هل هنالك فرق بينهما؟ أم أنها يؤديان إلى نفس المعنى؟
ما الفرق بين السعادة والنجاح؟
بالنسبة لي كلاهما حالتان يمكن الوصول إليهما. وهما ليسا حالتين مطلقتين بل يرتبطان بموقف معين أو زمن معين.
ويجمعهما كلمة "الرضا" فيمكن للإنسان أن يرضى عن مقدار العائد عن شيء قام به فيقول أنه ناجح في ذلك وقد لا يرضى فلا يعتبر نفسه ناجحًا.
لكن باختصار فالنجاح مرتبط بشيء ما تم فعله أو نتيجة حصلنا عليها. ولكن السعادة قد تؤخذ من أبسط الأشياء ولا ترتبط بالقدرة على فعل شيء معين.
وارتباطهما نابع من أن كليهما مسعى يسعى له الإنسان طوال عمره فيحققه تارة ويفشل فيه أخرى.
وارتباطهما نابع من أن كليهما مسعى يسعى له الإنسان طوال عمره فيحققه تارة ويفشل فيه أخرى.
بخلاف ذلك لا أرى أنهما يشتركان في شئ آخر، فالسعادة شعور والنجاح حالة.
ومن وجهة نظري فمن الممكن أن يكون الإنسان سعيداً رغم فشله فالنجاح لا يضمن السعادة والسعادة لا تضمن النجاح.
هل توافقينني في ذلك؟
فمن الممكن أن يكون الإنسان سعيداً رغم فشله فالنجاح لا يضمن السعادة والسعادة لا تضمن النجاح
أوافقك الرأي. رغم أن الإنسان يعتقد أحيانًا أن النجاح جالب للسعادة إلا أنه في الواقع لا يجلبها دائمًا أو يجلبها لفترة معينة قبل أن يصبح هذا المعتاد.
لذلك أرى أن الإنسان عليه أن يبحث عن تحسين وضعه دائمًا بدلًا من بحثه عن السعادة كشعور فهي فضفاضة ولا يمكن دائمًا الحفاظ عليها. وأنت ما رأيك؟
دائما ما أنظر الي السعادة والنجاح سياماً بالنسبة لي يمكن الوصول إليهم وتحقيقهم، وفي أحيان كثيرة اعتبر فيها أن نجاحي هو مصدر سعادتي فحينما انجح في تنفيذ شيئ ما أعتبر هذا سعادة علي نفسي ومصدر بهجة لي، وحينما انجح في تربية طفلي او ان تحقيق شيئ صعب علي تحقيقة يكون الامر كذلك سعادة لي، وكلاً حسب موقفة.
السعادة شعور والنجاح حالة، قد يكون الإنسان سعيداً دون أن ينجح لأن السعادة هي نتاج شخصيته وتفكيره، فقد يسعد الإنسان وهو فاشل في كل أمور حياته، بحيث يمتلك فلسفة ضد الحزن تجعله يضحك دائماً ولا يحرم نفسه من شئ، وفي الحقيقة أنا أحترم تلك الفلسفة، فليس على الجميع أن يكونوا ناجحين فقد يكون قدر البعض أن يكونوا غبر موفقين ولكن السعادة ضرورة حياتية لا غنى عنها، ولا بد أن يتوفر للإنسان في حياته على الأقل الحد الأدنى منها.
أما النجاح فليس مثل السعادة ولا يؤدي إليها بالضرورة فهو يضمن بعض الراحة وليس السعادة، لذا نجد من الناجحين في حياتهم يصابوا بالإكتئاب والحزن الشبه دائم، هذا لأن تفكيرهم لا يوصلهم إلى أن يكونوا سعداء، فالنجاح لا يضمن السعادة والسعادة لا تضمن النجاح. لذا أرى ان المفهومين بعيدان عن بعضهما.
البطبع هناك فرق بينهما. فقد ينجح أحدنا في أمر ما في نهاية المطاف لا يسعد به. النجاح قد يحصله الجميع وهناك إمكانية أو قابلية في أن يحصله الجميع غير أن السعادة غير ذلك. فالسعادة أشمل و أعم. وكلاهما نسبي؛ فالذي تعده أنت نجاح قد لا أراه أنا كذلك؛ و الذي تسعد/ تسعدين أنت به، قد لا أسعد به أنا. و
و الجميع يطلب النجاح و يلهث خلفه لأجل غاية عظمي وهي السعادة؛ فالنجاح وسيلة ليس إلا و الغاية الكبرى هي السعادة.
هناك فروقٌ كثيرة وليس فرقًا واحدًا ، ولم أجد الإرتباط بينهما إلا بخيط واحدٍ ، ألا وهي اللحظةُ التي يغمرك فيها النجاح وبشعور لا إراديّ
( تنتابُك السعادة ).
أمّا السعادة ، فلا اقتباس يضمُّ معانيها ولا حتى مساهمة!
ليست مقتصرة أبدًا على النجاح وإن كان أحد أركانها.
حدودُها كثيرة وتتراوح من أبسط ما قد يمسُّ قلبك : كأن يُلقي أحدهم على قلبك التحية ويبتسم، مرورًا بلحظةٍ تستشعر فيها رضا اللّه ، والديك ، رضا نفسِك حين تنظر للمرآة وتجدك مطمئنًا مستشعرًا أن ثمة نسخة جديدة قد طرقت باب روحك .. نهايةً بالإنجازات المعنويّ منها والملموس.
أشعرُ أنّ من فضل اللّه على عباده أن جعل السعادة تُلتمس في أبسط الأشياء ، وإلّا لاقتصرت على البعض وعاش البقية في تعاسةٍ دائمة.
كل منهما حالة متفردة بذاتها من رأيي، وليس شرطًا أن يجتمعان في مكان واحد على الدوام، بل على العكس قد يبقيا منفصلان في أغلب الأوضاع والظروف.
السعادة لا تتطلب نجاحًا حتى يشعر بها المرء، فقد يكون المرء فاشلًا، ولكنه سعيد بحياته، وبما يعيشه في كل لحظة ووقت.
على عكس آخر قد يكون ناجحًا في كل شيء ولكنه غير سعيد، إما لأن ما نجح فيه ليس اختياره، أو غيرها من الأسباب.
السعادة يصنعها الإنسان بنفسه، حتى ولو بكوب شاي يحتسيه أمام بعض النباتات الجميلة وقت شروق الشمس. حتى ولو بلعب لعبة يحبها على هاتفه باستمتاع مفرط. برحلة مع الأصدقاء، بجلسة مع الأهل. السعادة بسيطة في أغلب الأوقات.
على عكس النجاح الذي من رأيي يتطلب الكثير من العمل، والمجهود لتحقيقه، والوصول إليه. سواء كان نجاحًا ضخمًا أو حتى صغيرًا لا يرى بالعين المجردة كليهما يحتاج إلى العمل المستمر
التعليقات