالمشاهدة، تحفيز الخيال، وغيرهم. أما أن يكون النقد التقني جزءا أصيلا في الحكم على العمل، فهذا ليس سوى انحرافا ثقافيا بالنسبة إلي.
لا يوجد معايير مشتركة بين كافة النقاد، الأمر يرتبط بالزواية والرأي المستند وأحيانا أخرى بالخلفية الثقافية ة الدينية.
لذلك من بين المعايير الشائعة في تقييم العمل الفني، هي المعايير الاخلاقية والتعليمية والفنية والأكاديمية وغيرها.
ولكن المشكلة هو أن بعض النقاد سامحهم الله يقدمون نقدهم على إعتماد على قناعة ذاتية ورؤية شخصية فقط، وهنا المشكلة عندما يكون الفيلم أحد قضية رأي عام فهنا لابد من ان يكون تقييكا موضوعا مبنيا على أدلة وحقائق واقعية.
هو أن بعض النقاد سامحهم الله يقدمون نقدهم على إعتماد على قناعة ذاتية ورؤية شخصية فقط، وهنا المشكلة عندما يكون الفيلم أحد قضية رأي عام فهنا لابد من ان يكون تقييكا موضوعا مبنيا على أدلة وحقائق واقعية.
ولكن لماذا لا نقول بأنّ النقاد يرون نقاط معينة في العمل الفني نحن نغفل عنها أو أننا على غير دراية بها مثلا؟!
الناقد يضع نقاط العمل الفني علي الكتابة ومنطقية الاحداث والصورة وانفعالية التمثيل ، لكن هناك من يضع النقاط الاضافية تبعا لحبه لاسلوب المخرج او الكاتب .
بالنسبة للمشاهد فإن اول معاييره هي البطل ثم الصورة ثم القصة ومحاورها ولعل هناك الكثير من الافلام الناجحة بشباك التذاكر والدراما وليس لها اي منطقية في السرد لكن ايضا لا يجب ان نأخذ فكرة الناقد هي الصواب دائما لان هناك دائما حب وشغف بأعمال مخرجين وكتاب واهواء شخصية واموال مدفوعة وهدايا للكتابة عن الاعمال .
التعليقات