ما هي أكثر شركة اندهشت لسقوطها وكيف حدث ذلك؟

ربما شركة الطاقة الامريكية ( إنرون) وكيف سقطت على اثر فضيحة محاسبية حدثت بها

فضيحة محاسبية من أي نوع؟ هل تعنين بذلك فسادًا ماليًا أم خطأًا غير مسبوق؟

أيضًا شركة Olivetti الايطالية ، الشركة الخاصة بالتقنية والتي اشتهرت بتصميمها الصناعي وانتاج أجهزة الكمبيوتر الشخصية. لكن فيما استحوذت شركة بيل على حصة من الركة ثم باعتها للشركات أخرى ولكن في النهاية ضمت لشركة تيليكوم إيطاليا

إنها من المرّات القليلة التي أسمع فيها عن مستحوذ عانى فيما بعد أزمة مماثلة. هل كانت هذه التجربة سببها الاستحواذ أو الصفقة نفسها؟ أم أنه مجرد توالي زمني وانتكاس بعد فترة استقرار؟

افتقدنا مشاركاتك يا شيماء. عودة حميدة!

وأعتقد أن السبب في ذلك الإفلاس هو عدم وجود دراسة جدوى محكمة وبالأخص الدراسة المالية، فقد اعتمدت الشركة المالكة على تأجير أغلب الفروع وليس الامتلاك، مما أدى إلى صرف أموال طائلة على الإيجارات، بل وتأخير الرواتب. وكان من الأفضل التقنين في عملية الانتشار على حساب الخدمة المقدمة والاستمرارية.

أخبرني أحد الأصدقاء، وهو يعمل محاسبًا في أحد البنوك، عن تجربة هذه الشركة بالتحديد، حيث أنه صدمني بفكرة أن هؤلاء الشباب لم يدرسوا الأمر بالقدر الكافي، وأنهم اعتمدوا في خطتهم على أن يكون هدفهم هو فتح أكبر قدر من الفروع حتى وإن كان الأمر يتم بالدين، حيث يفتح الفرح ويسدّد إيجاره من قرض البنك، وتسدد ديون قرض البنك طويلة الأجل من خلال أرباح قصيرة الأمد. لكن الأزمة واتتهم عندما أصبح الأمر مفتوحًا أكثر من اللازم، وأصبح عدد الفروع خارجًا عن نطاق أو إمكانية تسديد القروض، وتعرّضوا لإفلاس مدمّر.

تعجبني للغاية هذه النوعية من الأسئلة خارج الصندوق يا صديقي. أرى أن صاحب المشروع هو الوحيد الجدير بإدارة المشروع وكتابته باسمه. لكن في المقابل، عليه أن يمتلك الخبرة اللازمة لذلك كي يكون بحجم المسؤولية المنوط به. يجب أن يعتني بمختلف المعايير الخاصة برعاية المشروع، وأن يكون لديه الشغف والشراسة التي يحافظ بها على مشروعه، وتكون لديه الرغبة المستمرة في توسيعه، وهو ما توافر لشخصية إسماعيل ياسين في نهاية الفيلم بعد تطوّر الأحداث، حيث جني الخبرة التي كان يحتاجها أمام طيبة قلبه من المواقف الإنسانية التي تعرّض لها في إطار الحبكة.

من الجيّد أنك فتحت موضوعًا مقل هذا بالتحديد يا مصطفى، لأنني في سياق مثل هذه المشروعات بالتحديد، أرى أن المشروعات التقنية بعينها تعاني هذا السقوط بسرعة جنونية، بغض النظر عن الفترة التي أنجحت خلالها مشروعًا، سواء كانت عامًا أو عشرين عامًا، فسقوطها دائمًا متسارع بدرجة كبيرة.

أظن أن الأمر نابع من طبيعة المجال التقني بشكل عام، حيث أن حركة الحماية الاقتصادية أو الفشل الإداري تعمل بالسرعة نفسها التي تعتبر سمة من سمات الصناعات التكنولوجية عمومًا، فهل تتفق معي في هذه الملحوظة وسببها؟

لقد وضعتي يدكِ على إحدى أهم النقاط يا نجلا، وهي الشعرة التي تفصل بين الفشل والنجاح، والتي يرى العديد من أصحاب المشاريع وروّاد الأعمال التي أصبحت في طي النسيان أنها لم تكن موجودة على الإطلاق. لكن في ظل وجود فنّانين لإدارة الأزمات مثل السابق ذكرهم، فالأمر يصبح واضحًا لهم وحدهم، ويضعون النفس الأخير للمشروع في يد هذه الشعرة كمحاولة أخيرة للحفاظ عليه، ثم يبدأ كل شيء في الوضوح بعد فترة، وندرك أن هذه الشعرة كان لها الدور الأول في وصول المشروع إلى نجاحات غير مسبوقة.